عبدالله عبدالرحمن بعد انفضاض سامر تصفيات التأهل المباشر لكأس العالم، حصلت العثرة وانتابت الكثرة الحسرة المُرّة بعدم تأهلنا هذه المَرّة، وجاء المتشائمون ليدلوا بدلوهم ويطرحوا لنا حججهم بأن التأهل للمونديال مُحال، للأسباب التالية:الأول: هم يرون أن قِوام المنتخب وعناصره هذا تم إعداده من تصفيات المونديال الذي مضى (في قطر).. ولأجله تغير الاتحاد السابق - الذي كان مجتهداً بكل ما أوتي من مقدرة وخبرة - وجاء التغيير الجديد الذي رفع سقف الآمال إلى عنان السماء، ولم يتغير في المنتخب شيء، يؤهله للتأهل.. وضاعت الفرصة من مجموعة كانت سهلة -هكذا يرون! -وبالتالي لم يُجدِ مع هذه المجموعة تغيّر الاتحاد!الثاني: تغيير المدرب السابق بينتو الذي أجمع الشارع الرياضي على أنه العقبة الكأداء.. وجاء كوزمين الذي عُرِف بأنه المدرب السحري الذي ما إن يتسلم أي فريق إلا ويتغير فريقه من أول مباراة.. وفي مباراتي أوزبكستان وقيرغستان، لم نر من «الأبيض» أداءً يشفع أو مستوىً يقنع.. وخرجت مجموعة «الأبيض» بلا لون ولا طعم ولا رائحة.. والمحصلة أن قدوم كوزمين لم يدفعهم للعطاء البنّاء!الثالث: كيف لهذه المجموعة التي لم تستطع أن تتأهل بشكل مباشر أن تُقارع فرقاً عالمية شرسة- إن تأهلنا في الجولات القادمة - لا ترحم من يقف أمامها ويواجهها.. وبالتالي من الأفضل أن نبقى ونعمل «محلياً» في تجويد الأداء وتحسين المستوى وخلق الشخصية القوية وإيجاد الهوية المرضية.. بدلاً من مواجهة الفضائح العالمية بالخمسة والهزائم بالستة!الرابع: ونحن مقبلون على الملحق (أو الملحقين)، سنواجه فرقاً خليجية قوية، لم تتمكن هذه المجموعة من مقارعتها والفوز بسهولة عليها منذ فترة.. فكيف لهذه المجموعة أن تقابلها بالروح المهزوزة التي شهدناها منهم هذه التصفيات؟!الرد السريع لهذه الأسباب ولعلّنا نفصّل أكثر لاحقاً:أولاً: كل الاتحادات القوية في آسيا وغيرها تجتهد بكل ما أوتيت من قوة، ومع عملها الجلي وجهدها السخي، لا يُكتب لها التأهل.. وبالنسبة لمن قاد ويقود دفة اتحادنا، هم قاموا ويقومون بجهود مضنية جبارة لتحقيق الحلم ولا يزالون بجد يعملون.ثانياً: هَبْ أن كوزمين فاز على أوزبكستان وقيرغستان بأداء مبهر ونتيجة كبيرة.. هل كنا سنتأهل أم أن نتائج الآخرين هي المحددة لتأهلنا.. وكيف لكوزمين الذي تسلم الفريق في أقل من أسبوعين بلا تجارب سابقة معه أن يحدث الفارق الكبير؟ثالثاً ورابعاً وعاشراً: ثمة فرق قوية - مثلنا لم تتأهل (بعد) -والمونديال لن يبدأ إلا العام القادم.. وآلية هذه التصفيات المحسنة المعدلة وضعت لنا الملحقين.. وما زالت الفرصة مواتية حتى الآن.. ومع العلم بأن أداء «الأبيض» في المجمل لم يكن سيئاً، وبدلاً من النواح الصُراح والصياح، علينا بالعمل الجاد والتجهيز الكافي مع تلافي العيوب وتعزيز الروح وتقوية العزائم بشكل عام والوقوف مع الأبيض في المرحل القادمة المهمة.ختاماً سنقول للمتشائمين يوماً: لا تقلبوا الصفحة، حتى تقرؤوا سطراً «أبيض» الأخير!