الارشيف / رياضة / صحيفة الخليج

العين يسطّر تاريخ الكرة الآسيوية من الباب الكبير

الشارقة: علي نجم

عزف العين على لحن المجد القارّي، ليقدم «سيمفونية» النجاح الآسيوي، برفع كأس دوري أبطال آسيا للمرة الثانية، بعد فوزه الكاسح على يوكوهاما الياباني بالخمسة، في إياب الدور النهائي، ليضمن الحصول على اللقب القارّي، وليحجز لنفسه مقعداً بين نخبة أندية العالم في مونديال الأندية بنسخته الجديدة الذي سيبصر النور في يونيو/ حزيران 2025.

دخل العين تاريخ الكرة الآسيوية من الباب الكبير، بعدما أصبح أوّل وآخر بطل لنسخة دوري أبطال آسيا، التي ستدخل كتب التاريخ، مع الإعلان عن تغييرات شاملة في هوية البطولات القارية، ابتداء من الموسم المقبل، وفق ما أعلن الاتحاد القارّي للعبة الشهر الماضي، بإقامة دوري أبطال آسيا «النخبة»، ودوري أبطال آسيا 2، وكأس الاتحاد الآسيوي.

ويستحق العين أن ترفع له قبعات الثناء والتقدير، على ما تحقق، بنيل اللقب الثاني في تاريخه، بعد رحلة أقل ما يقال عنها أنها كانت «مجنونة»، وعاصفة، حين اصطدم بنخبة الفرق القارية، حتى بلغ منصة المجد ورفع اللقب الذي رسم «فرحة وطن».

كان الفوز باللقب القاري هدفاً بعيد المدى، رسم بخيوط الآمال الأولى، عبر الأهداف التي رسمها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، النائب الأول لرئيس نادي العين الرياضي الثقافي، النائب الأول لرئيس مجلس الشرف، رئيس مجلس إدارة نادي العين، حين وضع الفوز باللقب الآسيوي للمرة الثانية هدفاً يجب أن يتحقق خلال 3 سنوات.

وبدأت الرحلة من أجل بلوغ الحلم القاري مع المدرب الأوكراني ريبيروف الذي لم يكمل الرحلة مع «الزعيم» بعد انتهاء الموسم الثاني، ليحزم الحقائب ويغادر إلى بلاده من أجل تولي تدريب المنتخب الذي قاده إلى إنجاز كبير بالتأهل إلى النهائيات القارية التي ستلعب في ألمانيا، بداية من الشهر المقبل.

وتحول العين إلى «صانع للمدربين» بعدما تحول زلاتكو داليتش من مدرب «مجتهد» مع العين، إلى مدرب عالمي مع منتخب بلاده، بعدما بلغ معه نهائي كأس العالم 2018، ونال المركز الثالث في مونديال 2022.

  • القرار الجريء

استهل العين مشواره في دوري أبطال آسيا بقيادة المدير الفني الهولندي، شرودر، الذي قاد «الزعيم» للفوز في أول 4 مباريات ضمن دور المجموعات، ليتربع فوق صدارة ترتيب المجموعة، وليضمن التأهل مبكراً.

كان قرار الإدارة «الجريء» بالاستغناء عن المدرب الهولندي، وتعيين الأرجنتيني هيرنان كريسبو، نقطة التحول الكبير، لفريق كان يبسط السيطرة والتفوق قارياً مع ابن مدرسة يوهان كرويف الكروية.

نجح المدرب الأرجنتيني الذي عرف تضاريس آسيا، مع الدحيل القطري، ونال مرارة الخسارة بالسبعة في أدوارها الإقصائية، في أن يحافظ على إيقاع الفريق البنفسجي قاريّاً.

كانت التحديات في رحلة العين نحو المجد القارّي أقرب إلى تسلق «جبل حفيت»، في ظل الكثير من الصعوبات التي عرف الفريق كيفية تجاوزها حتى بلغ المجد الكبير.

تمكن المدرب الأرجنتيني من التعامل، بدهاء وذكاء، مع حسابات اللعب، ذهاباً وإياباً، فاستغل أرض ملعب هزاع بن زايد لتكون هي السلاح الأبرز في رحلة الفريق، حتى يصيب المنافسين في مقتل، وهو ما تحقق بالفوز في المباريات الإقصائية الأربع التي لعبها أمام ناساف الأوزبكي في إياب الدور الثاني، وأمام النصر والهلال السعودي في ذهاب الدورين، ربع النهائي، ونصف النهائي، قبل أن يقول كلمة الحسم الأخيرة في إياب النهائي أمام يوكوهاما الياباني بالفوز بالخمسة، وتعويض خسارة الذهاب بهدفين مقابل هدف.

