@woahmed1 أخبار متعلقة الدرعية.. إرث أصيل وجودة حياة تاريخ الصلاحية وهدر الطعامأهمية الإعلام تتعدى الجانب الاقتصادي والاستثماري، إلى أنه من يصنع القوى الناعة لأي بلد. هذه العبارة العميقة وأخرى كثيرة تشبهها تتردد على ألسن خبراء التسويق ومسؤولو الإعلام، في سياق الاستشهاد بأن قطاع الاعلام في دول كثيرة استطاع تسويق دول كما فعلت الأعمال الدرامية في النموذج التركي والكوري الجنوبي. بدا لي أن مثل هذا الحديث يرمي إلى أن مقياس نجاح مؤسسات الإعلام لا يمكن قياسه بالضرورة بمدى قدرته عل الربح المادي، بل بمدى قدرته على أن يكون قوى ناعمة تعكس قيم وروح البلد الذي نشأت فيه وتمثله. ومع ذلك تجد جزءا مهما من هذه السردية يشير إلى المستهدفات الاقتصادية الطموحه المعلنة الرامية إلى مضاعفة مساهمة قطاع الإعلام في الناتج المحلي السعودي من 0.4% إلى 0.8% بقيمة تصل إلى 12 مليار ريال. مع التلميح بان التركيز الرسمي يجب أن ينصب بدرجة كبيرة على دعم وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تشكل غالبية المؤسسات الإعلامية في السعودية حاليا. ربما أن هذا مثل الطرح قد يكون متفهما في سياق تشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، لكن من غير الصحيح أن لا يشمل هذا الاتجاه المؤسسات الإعلامية والصحافية الكبيرة، خصوصا حين يتعلق الموضوع بتقييم التشريعات وهيكلة قطاع الاعلام، وحماية حقوق الملكية الفكرية في الإعلام وسوق الإعلانات. ورأيي أن القوى الإعلامية الناعمة لا يصنعها فقط الإنتاج الإعلامي المميز من مسلسات وأفلام، بل يصنعها أيضا وجود مؤسسات إعلامية صحافية قوية ومهنية، تساهم في صناعة الوعي بحرفيتها وموضوعيتها ويشار لها بالبنان اقليمياً وعالمياً، مؤسسات بحجم BBC البريطانية ونيويوك تايمز الأمريكية. لذا، يجب أن يكون من أولويات وزارات الإعلام وهيئاتها المشرعة سن القوانين وتطوير سوق الإعلام للحفاظ على الموسسات الإعلامية الصحافية الكبيرة بما يحميها من الممارسات الاحتكارية في سوق الإعلانات الرقمية، وحماية حقوقها الفكرية للأخبار المتداولة على مواقع التواصل، بما يضمن ازدهارها ونموها وتقدمها، وانتشالها من حالة الموت السريري التي تعيشه معظم مؤسسات الصحافة الحالية نظراً لشح الموارد. واستلهام التجربة الاسترالية في الميثاق التفاوضي لأخبار مؤسسات الإعلام «News media bargaining code» الذي يلزم جوجل وفيبسوك وأخواتها بدفع 200 مليون دولار «545 مليون ريال سعودي» كرسوم تمنح لمؤسسات الصحافة المحلية. الإعلام ليس دائما مشروعاً يدر المال، لكنه دائما يدر أرباحاً ثمنية غير المال، والمعادلة التي تقول بأن مؤسسات الإعلام يجب أن تكون مجدية اقتصادياً أو تموت، معادلة خاطئة.