عندما تتعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي لا تقل شكرا أو من فضلك : بتكلف فلوس للكهرباء
عندما تقرأ هذا التقرير ، سوف تتذكر بالتأكيد بعض نظريات التقتير الشديدة ، التي تعرفنا عليها القرن الماضي ..
في بداية السبعينات مثلا تباهي ماوسي تونج زعيم الصين آنذاك بقولة : لو وفرنا معلقة أرز واحدة من وجبة المواطن الصيني ، لوفرنا للشعوب الأفريقية وجبة تحميهم من المجاعة ..
ورد خبراء الطيران علي نفس الموال : لو وفرنا معلقة أرز أخري من وجبات الطعام المقدمة في الطائرات ، لاختفي الجوع في العالم ..
سام التمان مؤسس شركة إيه إل AL Open ALيستعير نفس المعادلة ويقول : عند التعامل مع تشات جي بي تي ، لا تقل للبرنامج : من فضلك . وشكرا . وصباح الخير. أحسنت العمل ..
كل هذه الكلمات تتردد بالمليارات في اليوم الواحد ، وتستهلك طاقة كهربائية بملايين الدولارات في الحساب الختامي للعمل ..
وعندنا في مصر حكاية التعامل مع برامج الذكاء الإصطناعي شغالة نار : فيدوهات ونكت وصور متحركة وجيم كما أن ٩٠٪ من عيال المدازس تستخدم برامج الذكاء الإصطناعي في حل إمتحانات المدارس . اما الشركات فحدث ولا حرج ..
الحكاية بدأت بسؤال علي منصة X (تويتر سابقًا) عن “كمية الأموال التي أنفقتها OpenAI على الكهرباء بسبب استخدام الناس لعبارات المجاملة مع النماذج”، ليرد ألتمان قائلاً: “عشرات الملايين من الدولارات أُنفقت بشكل جيد”، مضيفًا: “أنت لا تعرف أبدًا”، م
ورغم أن معاملة روبوت دردشة بعبارات احترام قد تبدو بلا معنى، فإن بعض خبراء تصميم الذكاء الاصطناعي يرون أنها خطوة مهمة. مدير التصميم في مايكروسوفت، كورتيس بيفرز، على سبيل المثال، يقول إن الالتزام بآداب الحديث “يساعد على توليد ردود محترمة وتعاونية”.
ويشير بيفرز إلى أن “استخدام لغة مهذبة يضع نغمة معينة للرد”. ويمكن تفهّم هذا الرأي، إذ إن ما نطلق عليه “ذكاءً اصطناعيًا” قد يكون وصفًا غير دقيق، فهذه النماذج أقرب إلى “آلات تنبؤ” — مثل خاصية الإكمال التلقائي في الهاتف — لكنها تملك قدرة أكبر على إنتاج جمل كاملة استجابة للأسئلة والتعليمات.
وتُظهر مذكرة داخلية في Microsoft WorkLab أن “النموذج إذا رصد لغة مهذبة، فمن المرجح أن يرد بالمثل”. كما أن “الذكاء الاصطناعي التوليدي يعكس أيضًا مستويات الاحتراف والوضوح والتفصيل الموجودة في التعليمات التي يتلقاها”.
وفي استطلاع أُجري أواخر عام 2024، أفاد 67% من المشاركين في الولايات المتحدة بأنهم يتعاملون بلطف مع روبوتات الدردشة. ومن بين هؤلاء، قال 55٪ إنهم يفعلون ذلك “لأنها الطريقة الصحيحة”، بينما أقرّ 12% بأنهم يفعلون ذلك لإرضاء الخوارزمية، تحسبًا لثورة ذكاء اصطناعي مستقبلية.
ورغم أن هذه الثورة قد تكون بعيدة المنال — بل إن العديد من الباحثين يشككون في إمكانية بناء خوارزمية “ذكية” حقيقية بالاعتماد على التقنيات الحالية لنماذج اللغة الضخمة — فإن التأثيرات البيئية للذكاء الاصطناعي اليوم واقعية تمامًا. وللأسف، فإن تلك العبارات المهذبة تتراكم بشكل ملحوظ.
ففي تحقيق أجرته صحيفة “واشنطن بوست” بالتعاون مع باحثين من جامعة كاليفورنيا، تم تحليل تأثير توليد بريد إلكتروني مكوّن من 100 كلمة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ووجدوا أن إنشاء بريد واحد فقط يتطلب 0.14 كيلوواط/ساعة من الكهرباء — وهي كمية تكفي لتشغيل 14 مصباح LED لمدة ساعة. وإذا أرسلت بريدًا إلكترونيًا واحدًا أسبوعيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي طوال عام، فستستهلك نحو 7.5 كيلوواط/ساعة، أي ما يعادل استهلاك تسع أسر في واشنطن العاصمة للكهرباء خلال ساعة.
ليست قليلة التأثير
والآن، تخيّل عدد التعليمات الطويلة التي يرسلها المستخدمون يوميًا إلى روبوتات مثل ChatGPT — إنها بالتأكيد ليست قليلة التأثير.
وقد تبدو آداب الحديث مع الذكاء الاصطناعي أمرًا تافهًا، لكنها تسلط الضوء على واقع قاتم: استفساراتنا لها عواقب، خصوصًا على البيئة. فمراكز البيانات التي تُشغّل روبوتات الدردشة هذه تستهلك حاليًا حوالي 2% من إجمالي الطاقة في العالم — وهي نسبة مرشحة للارتفاع الكبير مع التوسع المتزايد للذكاء الاصطناعي في تفاصيل حياتنا اليومية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.