حث جيمي ويلز، المؤسس المشارك لموسوعة ويكيبيديا، شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وOpenAI على دفع مقابلٍ عادل لاستخدام محتوى الموسوعة فى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذا الاستخدام المكثف يفرض أعباء مالية وتقنية متزايدة على المنصة غير الربحية.

وقال ويلز في تصريحات لوكالة رويترز: "روبوتات الذكاء الاصطناعي تُكلفنا أموالاً"، موضحًا أن محتوى ويكيبيديا يشكل جزءًا أساسيًا من بيانات التدريب التي تعتمد عليها النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) التي تُشغّل أنظمة الدردشة الذكية مثل ChatGPT وGoogle Gemini.

وأضاف أن الارتفاع الكبير في حركة البيانات الناتجة عن البرامج  الخاصة بهذه الأنظمة يؤدي إلى ضغط كبير على خوادم ويكيبيديا وبنيتها التحتية، قائلًا: "كل شيء في ويكيبيديا مرخص بحرية ليستخدمه الناس  بسهولة ، ولكن على المستوى العملي، روبوتات الذكاء الاصطناعي تفرض علينا تكاليف باهظة."

وأوضح ويلز أن ويكيبيديا لا تسعى لتغيير نموذجها المفتوح، لكنها ترغب في أن تعوضها شركات الذكاء الاصطناعي من خلال خدمة واجهة برمجة التطبيقات (API) المدفوعة، وهي أداة مخصصة للوصول إلى البيانات على نطاق واسع وبطريقة أكثر كفاءة.

وأشار إلى أن مؤسسة ويكيميديا، الجهة المشغلة لويكيبيديا، تعتمد بالكامل على التبرعات العامة لتمويل عملياتها التقنية والحفاظ على استدامة المنصة، مؤكداً : "ليس من العدل أن يتبرع الناس لدعم ويكيبيديا، ثم نستخدم هذه الأموال في خدمة شركات تجارية مثل أوبن إيه آي وجوجل."

وفيما يتعلق بإمكانية حظر البرامج  الخاصة بالذكاء الاصطناعي من الوصول إلى محتوى ويكيبيديا، أقرّ ويلز بأن هذا الخيار مطروح للنقاش لكنه معقد، إذ قد يتعارض مع مبادئ الانفتاح التي تأسست عليها الموسوعة.

وأضاف: "سمعت بعض الهمهمات داخل المؤسسة حول فرض قيود، لكننا نحاول إيجاد توازن بين الانفتاح والاستدامة."

تأتى تصريحات مؤسس ويكيبيديا في ظل تصاعد التوترات بين مطوري الذكاء الاصطناعي وصناع المحتوى حول العالم، حيث بدأت العديد من المؤسسات الإعلامية ودور النشر بالمطالبة بتعويضات مالية مقابل استخدام أعمالها المحمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب النماذج الذكية.

ويبدو أن ويكيبيديا، أكبر مستودع مفتوح للمعرفة البشرية على الإنترنت، تستعد للانضمام إلى هذا الحوار العالمي حول العدالة في استخدام البيانات بين الذكاء الاصطناعي ومنتجي المحتوى.