كتب خالد إبراهيمالأربعاء، 27 أغسطس 2025 11:50 ص فى مدينة فيرونا الإيطالية جرت أولى التجارب العالمية على سترة جديدة تسمح للصم بسماع الموسيقى عبر تقنية مبتكرة، وتقوم الفكرة على مبدأ "الترافق الحسى"، أى الدمج بين حواس مختلفة لتحفيز السمع وتحوّل السترة الأصوات إلى اهتزازات جسدية يمكن الإحساس بها مباشرة، لتفتح الباب أمام تجربة جديدة تجمع بين الطب والهندسة والواقع الافتراضى. التجربة قادها الدكتور ماركو كارنر، مدير مركز الأذن الحيوية فى المستشفى الجامعى المتكامل بفيرونا، شارك فى الاختبارات أكثر من عشرين مريضا تتراوح أعمارهم بين 19 و81 عاما، جميعهم يعانون من الصمم ولديهم قوقعة مزروعة، حيث ارتدى المرضى السترة المزودة بأجهزة خاصة طُورت بخوارزمية صممها البروفيسور لوكا تورشيت، أستاذ أنظمة التفاعل متعددة الحواس بجامعة ترينتو، لتحويل الموسيقى إلى اهتزازات لمسية تصل عبر السترة إلى الجسد، وفقا لموقع corrieredelveneto الإيطالى. سترة للصم ليسمعوا الموسيقى خلال الاختبار، أظهرت النتائج تحسنا واضحا فى قدرة المشاركين على تمييز الأصوات والكلمات حتى فى الأماكن المزدحمة بالضوضاء، وبحسب الفريق الطبى، مثّلت هذه النتائج خطوة أساسية فى البحث الذى جمع بين أطباء ومهندسين من عدة جامعات، ونُشر لاحقا فى مجلة "التقارير العلمية". الدكتور كارنر أوضح أن الجمع بين التحفيز الموسيقي-الاهتزازى والإشارات الكهربائية من غرسات القوقعة أتاح للمشاركين نتائج سمعية مبهرة، وأضاف أن التجربة لم تكن فقط تحسينا فى السمع، بل أيضا تجربة عاطفية جديدة للصم، وهو ما يمهد الطريق لعلاجات مبتكرة لإعادة التأهيل السمعى، وأكد أن استخدام السترة كجزء من تدريب أسبوعى قد يحسن بشكل دائم من أداء السمع، وهو ما سيجرى تقييمه فى المرحلة المقبلة. التجارب أُجريت فى مركز إعادة تأهيل السمع الاصطناعى، وهو مركز يُعد مرجعا إقليميا فى إيطاليا، وعلى الرغم من أنه مركز محلى، فإن 75% من مرضاه يأتون من مختلف أنحاء البلاد، ويعكس المشروع رؤية الجامعة والمستشفى فى فيرونا نحو طب دقيق وشخصى، قائم على فرق متعددة التخصصات وتقنيات حديثة تضع المريض واحتياجاته فى المقام الأول.