في مشهد جوي فريد رصدته أقمار ناسا الصناعية، ظهرت 10 فراغات مظلمة ملتوية على ارتفاع يزيد عن 3 كيلومترات فوق المحيط الهندي الجنوبي، على بُعد نحو 1,500 كيلومتر شمال القارة القطبية الجنوبية، هذه الظاهرة الجوية غير المعتادة نتجت عن اضطرابات في طبقات الغلاف الجوي، حيث بدت السحب وكأنها مثقوبة بثقوب سوداء محددة المعالم بعرض يصل إلى 13 كيلومتراً.

ترتبط هذه الظاهرة بجبل ماوسون بيك، وهو بركان يبلغ ارتفاعه 2.7 كيلومتر ويقع في قمة جزيرة هيرد النائية، تدفق الرياح العاتية حول القمة أدى إلى تشويه السحب إلى أشكال حلزونية نادرة الظهور، وبحدة غير معتادة جعلتها مرئية بشكل واضح من الفضاء.

ووفقاً لمرصد الأرض التابع لناسا، فإن هذه البُنى السحابية تُعرف علمياً باسم دوامات فون كارمان، وهي سحب حلزونية تتشكل عندما يتدفق الهواء حول عائق ما، مما يؤدي إلى انقسام التيار الهوائي وتشكيل دوامات متعاكسة الاتجاه.

في هذه الحالة، ساعدت الرياح الغربية القوية المعروفة باسم الخمسينيات الصاخبة (Furious Fifties)، التي تصل سرعتها إلى أكثر من 80 كيلومتراً في الساعة، على انحراف التيار الهوائي بشكل شبه حاد بزاوية تقارب 90 درجة، وهو ما أضفى طابعاً فريداً على المشهد.

عادةً ما تُرصد هذه الدوامات كخيوط رفيعة فوق مناطق أخرى مثل جزيرة بير في بحر النرويج أو جزيرة جوادالوبي في المحيط الهادئ خلال أعوام 2012–2013. لكن ما جعل الظاهرة فوق جزيرة هيرد استثنائية هو وجود غطاء سحابي كثيف، سمح للدوامات بأن تخترق قمم السحب العليا تاركةً ثقوباً متعرجة، بدلاً من الدوائر الناعمة المعتادة.

المثير أن جبل ماوسون بيك أصغر بكثير من جبال أخرى غالباً ما تتسبب في مثل هذه الدوامات، مما يجعل حدوث الظاهرة هنا أقل شيوعاً، ومع ذلك، سبق أن ظهرت أنماط جوية مشابهة فوق الجزيرة، مثل تدفق هوائي مستقيم شوهد في نوفمبر 2015، لكن المشهد الحالي يُعتبر من أكثرها دراماتيكية.

الصورة الجديدة التي نشرتها ناسا تبرز بوضوح مدى تعقيد العلاقة بين الجغرافيا والطقس، وتؤكد كيف يمكن لجبل بركاني منعزل وسط المحيط أن يترك بصمة مرئية على الغلاف الجوي للأرض يمكن رصدها من الفضاء.