تكنولوجيا / اليوم السابع

القمر يبتعد قليلاً عن الأرض كل عام.. التفسير العلمى لما يحدث

كتبت أميرة شحاتة

الأحد، 28 سبتمبر 2025 09:00 م

يزداد بُعد القمر عن الأرض بمقدار 3.8 سنتيمترات كل عام، حيث يقيس العلماء بُعد القمر عن الأرض باستخدام تقنية إرسال شعاع الليزر إلى مرايا مثبتة على سطح القمر بواسطة المركبات الفضائية ورواد الفضاء، ومن خلال قياس الوقت الذي يستغرقه الضوء للوصول إلى القمر والعودة، يمكن للعلماء قياس بُعد القمر بدقة عالية، وكذلك تحديد مدى تغير هذا البُعد.

وفقا لما ذكره موقع "space"، يتغير بُعد القمر عن الأرض خلال الشهر الواحد أثناء دورانه حول الأرض، حيث يبلغ متوسط بُعده 385,000 كيلومتر، لكن مدار القمر ليس دائريًا تمامًا، ويتغير بُعده بحوالي 20,000 كيلومتر أثناء دورانه.

هذا التغير هو ما يجعل بعض مراحل القمر الكامل تبدو أكبر من غيرها، ويُطلق عليها اسم "القمر العملاق"، وهذه الحركة بين الأرض والقمر لها آثار مهمة، ودراسة هذه الحركة مع مرور الزمن تساعد الباحثين على فهم أفضل لكيفية تطور كل منهما على مدى 4.5 مليار سنة منذ تكوينهما.

لماذا يبتعد القمر عن الأرض؟

لعل السبب الرئيسي هو ظاهرة المد والجزر، حيث تحدث ظاهرة المد والجزر اختلاف قوة الجاذبية على سطح الأرض، وتكون قوة جاذبية القمر على الجانب المواجه له أقوى بنسبة 4% مقارنة بالجانب الآخر، لأن قوة الجاذبية تتناقص مع بُعد المسافة، وتؤثر هذه القوة على مياه المحيطات، مما يتسبب في ارتفاع منسوب المياه في اتجاه القمر وفي الاتجاه المعاكس له.

يحدث هذا لأن قوة جاذبية القمر ليست ثابتة على سطح الأرض، بل تختلف باختلاف المسافة، وتكون قوة الجاذبية أقوى على الجانب القريب من القمر، مما يتسبب في ارتفاع منسوب المياه في ذلك الاتجاه، بينما تكون أقل قوة على الجانب الآخر، مما يتسبب في ارتفاع آخر في اتجاه معاكس.

ومع دوران الأرض، تتحرك هذه الارتفاعات في منسوب المياه مع بقاء اتجاهها نحو القمر بسبب جاذبيته، وفي مدن مثل نيويورك ولوس أنجلوس، قد يتغير منسوب المياه بحوالي 1.5 متر بسبب هذه الظاهرة، ولا تقع هذه الانتفاخات السائلة في نفس موضع القمر تمامًا، بل تسبقه قليلاً بسبب دوران الأرض الذي يسحبها إلى الأمام.
كما أن هذه الانتفاخات تمارس جاذبية على القمر، فانتفاخ المياه الأقرب للقمر لا يجذب القمر نحو مركز الأرض فحسب، بل يدفع به أيضًا إلى الأمام قليلاً في مساره، كما لو كانت سيارة تسير بسرعة حول منحنى.

هذا الدفع الأمامي الناجم عن الانتفاخ المائي الأقرب للقمر يزيد من سرعة القمر، مما يؤدي إلى زيادة حجم مساره، فتخيّل لاعب البيسبول الذي يضرب الكرة بقوة، كلما كانت سرعة ضربته أكبر، ارتفعت الكرة أعلى في السماء، باختصار، فإن جاذبية الانتفاخ المائي الأقرب للقمر على الأرض تجذب القمر إلى الأمام، مما يزيد من حجم مساره، وهذا يعني أن القمر يبعد قليلاً عن الأرض، وهذا التأثير تدريجي للغاية ولا يمكن ملاحظته إلا على مدى سنوات عديدة.

هل يؤثر بُعد القمر المتزايد على الأرض؟

هذا التفاعل يجعل اليوم أطول بقليل، لكن لا تقلق، هذه التأثيرات ضئيلة جدًا: 1.5 بوصة سنويًا مقارنة بمسافة 239 ألف ميل (384 ألف كم) لا تمثل إلا 0.00000001% سنويًا، وسنستمر في رؤية كسوفات الشمس والأحوال المد والجزر والأيام التي تستمر 24 ساعة لملايين السنين.
هل كان القمر أقرب إلينا في الماضي؟
كانت أيام الأرض أقصر في الماضي، حيث تشكل القمر قبل حوالي 4.5 مليار سنة، عندما اصطدمت كوكبة صغيرة بحجم المريخ بالأرض، مما أدى إلى انطلاق كمية كبيرة من المواد في الفضاء، وفي ، تشكلت المادة التي كانت موجودة آنذاك لتكوين القمر، وكان يبعد عن الأرض مسافة أقصر بكثير مما هو عليه الآن.
في ذلك الوقت، كان يبدو القمر أكبر بكثير في السماء، ومن خلال دراسة قشور المحار المتحجرة التي تحمل دلائل نموها اليومي، وجد علماء الحفريات دليلاً على أن طول اليوم كان 23.5 ساعة فقط قبل 70 مليون سنة، أي في نهاية عصر الديناصورات، وهو ما يتوافق مع التقديرات الفلكية.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا