مع حلول ذكرى مولد النبي محمد ﷺ، يتجدد في قلوب المسلمين الشوق لرسول الله، ويزداد حرصهم على الإكثار من الصلاة والسلام عليه، حبًا له ورجاءً في شفاعته يوم القيامة. وتُعد الصلاة على النبي ﷺ من أكثر العبادات التي يتساءل عنها الناس، خاصة فيما يتعلق بعددها وصيغها. وأوضحت الفتاوى الشرعية أن الصلاة على النبي لا يشترط لها عدد محدد، بل إن فضلها يتضاعف بكثرتها، ويكفي أن يصلي المسلم عليه مرة واحدة لينال الثواب، فيما يرى بعض العلماء أن تكرارها مئات المرات له أثر عظيم في تفريج الكرب وقضاء الحاجات. ومن أشهر الصيغ الواردة: الصلاة الإبراهيمية، والصيغة النارية التي تُقال 11 مرة أو أكثر بنية قضاء الحاجة، وصيغة: "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد حروف القرآن حرفًا حرفًا، وعدد كل حرف ألفًا ألفًا...". كما ورد عن النبي ﷺ قوله: «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا». أما عن صلاة الحاجة، فيُستحب أداؤها بركعتين بعد الوضوء، ثم الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ ورفع الدعاء إلى الله، ويُعد الثلث الأخير من الليل أفضل أوقاتها. ونقل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، صيغة مشهورة قالها الشيخ حسن شداد في الروضة النبوية عام 1416 هـ: «الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله، ضاقت حيلتي، فاسأل الرحمن يقضي حاجتي»، مؤكدًا أنه بُشر في الرؤيا بقضاء حاجته. ويجمع العلماء على أن افتتاح الدعاء وختامه بالصلاة على النبي ﷺ من أعظم أسباب القبول واستجابة الدعاء، فضلًا عن كونها سببًا للنجاة من النار ورفعة الدرجات.