أجّلت مركبة الفضاء الصينية المأهولة شنتشو-20 رحلة عودتها، ويحيط الغموض الآن بكيفية احتجازهم وموعد عودتهم، حيث ينقل برنامج شنتشو بانتظام فرقًا من ثلاثة رواد فضاء إلى محطة تيانجونج في مهماتٍ تستغرق ستة أشهر، يُجرون خلالها أبحاثًا علمية.
ولكن مع فشلٍ تاريخيٍّ هذه المرة، التزمت بكين الصمت بشأن كيفية احتجازها في المدار، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت شنتشو-20 قد اصطدمت أثناء الرحلة أم أثناء رسوها في محطة تيانجونج، وقد أُثيرت الآن تساؤلاتٌ حول كيفية تخطيط الصين لإعادة طاقم الفضاء إلى الأرض.
وبموجب بروتوكولات السلامة المعمول بها، إذا تعذّر إصلاح شنتشو-20، فقد يتعين تركها في الفضاء، وسيؤدي هذا إلى تقطع السبل برواد الفضاء، ولكن بموجب ما يُسمى بالخطة البديلة، سيتم إنقاذ رواد الفضاء بواسطة شنتشو-21 الأحدث، والتي ستعيد الطاقم السابق إلى الوطن.
وفي حال تعطّل كلتا المركبتين، سيتم إرسال مركبة فضائية احتياطية من شنتشو لاستعادة رواد الفضاء، وفي حين لم يُشر مسؤولو وكالة الفضاء الصينية (CMSA) إلى أن الوضع حرج، إلا أن التاريخ يُقدّم أمثلة تحذيرية، وفي العام الماضي، تقطعت السبل برواد فضاء تابعين لناسا على متن محطة الفضاء الدولية لمدة تسعة أشهر.
وكان ذلك بعد أن واجهت مركبة بوينغ ستارلاينر الفضائية مشاكل فنية أخّرت عودتهما، وأثارت هذه السحابة المتنامية من المواد دعوات متكررة للتعاون الدولي في إدارة حركة المرور الفضائية، وأثار الاصطدام الفضائي غير المتوقع مخاوف بشأن الخطر المتزايد للنفايات الفضائية وتأثيرها على العمليات على متن محطة تيانغونغ الفضائية في بكين.
وصرحت وكالة الفضاء الصينية (CMSA) بأن "تحليل الأثر وتقييم المخاطر جاريان"، إلا أنها لم تُحدد موعدًا جديدًا لعودة المركبة الفضائية، التي كان من المقرر أصلًا أن تعود يوم الأربعاء في شمال الصين، ويُمثل هذا التأجيل المرة الأولى التي تتعطل فيها مهمة عودة شنتشو بسبب الحطام، مما يُسلط الضوء على مدى خطورة مدار الأرض.
ويتكون الحطام الفضائي من أقمار صناعية معطلة، وأجزاء صواريخ مُهملة، وشظايا من اصطدامات سابقة تنجرف مئات الأميال فوق الكوكب، وتُشكل هذه البقايا تهديدًا متزايدًا للمركبات الفضائية والأقمار الصناعية النشطة.
وحذرت لجنة تابعة للأمم المتحدة معنية بتنسيق حركة المرور الفضائية في عام 2024 من الحاجة إلى "إجراء عاجل"، ودعت إلى إنشاء قاعدة بيانات عالمية مشتركة للأجسام المدارية وإطار عمل رسمي لإدارتها، لكن التوترات بشأن الحطام الفضائي ليست جديدة، ففي عام 2021، اشتكت الصين للأمم المتحدة من إجبار محطة تيانغونغ الفضائية على القيام بمناورات طارئة لتفادي شظايا من أقمار ستارلينك الصناعية التي تديرها شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك.
ولطالما تبادلت بكين وواشنطن الاتهامات بالمساهمة في هذه المشكلة، وكتبت البعثة الدائمة للصين لدى الأمم المتحدة في وثيقة عام 2022، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة: "إن قوة عظمى معينة، كونها أول دولة تُجري تجارب على أسلحة مضادة للأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي، أجرت المزيد من هذه التجارب وخلّفت حطامًا فضائيًا أكثر من أي دولة أخرى".
من جانبها، أدانت الولايات المتحدة أنشطة الصين المُولّدة للحطام، ووصفت اختبار بكين الصاروخي المضاد للأقمار الصناعية عام 2007 بأنه "غير مسؤول"، ودمر هذا الحادث أحد أقمارها الصناعية المُعطّلة للطقس، وتناثرت آلاف الشظايا في المدار.
واستجابةً للمخاطر المتصاعدة، استثمرت الصين في تقنيات مُصممة للحد من تراكم الحطام المداري. من بينها "أشرعة" الإنزال من المدار، والتي يمكن أن تنفصل عن المركبة الفضائية لزيادة مقاومة الغلاف الجوي، مما يُسرّع هبوطها ويضمن احتراقها بأمان عند عودتها، وفي الوقت الحالي، تواصل وكالة الفضاء الصينية تقييم الأضرار التي لحقت بمركبة شنتشو-20.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
