كتبت مروة محمود الياس
الأحد، 26 أكتوبر 2025 03:00 صليس كل خوف واضح الملامح. فبعض المخاوف يختبئ في التفاصيل الصغيرة، في فكرة الخروج من البيت أو الوقوف في طابور مزدحم أو استقلال المترو. هذه المواقف اليومية التي تبدو عادية لمعظم الناس، قد تشكّل كابوسًا حقيقيًا لمن يعاني من رهاب الخلاء (Agoraphobia).
بحسب ما ورد في تقرير موقع Everyday Health، هذا الاضطراب لا يعني فقط الخوف من الأماكن المفتوحة كما يظن البعض، بل هو خوف من فقدان السيطرة في مكان يصعب مغادرته أو طلب المساعدة فيه. لذلك قد يشعر المصاب بالخطر في الأسواق، أو الحافلات، أو حتى في الأماكن المغلقة كدور السينما.
كيف يبدأ الخوف؟غالبًا ما تبدأ الحكاية بنوبة هلع غير متوقعة. يختبر الشخص فجأة تسارع ضربات قلبه، وصعوبة في التنفس، وإحساسًا قويًا بأنه سيفقد الوعي أو السيطرة. بعد انتهاء النوبة، يربط ذهنه بين هذا الرعب والمكان الذي حدث فيه، فيبدأ بتجنّبه. ومع الوقت، تتسع “قائمة الممنوعات” حتى تشمل مساحات أكبر من الحياة.
من هنا، يتحول الخوف من موقف محدد إلى خوف من الخوف نفسه — أي خوف من تكرار التجربة المرعبة. وهنا تبدأ دائرة رهاب الخلاء.
الأعراض التي ترسم ملامح الاضطرابالأعراض ليست فقط نفسية، بل تتجلى في الجسد بوضوح:
تسارع نبضات القلب.
ضيق تنفس وشعور بالاختناق.
دوخة أو اضطراب في التوازن.
رغبة ملحّة في الهروب من المكان.وعلى المستوى السلوكي، يظهر التجنّب المستمر: رفض السفر، الامتناع عن التسوّق، أو الاعتماد على شخص لمرافقة المريض خارج المنزل.
مع الوقت، قد يختار بعض المصابين البقاء داخل المنزل بالكامل، وكأن الجدران صارت أكثر أمانًا من العالم.
ما وراء الخوف: الأسباب المتشابكةالعلم لا يرى رهاب الخلاء كخوف بسيط، بل كاضطراب يتكوّن من خليط معقّد من الوراثة، وتجارب الحياة، وطريقة عمل الدماغ.
فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع القلق أكثر عرضة للإصابة، بينما تؤدي التجارب الصادمة — مثل نوبات الهلع المفاجئة أو فقدان السيطرة في مكان عام — إلى ترسيخ هذا الخوف.
حتى التفكير المفرط في مراقبة الجسد والخوف من الإحراج أمام الآخرين قد يغذّي الاضطراب ويجعله أكثر ثباتًا.
طرق العلاج الحديثة: من المواجهة إلى التوازنالأساس هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يقوم على مواجهة المواقف المخيفة تدريجيًا تحت إشراف متخصص، مما يُعيد تدريب الدماغ على تقبّل الموقف دون خوف.
وفي بعض الحالات، تُستخدم أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو القلق للمساعدة في السيطرة على الأعراض الجسدية.
كذلك تلعب تقنيات مثل التنفس العميق، وتمارين التأمل الواعي (Mindfulness) دورًا فعّالًا في تهدئة استجابات القلق المفاجئة.
الدعم النفسي والاجتماعي: نصف العلاجلا يمكن للمريض أن يتعافى في عزلة. يحتاج إلى بيئة آمنة تتفهم أن خوفه ليس مبالغة، بل استجابة عصبية حقيقية يصعب التحكم فيها.
تشجيعه على الخروج خطوة بخطوة، دون ضغط أو سخرية، يساعد في بناء الثقة.
فكل مرة يخطو فيها خارج منطقة راحته هي انتصار صغير على الخوف، ومؤشر على بداية استعادة السيطرة على حياته.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
