في أعقاب الإقصاء القاري من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام صن داونز الجنوب إفريقي، سادت حالة من الغضب داخل أروقة النادي الأهلي، نتيجة الأداء المتواضع الذي يقدمه الفريق منذ بداية الموسم، خاصة مع خسارة فرصة حصد أي بطولة حتى الآن، وهو ما فتح الباب واسعًا للحديث عن قرب انتهاء مشوار السويسري مارسيل كولر مع القلعة الحمراء، في ظل تزايد الانتقادات من الجماهير والمسؤولين على حد سواء، بعد موسم وُصف بالصفرى ماليًا وفنيًا، حيث خسر النادي ما يقرب من 26 مليون دولار نتيجة الإخفاقات المحلية والقارية.

مصير مارسيل كولر لا يزال معلقًا، إذ لم يصدر أي قرار رسمي بإقالته حتى اللحظة، إلا أن مصادر من داخل الأهلي أكدت أن إدارة النادي ستعقد اجتماعًا حاسمًا خلال الساعات المقبلة، من أجل مناقشة الخيارات المطروحة، وسط حالة شبه إجماع على أن النادي بات بحاجة ماسة لتجديد الدماء الفنية قبل بدء التحضيرات للموسم الجديد، خاصة في ظل تقارير تشير إلى احتمالية الغياب عن بطولة دوري أبطال إفريقيا المقبلة بسبب احتدام المنافسة المحلية.

من جانبه، بدأ مجلس إدارة الأهلي اتخاذ خطوات فعلية نحو التعاقد مع مدير فني جديد، وتدرس اللجنة المسؤولة عن ملف الكرة مجموعة من الأسماء التي تنتمي لمدارس تدريبية هجومية، مع التركيز على المدربين أصحاب الجنسية الألمانية أو البرتغالية، لما تتميز به هذه المدارس من انضباط تكتيكي وقدرة على استغلال العناصر الهجومية بالشكل الأمثل، خاصة أن الفريق يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين مثل تريزيجيه، حسين الشحات، زيزو، ووسام أبو علي.

البرتغالي جوزيه جوميز، المدير الفني الأسبق لنادي الزمالك، بات أحد أبرز المرشحين لتولي المهمة خلفًا لكولر، وقد أبدى موافقة مبدئية على الفكرة، في انتظار حسم المفاوضات، كما دخل اسم مواطنه كارلوس كيروش، المدير الفني السابق لمنتخب مصر، على خط الترشيحات بقوة، مستفيدًا من خبرته السابقة مع عدد من لاعبي الأهلي، ما يعزز من فرص انسجامه مع الفريق في وقت قصير، وتحديدًا قبل انطلاق كأس العالم للأندية، في حال التأهل الرسمي للمشاركة.

وطرحت بعض الأطراف اسم السويسري رينيه فايلر، المدير الرياضي الحالي لنادي سيرفيت، ضمن الأسماء المطروحة أيضًا، وسط تأكيدات بأنه لا يمانع العودة مرة أخرى لتدريب الفريق الأحمر، وهو ما يعكس رغبة قوية من مجلس الإدارة في حسم هوية المدرب الجديد خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل ضغط جماهيري متصاعد ورغبة في إنقاذ ما تبقى من الموسم، والاستعداد بشكل مختلف للفترة القادمة، سواء على المستوى المحلي أو القاري.

الجماهير الحمراء عبرت عن غضبها بوضوح عقب مباراة صن داونز، حيث ألقت زجاجات المياه على مارسيل كولر عقب التعادل في استاد القاهرة، في مشهد غير معتاد يعكس مدى الاحتقان الجماهيري، بعد سلسلة من الإخفاقات المتكررة التي أفقدت الفريق بريقه المعتاد في البطولات القارية، كما أن تصريحات أعضاء اللجنة الفنية حملت تلميحات واضحة بأن النادي بحاجة لمدرب لا يعرف التردد، يمتلك رؤية هجومية واضحة، ويستطيع توظيف الإمكانيات الموجودة لخلق فريق قادر على الهيمنة لا الدفاع فقط.

القرار النهائي بشأن مصير كولر وتحديد هوية المدرب الجديد من المنتظر أن يصدر خلال فترة قصيرة، وسط ترقب واسع من جانب محبي القلعة الحمراء الذين ينتظرون رؤية تغييرات حقيقية تنعكس إيجابًا على نتائج الفريق ومستقبله القريب.