كتبت هبة السيدالأربعاء، 27 أغسطس 2025 03:00 ص أعلنت شركة جوجل عن تغيير جذري في سياسات نظام أندرويد من شأنه أن يعيد تشكيل الطريقة التي يتم بها تثبيت التطبيقات على الهواتف، فابتداءً من عام 2026، سيتعين على جميع مطوري التطبيقات، سواء كانوا يوزعون تطبيقاتهم عبر متجر جوجل بلاي أو من خلال مصادر خارجية مثل المواقع الإلكترونية أو المتاجر البديلة، أن يسجلوا أنفسهم لدى جوجل ويخضعوا لعملية تحقق من الهوية قبل السماح بتثبيت تطبيقاتهم على الأجهزة العاملة بخدمات الشركة. لطالما اشتهر نظام أندرويد بانفتاحه ومرونته، حيث أتاح للمستخدمين إمكانية تثبيت التطبيقات من خارج المتجر الرسمي، في ما يعرف بعملية "Sideloading"، لكن مع التغيير الجديد، يبدو أن هذه الحرية ستخضع لقيود أكبر، إذ تؤكد جوجل أن الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو تعزيز المساءلة والحد من انتشار التطبيقات الخبيثة. وفي توضيح رسمي، شبهت الشركة الخطوة بإبراز الهوية الشخصية عند المرور بنقاط التفتيش في المطارات، موضحة أنها لا تهدف إلى مراجعة محتوى التطبيقات أو فرض رقابة عليها، بل فقط إلى معرفة من يقف وراءها. التأثير المباشر لهذه التغييرات سيشمل جميع الهواتف التي تأتي بخدمات جوجل مثبتة مسبقًا، وهي الغالبية العظمى من أجهزة أندرويد المتداولة في أسواق مثل الولايات المتحدة وأوروبا والهند، أما الأجهزة التي لا تعتمد على خدمات جوجل، مثل بعض الهواتف الصينية أو تلك المخصصة بأنظمة معدلة، فلن يطالها القرار الجديد. أما عن الجدول الزمني، فمن المقرر أن تبدأ جوجل اختبار النظام الجديد في أكتوبر 2025، على أن تطلق أداة مخصصة للمطورين تحت اسم "Android Developer Console" في مارس 2026 لإتمام عملية التحقق، وسيكون التطبيق الأولي لهذه القواعد في دول محددة مثل البرازيل وإندونيسيا وسنغافورة وتايلاند بحلول سبتمبر 2026، قبل أن يجري تعميمها عالميًا خلال عام 2027. بهذا التوجه، تحاول جوجل أن توازن بين الحفاظ على السمعة التاريخية لأندرويد كنظام مفتوح ومرن، وبين تعزيز مستويات الأمان لمواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها التطبيقات الخبيثة في بيئة رقمية تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.