كتبت أميرة شحاتةالإثنين، 15 سبتمبر 2025 06:00 ص تمكن العلماء في دراسة حديثة، ولأول مرة، من تحديد الموقع الجغرافي للانهيارات الصخرية على القمر وحددوا تاريخها، واكتشفوا 245 مسارًا حديثًا تشكلت أثناء تدحرج الصخور وارتدادها وانزلاقها على جدران الفوهات. وفقا لما ذكره موقع "space"، قال سيفابراهاسام فيجايان، الباحث الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك في مختبر الأبحاث الفيزيائية في أحمد آباد بالهند: "لفترة طويلة، كان هناك اعتقاد بأن القمر ميت جيولوجياً... تُظهر دراستنا أن الصخور التي تتراوح أحجامها بين عشرات ومئات الأمتار وأوزانها بالأطنان قد تحركت من أماكنها بمرور الوقت"، مضيفا: "من المهم بنفس القدر معرفة مدى حداثة أحداث سقوط الصخور هذه لفهم الفترات الزمنية التي كانت فيها العوامل الجيولوجية نشطة". تتبع سقوط الصخور عندما ترتد الصخور القمرية، فإنها تجرف موادًا سطحية لامعة وغير متآكلة، وترفعها إلى السطح. ونتيجةً لذلك، تبدو آثار سقوط الصخور الحديثة أكثر سطوعًا من الآثار القديمة. قال سينثيل كومار بيرومال، كبير العلماء في مجموعة علوم الكواكب بالمعهد الوطني للبحوث الجيوفيزيائية في حيدر أباد بالهند، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "يمكن للمرء أن يميز سقوط صخرة على أنه حديث بالنظر إلى مقذوفاته". لتحديد آثار الصخور الحديثة نسبيًا، بحث فيجايان وزملاؤه يدويًا في آلاف الصور لسطح القمر بين 40 درجة جنوبًا و40 درجة شمالًا، وعند خطوط العرض هذه، تجعل الشمس آثار الصخور الساطعة مميزة عن بقية سطح القمر، وبمجرد تحديد مسارٍ ما، درس الباحثون الصور المقابلة التي التقطتها كاميرا ناسا ضيقة الزاوية لمسبار الاستطلاع القمري المداري بين عامي 2009 و2022. بعد ذلك، قدر العلماء عمر المسارات من خلال دراسة المناطق التي تحتوي على كلٍّ من مقذوفات الصخور المتساقطة (BFE) ومقذوفات الاصطدام المميزة، ووُجد أن عمر الفوهات التي حللها فيجايان وزملاؤه يبلغ حوالي 400,000 عام، مما يعني أن مسارات مقذوفات الصخور المتساقطة (BFE) أحدث عهدًا. فيما حدد العلماء صدوعًا زلزالية أو فوهات اصطدام قريبة محتملة ربما تكون قد تسببت في سقوط الصخور. رسم خريطة القمر تُسلط الخريطة الجيولوجية الجديدة لسقوط الصخور، المنشورة في مجلة إيكاروس، الضوء على مواقع نشطة زلزاليًا ومواقع اصطدام حديثة على القمر، ويقول الباحثون إن هذه المناطق قد تكون مواقع هبوط محتملة لمهام قمرية مستقبلية تُركّز على النشاط السطحي وتحت السطحي الأخير. يخطط باحثو الدراسة لدمج أساليب الذكاء الاصطناعي في المرحلة التالية من عملهم، ولكن في النهاية، قال فيجايان: "الخطوة التالية هي تحديد ما إذا كان سبب السقوط داخليًا أم خارجيًا بدقة أكبر، وهو ما يمكن تحقيقه بنشر أجهزة قياس زلازل إضافية في البعثات القادمة". وأكد كومار ذلك، قائلاً: "نحن بحاجة إلى شبكة واسعة من أجهزة قياس الزلازل تغطي القمر بأكمله، وترصد النشاط الزلزالي باستمرار لعدة عقود".