* يوقع البعض نفسه ومن حوله في ضغوط ومشاكل حالية ومستقبلية، بسبب مطالبته لنفسه ولابنه أو زوجته أو زوجه أو الموظف الذي يعمل معه بما يفوق قدراتهم، فيعتقد أن هذا هو الطموح ويكرر: حاول وستصل.
* مع أنه مهما حاول فلن يصل من خلال هذا الطريق، لأنه بشر، ولأن هذا الطريق طريق غيره، وليس طريقه، ولكل في هذه الحياة مساره.
* مطالبة النفس والآخرين بما لا يتناسب مع قدراتهم يسبب مشكلة أخرى، وهي الرعب الذي يعاني منه البعض وأهل بيته عند وقوع خطأ من أحد أفراد الأسرة، فهذه كارثة لأنه ليس من المعقول أن يقول قائل: كيف ابن فلان ويخطئ؟!
* ومشكلة ثالثة وهي الاشمئزاز من قبول النصيحة، فكلما نصحه ناصح أخذ ينبش في تاريخ هذا الناصح باحثاً عن أخطائه، وكأنه كان يظن أن من وجه له النصيحة ليس بشرا، وعندما اكتشف ذلك أراد أن يوقفه ويثبت له أنه لا يحق له أن ينصح لأن عنده أخطاء.
* عندما نقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم نجد أن دعاة الظلام سبقوا في المطالبة بالخروج من دائرة البشرية، فمع اعترافهم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته وغاية صلاحه وتقواه، كانوا يعتقدون أن منصب النبوة والرسالة أجل وأعظم من أن يعطى لبشر، فالبشر لا يكون رسولًا، والرسول لا يكون بشرًا حسب عقيدتهم، فلما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبوته، ودعا إلى الإيمان به تحيروا وقالوا: «مالِ هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق»، وقالوا: إن محمداً بشر، وبالتالي «ما أنزل الله على بشر من شيء».
* وقد رد الله عليهم فقال سبحانه «قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدىً للناس»، وكانوا يعرفون ويعترفون بأن موسى بشر.
* ورد عليهم سبحانه إنكاراً على قولهم: «إن أنتم إلا بشرٌ مثلنا»، على لسان الرسل «قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمنّ على من يشاء من عباده»، فالأنبياء والرسل لا يكونون إلا بشرًا، ولا منافاة بين البشرية والرسالة.
* إذن الاعتراف بالبشرية وبما يعتريها من نقاط قوة وضعف، وما يواجهها من فرص وتهديدات، والانطلاق من ذلك هو أساس النجاح لنا ولمن نحب.
@shlash2020
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.