رياضة / صحيفة الخليج

سبب الإخفاق

عبدالله عبدالرحمن

عندما استعد إيفيتش -المدرب الجيّد للعين- لبطولة كأس العالم للأندية، وقد تعاقد النادي مع ثلة من لاعبين جدد لم نكن نعرف أي شيء عن مستوياتهم، أشرتُ يومها إلى أنه قد تكون مشكلة على الفريق في عدم تحقق التناغم المرغوب والتجانس المطلوب-مهما كانت موهبتهم-، لأن ذلك لا يتحقق إلا بعد الاحتكاك المستمر عبر التدريبات المستمرة ومع المباريات التجريبية المتكررة وصولاً إلى المباريات الرسمية المتعددة.. والمحصلة النهائية للعين في البطولة لم تكن مرضية.. وعند الإشارة لذلك يومئذ، حذّرنا بأن كوزمين مدرب المنتخب حتماً سيواجه نفس مشكلة الزعيم..
قائمة «الأبيض» التي اختارها بلا ريب حَوَتْ أسماء ومواهب يتمناها أي مدرب عادي فكيف لو اجتمعت مع مدرب متمكن ككوزمين.. المشكلة كانت في انعدام الانسجام وافتقار التفاهم، لأنهم-كفريق واحد-لم يلعبوا مع بعضهم البعض منذ فترة، ولم يتعودوا على طريقة المدرب وعجنها وهضمها جيداً، لأن هذا الأمر يحتاج إلى مباريات تنافسية كثيرة تظهر مدى استيعابهم فكر المدرب وهذا لن يتأتى إلا مع مرور الوقت.. وهذا عندي أحد الأسباب الرئيسية للإخفاق في الملحق.. رغم وجود أخطاء ثانوية أخرى-مِنّا فنية ومن غيرنا تحكيمية ظالمة وإدارية مجحفة-ساهمت في عدم التأهل!
مقدرٌ جداً أن يحرص كوزمين خلافاً لسلفه على التدريبات والتجريبيات، ولكن تبقى المباريات الرسمية هي المحك الذي من خلاله نتعرف على قدرات اللاعبين واستخراج أفضل ما لديهم.. كنت حقيقةً أتمنى بعد وديتي والبحرين- اللتين جرّب فيهما السواد الأعظم من لاعبيه- أن يلعب كوزمين مباراتين مغلقتين مع أنديتنا بدل الحصص التدريبية، حتى يجرب فيهما التشكيلة الأساسية لمباراتي الملحق.. هذا لم يحصل واكتفى بالتدريبات! ودخل الملحق وهو يجرب.. بدليل أن الشوط الأول مع عمان- المفترض أن تكون التشكيلة التي في رأسه منذ فترة- قام وغيّر ثلاثة لاعبين دفعة واحدة.. هذا وإن بيّن لنا في الظاهر تحسناً، ولكن أظهر خللاً جسيماً في التجهيز للمباراة، وفي من يبدأ بهم.. وهو وإن فاز ولكن كان نصراً صعباً، ولولا لطف الله ثم تألق خالد عيسى والمجهودات الفردية، لكنا قد خسرنا أو على أقل تقدير تعادلنا مع عمان.. وعدم التجانس وسوء التحضير هذا، انسحب إلى المباراة الثانية أيضاً وحصل ما حصل!
ولنا في فهم أهمية التفاهم وتوفر التناغم خير في جيل المونديال-من منتصف الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات-وجيل مهدي علي، وكلا الجيلين حقق الإنجازات الباهرة والبطولات المفرحة، حيث إن الانسجام التام كان السِمّة البارزة والصفة المميزة فيهما والذي جاء مع كثير من الوقت والخبرة.
لا أعتقد أن الإخفاق في الملحق كان مردّه قلة عزيمة أو ندرة إصرار وتصميم من اللاعبين.. كلهم سعوا واجتهدوا، ويقيني أن مدرباً ذكياً ككوزمين-وبسبب صدمة الملحق القاسية-يدرك عظم الموقف الراهن وأهمية تحقيق الانسجام وضرورة تسريع وتيرته لتحقيق المراد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا