في بدايات الثمانينيات كانت إدارات التعليم بمناطق المملكة تنظم رحلات صيفية للطلبة برفقة بعض المعلمين، كانت بيوت الطلبة مكانا لإقامتهم خلال فترة الزيارة التي قد تصل أسبوعا. في واحدة من تلك الرحلات حضر الفنان التشكيلي علي الغامدي من جدة إلى الدمام كمشرف ضمن برنامج الرحلات الصيفية. كنا حينها على تواصل فأخبرني بالزيارة فالتقينا وأخذته إلى بعض المواقع الفنية في المنطقة الشرقية بينها مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وبالمصادفة كانت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء تعد لتنظم معرض جماعي، فسافرنا سويا إلى الأحساء فحضرنا افتتاح المعرض والتقينا بفنانيها. كان الغامدي ينشر مادة «زاوية» فنية في صحيفة البلاد وهي زاوية ينشغل كثيرا في إعدادها وكتابتها. أخبار متعلقة البيروقراطية وانهيار المنظمات اختفاء ثقافة الصوَرفي العام 1983 نظمت جمعية الثقافة والفنون بجدة معرضا فنيا جماعيا هو الخامس في سلسلة معارضها الجماعية، فدعت بعض فروع الجمعية لمشاركة منسوبيها من الفنانين التشكيليين ودعوة بعضهم للحضور، فكنت والأخ الفنان علي عيسى الدوسري وكان رئيس قسم الفنون التشكيلية في فرع الجمعية بالدمام ضمن أعضاء الجمعية الحاضرين، وقد شاركت في المعرض بعملين. كان المعرض كبيرا وجهد الفنان علي الغامدي كرئيس للجنة الفنون التشكيلية حينها كبيرا أيضا. أقيم المعرض في صالة تاج وشارك فيه الفنانون عبدالحليم رضوي وكان مدير فرع الجمعية بجدة، وبكر شيخون وناصر الموسى وسليمان باجبع وطه صبان ويوسف جاها ومحمد الأعجم وأحمد عبدالرحمن الغامدي وأسماء أخرى كثيرة. بعد إقامة المعرض بأشهر انتقل علي الغامدي الى رحمة الله على نحو مفاجئ، فتم تكليف الفنان سليمان باجبع برئاسة قسم الفنون التشكيلية، أراد رضوي تكريم الفنان الغامدي فشرع في الإعداد لمعرض شخصي له. تعد أعمال الفنان الغامدي قليلة نسبيا وكانت إحدى لوحاته «بكائية» قد لفتت زوار معرض الجمعية الذي أشرف عليه قبل وفاته. اللوحة ذات دلالات تعبيرية وإنسانية حملت كثيرا من مشاعر الفنان وإنسانيته، ضُمت اللوحة للمعرض الشخصي بجانب لوحات أخرى مثلت نتاج المرحلة الثمانينية تقريبا وضمنها اهتماماته بالمعمار، ويظهر تأثير الفنان عبدالحليم رضوي في بعض الأعمال. أصدرت الجمعية دليلا بسيطا وهاما عن الغامدي وكتب رضوي مقدمته، كما كتب رئيس لجنة الفنون التشكيلية الجديد كلمة وتعريفا بالفنان، ودُوّنت معلومات عن مسيرته بينها أنه تخرج من معهد التربية الفنية عام 1390 يوافق 1970 وبدأ مشاركاته مع مركز الفنون الجميلة بجدة منذ 1391 يوافق 1971 وأنه شارك في معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون بجدة وشارك مع عدد من الفنانين في انجاز عمل ميداني عنوانه «التطور والرخاء». أقام الفنان علي الغامدي مع الفنانين طه صبان وعبدالله نواوي معرضا مشتركا في صالة ردك بلازا بجدة عام 1401، وهو من مواليد 1947 وتوفي عام 1983. [email protected]