الأوضاع المتأزمة في المنطقة وتحديداِ استمرار العدوان الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أدخل المنطقة في حالة من الحراك الغير مسبوق، فالجهات التي ترعى المفاوضات والتي تدعم التوصل لوقف الإطلاق النار في غزة مستمرة وتكثف اتصالاتها الاقليمية والدولة لتكريس هدف وقف العدوان على الفلسطينيين وفك الحصار عنهم والسماح بايصال الغذاء، والدواء لهم. وشهدت القاهرة موخراً لقاء جمع الرئيسين الفرنسي والمصري بالإضافة إلى جلالة الملك عبدالله ملك الأردن وصدر عن اللقاء دعوات بوقف إطلاق النار الفوري في غزة وبالسماح المباشر والغير محدود بوصول الغذاء والدواء للفلسطينيين. على جانب آخر يعكس هذا التوتر، استغلت بعض الجهات والجماعات والحركات منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت من أهم نوافذ صناعة الرأي العام وتشكيله لدى الناس في الوطن العربي، هذه الجماعات بدأت تتحدث عن ضرورة أن يعلن الجسد السياسي العربي والإسلامي ممثلا في الدول العربية والإسلامية حالة الجهاد في فلسطين نصرة للشعب الفلسطيني وردعاً للعدوان الذي تقوم به إسرائيل على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في لبنان وفي سوريا، وفي الحقيقة كثر اللغط حول هذه الدعوات وانبرت حسابات معينة في الانتقاص من الدول العربية، وكذا في الانتقاص من بعض الموسسات العلمية الشرعية في الوطن العربي و وصفوها بأنه أصبحت عبء على الإنسان العربي المسلم بدلا من أن تكون هي المدافع، والمنتفخ عنه . وإزاء كل ذلك التطاول بإستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتأليب الناس والتلاعب بحقاق الأمور في حياتهم انبرت دار الإفتاء المصرية في يوم السابع من أبريل ٢٠٢٥ ببيان أوضحت فيه بطلان هذه الدعوات وفساد منبتها الذي يعتقد أنه يقف وراءه من يريدون الإساءة للدول العربية وللشعوب العربية، وقالت دار الإفتاء أن هذه الجماعات والجهات المحرضة و المؤلبة لم تأخذ بعين الاعتبار أمن الدول والمجتمعات وتجنيبها الخطر، واكدت دار الإفتاء أن دعم ومساندة الشعب الفلسطيني واجب شرعي وأخلاقي ولكن بالطريقة التي تحقق مصالح الفلسطينيين وتجنبهم المزيد من المتاعب، وليس لمصلحة أجندات معينة. ورأت دار الإفتاء أن تتوفر في مثل هذه الدعوات مراعاة حال الأمة وقوتها السياسية والعسكرية، والاقتصادية، وأن من يدعو للجهاد فعليه أن يكون واضح وبين للجميع ومعروف للناس بالإضافة إلى ضرورة أن يكون في أول الصفوف وليس خلف الشاشات. مايمكن أن نقوله أن الواقع في المنطقة مؤلم ومن يحاولون استثماره يسكبون القاز على ألسنة اللهب المشتعلة. @salemalyami