كتبت أميرة شحاتة
الخميس، 16 أكتوبر 2025 07:00 مكشف تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أن مستويات ثاني أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى وصلت إلى مستوى قياسي في عام 2024، فبين عامى 2023 و2024، ارتفع متوسط تركيز ثانى أكسيد الكربون العالمى بمقدار 3.5 جزء فى المليون، وهى أكبر زيادة منذ بدء القياسات الحديثة عام 1957.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أشار التقرير إلى أن استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية وتصاعد حرائق الغابات كانا السبب في هذه الزيادة القياسية، كما امتصت محيطات وأراضي الأرض كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون، فيما قد يُمثل حلقة مناخية مفرغة، حيث تضعف قدرتها على امتصاص غازات الاحتباس الحراري وتخزينها مع ارتفاع درجات الحرارة.
وقال كو باريت، نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إن الحرارة المحتبسة بثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى تُعزز مناخنا بشكل كبير، وتؤدي إلى طقس أكثر تطرفًا، ولذلك، فإن خفض الانبعاثات أمر ضروري ليس فقط لمناخنا، ولكن أيضًا لأمننا الاقتصادي ورفاه مجتمعنا".
وخلص التقرير أيضًا إلى أن غازي الميثان وأكسيد النيتروز، وهما غازان رئيسيان آخران من غازات الاحتباس الحراري، قد ارتفعا أيضًا إلى مستويات قياسية جديدة خلال العام الماضي.
وتتزايد كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بوتيرة متسارعة، حيث تضاعفت ثلاث مرات من متوسط زيادة سنوية بلغت 0.8 جزء في المليون في ستينيات القرن الماضي إلى 2.4 جزء في المليون سنويًا خلال العقد الممتد من 2011 إلى 2020.
وبلغت المستويات الآن 423 جزءًا في المليون، أي أعلى بنسبة 52% من مستويات ما قبل الثورة الصناعية البالغة 278 جزءًا في المليون، وفقًا لأرقام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
تؤثر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة حاليًا على المناخ العالمي اليوم، ولكنها ستستمر في ذلك لمئات السنين، نظرًا لطول عمر غاز الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
وأفادت هيئة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة بأن حوالي نصف ثاني أكسيد الكربون المنبعث سنويًا تمتصه الغابات والنظم البيئية الأرضية الأخرى والمحيطات.
لكن مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تمتص المحيطات كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون نظرًا لانخفاض فعاليته في ذوبانه في الماء عند درجات الحرارة الأعلى، بينما تمتص اليابسة كميات أقل من الكربون لأسباب عدة، منها ازدياد الجفاف.
ترجح الزيادة القياسية في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عام 2024 إلى مساهمة كبيرة من انبعاثات حرائق الغابات وانخفاض امتصاص "مصارف الكربون" البرية والمحيطية، حيث واجه العالم أشد أعوامه حرارةً على الإطلاق، مع نمط طقس قوي لظاهرة النينيو.
وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بأن سنوات النينيو تميل إلى تقليل تخزين ثاني أكسيد الكربون في مصارف الكربون البرية بسبب جفاف الغطاء النباتي وحرائق الغابات، والتي شوهدت في حالات الجفاف والحرائق في الأمازون وجنوب أفريقيا عام 2024.
وقالت أوكسانا تاراسوفا، مسؤولة علمية بارزة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "هناك قلق من أن مصارف ثاني أكسيد الكربون الأرضية والمحيطية أصبحت أقل فعالية، مما سيزيد من كمية ثاني أكسيد الكربون التي تبقى في الغلاف الجوي، وبالتالي تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري".
يعد الرصد المستمر والمعزز لغازات الاحتباس الحراري أمر بالغ الأهمية لفهم هذه الحلقات، وقال أليك هاتشينجز، كبير مستشاري المناخ في الصندوق العالمي للطبيعة: "إن الارتفاع الحاد في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العام الماضي يُثير قلقًا بالغًا، لقد امتصت أراضي كوكبنا ومحيطاته حوالي نصف انبعاثاتنا حتى الآن، لكننا نواصل الضغط على هذه البيئات، وهي لا تستطيع مواكبة ذلك".
وحذر، "يجب علينا خفض انبعاثات المناخ، ولكن يجب علينا أيضًا حماية أنظمتنا الطبيعية بشكل عاجل، فهي حليفنا الأكبر في مواجهة تغير المناخ".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.