صور / اليوم السابع

ألوان ذاهية تضفى البهجة.. عم جابر 50 عاما من الغزل على النول

  • 1/12
  • 2/12
  • 3/12
  • 4/12
  • 5/12
  • 6/12
  • 7/12
  • 8/12
  • 9/12
  • 10/12
  • 11/12
  • 12/12

كتبت بتول عصام

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 12:00 م

فى زاوية صغيرة، حيث يتعانق صوت النول مع صبر السنين، يبرز رجل تخطى الستين ليحكى قصة عمر كامل من الكفاح، ليست مجرد مهنة، بل حياة كاملة غزلها بخيوط الصوف وألوانه، لتخرج سجادة تحمل فى كل عقدة منها جزءًا من روحه.

بين أنوال السجاد وألوان الصوف الزاهية، يجلس الحاج جابر إبراهيم صاحب الـ66 عامًا، بوجهه الذي حفرته التجاعيد ويديه اللتين أكلتهما السنين، يواصل رحلة كفاح بدأها منذ الطفولة. قصة رجل من كفر الشيخ عاش نصف قرن بين الخيوط والعُقد، يرى في مهنته حياة كاملة، ويعتبرها ميراثًا لا يُقدر بثمن.

يقول الحاج جابر بابتسامة تعبق بالفخر: "اسمي جابر إبراهيم من محافظة كفر الشيخ، بشتغل في السجاد من عمر طويل.. اتعلمت واشتغلت مع واحد في القاهرة علمني المهنة وبعدها اشتغلت في كل مكان زي حلوان.. المهنة دي أنا وارثها أبا عن جد".

حين تعثرت خطواته الصغيرة في المدرسة، لم يكن يعلم أن حياته ستتشكل من جديد بين أصابع والده وأخيه، اللذين أخذا بيده نحو مهنة لم يعرف غيرها حتى اليوم. يتذكر تلك اللحظة قائلًا: "لما فشلت في المدرسة وأنا في سن تانية ابتدائي، راحوا واخدني وعلموني الشغلة دي.. ومن يومها وأنا عمري ما فارقت النول".

لا يكتفي جابر بالحديث عن عمله، بل يصفه بدقة وحب شديدين كأنما يرسم لوحة بالكلمات: "مراحل تصنيع النول اليدوي.. بيكون في دوستين من تحت بيفتحوا ويقفلوا بالنيل والعدة.. وكل نيل ماسك 150 فتلة، يعني 300 فتلة.. وبشتغل برجليا وبالمكوك والمشط.. ومن غيرهم مقدرش اشتغل".

بكل فخر، يؤكد أنه قادر على تنفيذ أي تصميم، سواء من مخيلته أو من كروت جاهزة: "كل الرسومات أقدر أعملها.. عربي، إنجليزي، أي شكل يطلع من الكمبيوتر أقدر أطبقه على النول.. الفن في دماغي، اديني أي رسمة وأنا بعون الله هرسمها".

وعن بداياته يتذكر أول أجر قبضه، ويضحك قائلًا: "زمان كان متر السجاد اليدوي بـ2 جنيه.. أول أجرة ليا كانت حاجات بسيطة لا تُذكر دلوقتي".

رغم المشقة، يرى أن مهنته هي أغلى ما يملك، وهي هويته وذاكرته، فيقول: "بيني وبين نفسي اللي أنا شوفته إن مفيش أحسن من الشغلة بتاعتي.. الشغل اليدوي ميعلاش عليه".

ويصف جودة السجادة اليدوية بلهجته البسيطة: "جودة السجادة إنها تكون ثابتة.. تغسليها تفضل زي ما هي.. والناس بتحبها خصوصًا في الشتاء لأنها بتدي دفّا".

وعن رحلته الطويلة، يضيف بفخر: "بقالي أكتر من 50 سنة في المهنة.. أنا عندي 66 سنة، ومن وأنا عندي 12 سنة في المهنة دي.. شغلي راح لجميع الدول.. والسائح لما بيشوف الشغل بيكون مبسوط ويصورني ويشتري".

لكن، ورغم عشقه للمهنة، لم ينقلها لأولاده، لوعيه بمشقتها: "المهنة دي تعب.. أنا ما علمتهاش لأولادي.. لكن بالنسبة ليا أنا سهلة، أعلّم حد تاني تبقى صعبة عليه".

وبينما يروي حكايته، لا يخفي محبته لما وهبته إياه مهنته من علاقات وصداقات: "المهنة علمتني حب الناس.. وليا أصدقاء في دول برّا.. وهفضل اشتغل فيها لحد آخر يوم في عمري".

قصة الحاج جابر واحدة من آلاف الحكايات لصناع السجاد اليدوي في ، لكنها تحمل فرادة خاصة؛ فالرجل الذي حمل المهنة على كتفيه نصف قرن لم يفقد شغفه، ولا زال يعتبر النول رفيق العمر، والفن سر حياته.

صانع السجاد اليدوي
صانع السجاد اليدوي

 

أدوات صناعة السجاد اليدوي
أدوات صناعة السجاد اليدوي

 

الحاج جابر إبراهيم
الحاج جابر إبراهيم

 

السجاد اليدوى
السجاد اليدوى

 

السجاد اليدوي بيد عم جابر
السجاد اليدوي بيد عم جابر

 

السجاد اليدوي
السجاد اليدوي

 

الصوف البلدي
الصوف البلدي

 

صانع السجاد اليدوي
صانع السجاد اليدوي

 

علم فلسطين
علم فلسطين

 

عم جابر أثناء عمله
عم جابر أثناء عمله

 

عم جابر يعلم سائحة صناعة السجاد اليدوي
عم جابر يعلم سائحة صناعة السجاد اليدوي

 

مراحل صناعة السجاد اليدوي
مراحل صناعة السجاد اليدوي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا