الارشيف / فيديو / صحيفة اليوم

ماذا تعرف عن كندة؟


سُئلت عن مملكة كندة إلا أنى لا إعلم عنها إلا القليل، وكندة ليست أكلة شعبية بالبيض والطماطم كما يظن البعض أو جهازا لتقطير الماء، وقد بدأت بحثي عن كندة لأجاوب ذاك السؤال الذي حير سائلي، ولعلي ألخص لكم ما وجدت ولعل بالإضافة في رحلتي أرشدكم لأسهل الطرق للبحث وأسرعها، وخبؤوها في خزائن معرفتكم ولتبقي سرا بيننا يجهله الأستاذ الجامعي عند طرحكم للأوراق العلمية من بحوث، ويجعلكم مع محبيكم بأبهى حلة معرفية، فلا تخوضوا بالكتب كما كان جيلنا، ولا تشربوا شاي اللبان كما يفعل أهل عمان أو الجنقو بالوبا كما يفعل أهل كلما سمعتم أحدهم يصفكم بضعف الذاكرة، وبالطبع وقبل أن أخوض بالسرد ومما كنت أعرف أن كندة هي إحدى الممالك العربية القديمة والتي تناحرت مع إمبراطوريات وممالك أخرى وقبائل فانتهت وقضي أمرها ولم تستمر إلا أنها الأولى التي أرادت التوسع.
كانت إحدى أكبر الممالك العربية القديمة التي لعبت دورا محوريا في تاريخ شبه الجزيرة العربية خلال الفترة ما قبل الإسلام، امتد نفوذها إلى أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية انطلاقا بالبداية من اليمن، وانتشارا بما في ذلك الحجاز وتهامة واليمامة ومنطقة البحرين التي انتزعوها من المناذرة وحكمهم بالتراضي للحيرة بالعراق، وكان لمملكة كندة نفوذ عسكري وسياسي كبير، حيث شاركت في العديد من الصراعات والتحالفات مع القوى الأخرى في المنطقة كما مع فارس، ومع مرور الوقت، بدأت قوة مملكة كندة في الانحسار، وبحلول القرن السادس الميلادي تغلبت عليها القبائل العربية في عدة مناطق وتمكنت منها حتى سقطت مملكتهم قبل الإسلام بأكثر من قرن.
كانت القبائل الكندية تتكون في الأصل من مجموعة من القبائل التي اتحدت تحت قيادة ملوك بارزين، وتظهر النقوش الأثرية والمدونات التاريخية أن ملوك كندة كانوا يحكمون بنظام ملكي وراثي وكان لهم دور بارز في التجارة والسياسة، وكانت مركزا للثقافة والأدب، حيث أنتجت عددًا من الشعراء والأدباء الذين أثروا اللغة العربية والأدب الجاهلي وكثير من القصائد التي نظمت في تلك الفترة لا تزال تدرس حتى اليوم كجزء من تراث الأدب العربي، إلا أن ليس للكنديين حضارة خاصة بهم إلا أن كان لهم أول محاولة في داخل بلاد العرب لتوطيد مجموعة من القبائل حول سلطة إلا أن مركزية لها زعيم واحد، ولم تخلد أو تنجح هذه المحاولة بسبب التداخلات السياسية من الفرس في الحيرة والأحباش الذين استولوا على أجزاء من اليمن إلى أن تفرقت كندة إلى ممالك صغيرة عليها أمراء آخرها كان في دومة الجندل.
يجهل عن العاصمة الأولى للمناذرة باليمن، الا أنهم لاحقا اتخذوا من مدينة الفاو الأثرية عاصمة لمملكتهم والتي تقع في الجزء الجنوبي من المملكة العربية ، بالقرب من الربع الخالي، هذه المدينة كانت مركزاً تجارياً هاماً وملتقى لطرق القوافل التجارية القديمة بين اليمن وغيرها من مناطق، وللفاو أهمية تاريخية وأثرية كبيرة، حيث تم العثور فيها على العديد من النقوش الأثرية والمباني التي تعكس عظمة الحضارة التي كانت قائمة هناك، وتُظهر الحفريات أن المدينة كانت مجهزة بنظام متطور لإدارة المياه والعديد من المباني الحجرية، مما يدل على مستوى عالٍ من الحضارة والتنظيم، ومملكة كندة كانت معروفة بتقاليدها الثقافية الغنية وتأثيرها السياسي، وملوكهم كانوا معروفين بقوتهم وقدرتهم على تحالفات قبلية معقدة، وكذلك بمهاراتهم الشعرية والأدبية التي كانت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية قبل الإسلام.
هذا ملخص ما وجدت ببحثي عن مملكة كندة وحتى لا أطيل سأحنث بوعدي بمقدمة المقال حتى ألهم القارئ لقراءة المزيد عن كندة من خلال أوراق الكتب كما كنا نفعل بالقديم وحتى لا يكون البحث سهلا فالأصعب هو ما يدوم.
@SaudAlgosaibi

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا