تكنولوجيا / اليوم السابع

تغير المناخ يتسبب فى انكماش سريع لأكبر بحر داخلى بالعالم

كتبت أميرة شحاتة

الإثنين، 22 سبتمبر 2025 12:00 ص

تسبب تغير المناخ في انحسار كبير فى أكبر بحر داخلي فى العالم، جيث يقع بحر قزوين على الحدود بين أوروبا وآسيا الوسطى، ويحيط به كل من أذربيجان وإيران وكازاخستان وروسيا وتركمانستان، ويستوعب حوالي 15 مليون نسمة.

وفقا لما ذكره موقع "Phys"، كانت هذه المنطقة ملاذاً سابقاً لطيور الفلامنكو وسمك الأستروج والآلاف من حيوانات الأختام، إلا أن انحسار المياه بوتيرة سريعة حولت الساحل الشمالي لبحر قزوين إلى مساحات واسعة من الرمال الجافة، وفي بعض المناطق، انحسر البحر أكثر من 50 كيلومتراً، وتحولت المناطق الرطبة إلى صحاري، وأصبحت الموانئ البحرية بعيدة عن المياه، وتضطر شركات النفط إلى حفر قنوات أطول للوصول إلى منشآتها البحرية.


ويُعدّ بحر قزوين مركزاً مهماً لصيد الأسماك والنقل البحري وإنتاج النفط والغاز، ويحظى بأهمية جيوسياسية متزايدة نظراً لموقعه الاستراتيجي، ومع انخفاض مستوى المياه، تواجه الحكومات تحدياً كبيراً يتمثل فى الحفاظ على الصناعات وسبل المعيشة، مع حماية النظم البيئية الفريدة التي تعتمد عليها.

 

بحر في حالة تدهور

كان مستوى بحر قزوين متقلباً دائماً، لكن حجم التغيرات الأخيرة غير مسبوق،  فمنذ بداية القرن الحالي، انخفض مستوى المياه بنحو 6 سم سنوياً، ليصل إلى 30 سم سنوياً منذ عام 2020، وفي يوليو 2025، أعلن علماء روس أن مستوى البحر انخفض إلى ما دون أدنى مستوى مسجل خلال فترة القياسات العلمية.


كما أنه خلال القرن العشرين، كانت التقلبات في مستوى بحر قزوين ناتجة عن عوامل طبيعية إلى جانب استغلال الإنسان للمياه في الزراعة والصناعة، أما الآن، فإن الاحتباس الحراري هو السبب الرئيسي لانخفاضه.


قد يبدو الأمر غير معقول أن بحيرة كبيرة مثل بحر قزوين تتعرض للخطر، لكن في ظل الاحتباس الحراري، ينخفض معدل تدفق المياه إلى البحر من الأنهار والأمطار، ويتجاوز معدل تبخر المياه من سطح البحر هذا التدفق.


حتى لو اقتصر الاحتباس الحراري على هدف اتفاقية باريس البالغ 2 درجة مئوية، فمن المتوقع أن ينخفض مستوى المياه حتى 10 أمتار مقارنةً بشواطئ عام 2010، ومع استمرار معدل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الحالي، قد يصل الانخفاض إلى 18 متراً، وهو ما يعادل ارتفاع مبنى مكون من ستة طوابق.

المخاطر المحتملة لانحسار بحر قزوين


ستكون العواقب البيئية كارثية، جيث ستختفي أربعة أنواع من الأنظمة البيئية الفريدة لبحر قزوين، وقد يفقد أختام بحر قزوين المهددة بالانقراض ما يصل إلى 81% من موائلها الحالية، كما سيواجه سمك الستروجان صعوبة في الوصول إلى أماكن التكاثر.

وكما حدث في بحيرة آرال، حيث اختفت بحيرة ضخمة أخرى في آسيا الوسطى، سيتم إطلاق غبار سام من قاع البحر المكشوف، مما يشكل مخاطر صحية جسيمة، وسيواجه ملايين الأشخاص خطر النزوح مع انحسار البحر، أو سيضطرون للعيش في ظروف سيئة للغاية.
يحتاج موانئ مثل أكتائو في كازاخستان وبخو في أذربيجان إلى الحفارة للحفاظ على عملياتها، وبالمثل، تقوم شركات النفط والغاز بحفر قنوات طويلة تصل إلى منشآتها البحرية في شمال بحر قزوين، وتبلغ تكلفة حماية مصالح الإنسان مليارات الدولارات، ومن المتوقع أن تزداد.
ويشكل بحر قزوين جزءاً أساسياً من "الممر المتوسط"، وهو طريق تجاري يربط بأوروبا، فمع انخفاض مستوى المياه، يتعين تقليل حمولات السفن، وترتفع التكاليف، كما تتعرض بعض المناطق والبنىة التحتية لخطر العزل عن البحر لمسافات تصل إلى عشرات أو حتى مئات الكيلومترات.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا