بدأت العديد من الشركات باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي في العمل، فمع تسارع تطوير الوكلاء الذكيين من شركات رائدة مثل مايكروسوفت وجوجل، أصبح من الواضح أن هذه التقنية تمثل فرصة إستراتيجية لا يمكن للشركات تجاهلها. ووفقًا لاستبيان حديث، فإن 99% من مطوري البرمجيات في المؤسسات المختلفة إما بدأوا بتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي، أو يخططون للقيام بذلك في المستقبل القريب.
ومع أن الضجة المرتبطة بالتقنيات الجديدة قد تتجاوز أحيانًا جدواها العملية، فإن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يستحق هذا الاهتمام؛ لأنه يعالج عيوب أدوات الذكاء الاصطناعي التقليدية، ويؤدي دورًا كبيرًا في تعزيز الابتكار وتحسين التسويق في الشركات.
وفي هذا المقال، سنذكر كيف يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي مساعدة المؤسسات في تحسين الابتكار والتسويق.
استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي في المؤسسات
عند النظر إلى المصانع المخصصة لإنتاج سلع معقدة، نرى أنها لا تعتمد على آلة واحدة لأداء كل المهام، بل تستخدم آلات متعددة، كل واحدة منها مصممة خصوصًا لإنجاز جزء محدد من عملية الإنتاج بدقة وكفاءة. وهذا الأساس ذاته الذي تعتمد عليه الشركات عند استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي بدلًا من أدوات الذكاء الاصطناعي التقليدية.
ففي قطاعات معقدة مثل تطوير المنتجات والتسويق وإجراء أبحاث عن توجهات السوق، لا تكفي أدوات الذكاء الاصطناعي التقليدية، وما تحتاج إليه الشركات هو مجموعة من الوكلاء الذكيين، كل واحد منهم متخصص في مهمة معينة، ويعملون معًا ضمن نظام مترابط لتحقيق نتائج فعّالة.
التسويق في عصر الوكلاء الذكيين
أحد المجالات التي بدأ فيها وكلاء الذكاء الاصطناعي بإحداث تغيير جذري هو التسويق، ففي كثير من الأحيان، تمتلك الشركات كمية كبيرة جدًا من البيانات لكنها غير مستغلة بسبب توزعها في أماكن مختلفة كالتقارير القديمة، والبريد الإلكتروني، والأنظمة المختلفة.
يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي حل هذه المشكلة عبر تحليل البيانات المتوفرة في المصادر المختلفة، والإجابة عن جميع الاستفسارات المرتبطة بها، كما يمكن للوكلاء توليد الرؤى المفيدة تلقائيًا، ويمكن تشبيه ذلك بمحرك بحث داخلي للشركة، لكن مع قدرة على الإبداع والتحليل، وليس مجرد البحث.
على سبيل المثال: يمكن لشركة معينة تبيع منتجات مختلفة أن تطرح على وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بها أسئلة مثل: ما المنتجات التي حصلت على أعلى نسبة مبيعات في قسم معين؟ أو ما المنتجات التي تفضّلها الفئة الشابة؟ وبعد الحصول على البيانات المطلوبة، يمكن للشركة تطوير خطط تسويق جديدة تعزز المبيعات.
كيف يقود الذكاء الاصطناعي الابتكار؟
في مجال الإبداع والابتكار، تحتاج فرق العمل إلى أن تمتلك خبرة فريدة عن سلوك المستهلكين لتحسين منتجات الشركة وطرق التسويق بما يناسب الفئة المستهدفة. لكن هذا لا يكفي، إذ ينبغي التعامل مع كميات ضخمة من البيانات المتعلقة بتوجهات السوق، ونسب المبيعات، وغير ذلك. وهنا يأتي دور وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يمكنهم تحليل هذه البيانات بسرعة كبيرة، وتعرّف الأنماط، وتحويل الرؤى إلى أفكار يمكن تطبيقها عمليًا.
وهذا يعني أن فرق العمل يمكنها إجراء جلسات عصف ذهني دون الحاجة إلى البدء من الصفر؛ إذ يمكنها الحصول على عشرات الأفكار المصممة مرئيًا، والجاهزة للعرض، بمساعدة وكلاء الذكاء الاصطناعي، وكل هذه الأفكار مستندة إلى توجهات السوق وتوجهات المستهلكين. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي يحل محل الإبداع البشري، بل يُحسنه ويمنحه الدقة العالية، والعمق.
ما الذي تحتاج إليه المؤسسات للبدء بالاعتماد على وكلاء الذكاء الاصطناعي؟
لكي يعمل الوكلاء بفعالية، يجب أن تتوفر قاعدة بيانات كبيرة، والمشكلة التي تعانيها معظم الشركات في الوقت الحالي، أن البيانات موزعة بين أنظمة غير مترابطة، مثل منصات التسويق، واستطلاعات العملاء، وغير ذلك.
ولكي تحقق الشركات أقصى استفادة من قدرات وكلاء الذكاء الاصطناعي، يجب الاعتماد على نظام متكامل يوفّر رؤية موحدة للمعلومات. لا يعني ذلك جمع كل شيء في نظام واحد ضخم، بل ضمان ترابط الأنظمة المختلفة معًا لإنشاء قاعدة بيانات قابلة للتحليل والاستخدام.
في هذه الحال يصبح الوكلاء أدوات عملية مفيدة، تتعلم من البيانات المتدفقة، وتتكيف مع ما يناسب العلامة التجارية والجمهور المستهدف وأهداف النمو والتطوير.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.