وحفر الجيل الجديد من نجوم العين أسماءهم في سجلات الذهب، لينضم خالد عيسى وبندر الأحبابي ويحيى نادر خالد الهاشمي، إلى القائمة الذهبية التي كانت تضم نجوماً بقيمة وقامة سالم جوهر، وسلطان راشد، وسبيت خاطر، ووليد سالم.

برهن خالد عيسى مرة جديدة أنه «جبل الزعيم» الذي يمكن أن يعتمد عليه الفريق في الأوقات الصعبة، والحرجة، فكان التألق في مواجهات النصر والهلال، خير دليل على مقولة أن الحارس هو «نصف الفريق».

لا يمكن وضع النجاح في سلة لاعب واحد، بل إن عناصر النجاح كلها تمثلت في مجموعة متكاملة، فكان كوامي، رغم بعض الأخطاء الفردية، صمام أمان لقيادة خط الدفاع، بينما جاء خالد الهاشمي من الشامخة إلى دار الزين ليكتب التاريخ، ويدخل نادي الأبطال من الباب الكبير.

وقد تكون الكأس القارية، هي « تاج» النجاح للقائد بندر الأحبابي الذي لعب دوراً كبيراً داخل المستطيل الأخضر، وخارج أرض الميدان.

ومن يحيى نادر وهو يخوض البطولة القاريّة، أدرك أن النجاح لا يمكن أن يتحقق من دون وجود «مقاتلين» فوق أرضية الميدان.

أما المغربي سفيان رحيمي، فقد ولد نجماً داخل البطولة، حفر اسمه بأحرف من ذهب، سرق كل الأضواء، وخطف النجومية من النجوم المحليين، ومن اللاعبين العرب والآسيويين، بل وحتى العالميين، ليستحق عن جدارة لقب أفضل لاعب في البطولة.

كانت رحلة رحيمي مع «الزعيم» في البطولة القارية استثنائية بكل المقاييس، فتألق جناحاً، صنع، وسجل، قبل أن يخطف كل الأضواء من نجوم النصر والهلال العالميين.

نال رحيمي لقب الهداف، وتحول إلى الاسم الأكثر شهرة، محلياً وقارياً، حتى أصبح «ترنداً» في سماء القارتين، الآسيوية والإفريقية، مع كل الاهتمام الذي حظي به النجوم المغاربة عبر مشاركاتهم في كل النهائيات القارية على مستوى القارات الكبرى.

  • المسؤولية مضاعفة

هنأ محمد بن ثعلوب الدرعي، رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين للاستثمار، القيادة الرشيدة بمناسبة فوز العين ببطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، ومن ثم تأهله لتمثيل كرة وآسيا في بطولة العالم للأندية لكرة القدم 2025 بنظامها الجديد والموسع بمشاركة 32 فريقاً، مؤكداً أن المسؤولية باتت مضاعفة.

وأضاف: «استحق سفير الكرة الإماراتية لقب آسيا الذهبي والتأهل لبطولة العالم للأندية بكل جدارة، بعدما صنع ملحمة بالفوز على فريق يوكوهاما الياباني، بأدائه الجماعي القوي وبإصرار لاعبيه، ليتوجوا بلقب آسيا في ليلة تاريخية».

  • مواجهة منتظرة

تأهلت 3 أندية إلى كأس إنتركونتيننتال التي تقام في ديسمبر 2024، حيث كانت البداية من أوكلاند سيتي النيوزيلندي، الذي توج بلقب دوري أبطال أوقيانوسيا، والعين المتوج بكأس آسيا، والأهلي المصري بطل إفريقيا.

ويقوم نظام كأس إنتركونتيننتال على وجود تصفيات،ويعني ذلك أن أوكلاند سيتي سيواجه الأهلي المصري في استاد القاهرة في ، أو سيواجه العين في استاد هزاع بن زايد.

وإذا فاز الأهلي على أوكلاند في القاهرة سيواجه العين بعدها في الإمارات.. أما إذا فاز العين على أوكلاند في الإمارات فسيواجه الأهلي بعدها على استاد القاهرة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا