يطرح الكثيرون سؤالًا حول ما إذا كان المتوفى يعلم بمن يدعو له، خاصة وأن الدعاء للميت يُعد من أكثر الأعمال التي يحرص الأحياء على تقديمها لأحبائهم بعد الوفاة. وفي هذا السياق، أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن الميت يعلم بمن يدعو له، لأن الدعاء يصل إليه وينتفع به، مشيرة إلى أن ذلك ثابت بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول: رب أنى لي هذه الدرجة؟ فيقول: بدعاء ولدك لك» (رواه البزار والبيهقي). وأكدت اللجنة أن الدعاء للميت يصل ثوابه إليه في عالم البرزخ، وهو ما يبعث على استحباب زيارة القبور والسلام على أهلها، لما في ذلك من تسلية للميت واستئناس بروح من يدعو له. أعمال يصل ثوابها إلى الميت الدعاء والاستغفار: وهو مجمع على وصول ثوابه للميت، لقول الله تعالى: «وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا...» (الحشر: 10). الصدقة: ويصل ثوابها للميت سواء صدرت من ولده أو من غيره، استنادًا لأحاديث صحيحة. الصوم: حيث يجوز لولي الميت أن يصوم عنه إذا مات وعليه صيام. الحج: يجوز أداء الحج عن الميت إذا كان قد نذر أو لم يتمكن من أدائه قبل وفاته. قراءة القرآن: ورجح جمهور العلماء وصول ثوابها للميت إذا أُهديت له، وهو ما نقله ابن قدامة عن الإمام أحمد بقوله: "الميت يصل إليه كل شيء من الخير".