لكل مرحلة عمر، ولكل تجربة بداية ونهاية.. وما بينهما، تُصنع القصة، واليوم أكتب مقالي الأخير بصفتي رئيسا تنفيذيا لهيئة تطوير المنطقة الشرقية، بعد سنوات من الشغف والعمل، كنت فيها جزءًا من رحلة تنموية آمنت بها، وسعيت بكل جهدي لأن أكون على قدر المسؤولية، وعلى مقربة من تطلعات القيادة وثقة الشركاء.
كانت هذه التجربة أكثر من مجرد منصب، كانت مدرسة غنية بالتحديات والرؤى والطموحات، عشت فيها تفاصيل الحلم التنموي بكل أبعاده، ووقفت مع فريق الهيئة أمام مشاريع وتحولات تحتاج إلى صبر، وإصرار، وابتكار، لم يكن العمل سهلاً، لكنه كان ملهمًا ومشبعًا بالإيمان بأن كل خطوة نخطوها، هي لبنة في مستقبل أفضل لهذه المنطقة الغالية.
سعينا في الهيئة إلى أن نكون ذراعا تنموية استراتيجية، تقدم الحلول لا تعقدها، وتبادر لا تنتظر، وتستشرف الغد قبل أن يصل، رسّخنا مفهوم الشراكة مع الجميع، وابتعدنا عن النماذج التقليدية في الإدارة، وتبنينا التخطيط الشامل المرتكز على الإنسان والمكان والفرص.
ولعل من أبرز ما تحقق خلال هذه المرحلة، تطوير منصة «سرد» بوصفها نموذجا وطنيا متقدما للتكامل المكاني والبياني، والشروع في إعداد المخطط الشامل للمنطقة الشرقية، الذي نطمح أن يكون مرجعا وطنيا للتنمية المكانية المستدامة، بالإضافة إلى تفعيل شراكات نوعية مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، وكلها مبادرات ما كانت لتتم لولا بيئة الدعم والثقة التي أحاطتنا بها القيادة.
أما عن الهيئة، فأنا على يقين أنها اليوم أكثر نضجا واستعدادا للمستقبل، بما تملكه من كفاءات، وما راكمته من خبرات، وما تحظى به من اهتمام ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، رئيس مجلس الهيئة، لقد كان سموه، منذ اللحظة الأولى، مؤمنا بدور الهيئة، وداعما لكل توجهاتها، ومانحا لنا من ثقته ما يُشعرنا دائمًا بثقل الأمانة وجمال الفرصة.
كما كان لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، نائب رئيس مجلس الهيئة، رئيس اللجنة التنفيذية، دور محوري في توجيه العمل، ورفع سقف الطموح، وبث روح المتابعة الحثيثة التي لا تترك تفصيلا إلا وتمنحه من الاهتمام ما يستحق.
وفي مسيرة كهذه، لا يمكن أن أنسى الدعم المؤسسي الكريم من معالي الأستاذ إبراهيم بن محمد السلطان، رئيس مجلس إدارة مركز دعم الهيئات، الذي شكّل حضوره وثقته دافعا مستمرا نحو تطوير العمل المؤسسي وتعزيز أدوات التمكين.
أما الفريق الذي رافقني داخل الهيئة، فله في نفسي مكانة خاصة، زملاء وزميلات تشرفت بالعمل معهم، وتعلمت منهم، وكانوا بصدق هم الحصن والسند، والمصدر الحقيقي لأي نجاح تحقق، وبالشراكة مع جهات حكومية وخاصة ومجتمعية، بنينا معا أسسا لمرحلة جديدة من العمل التنموي.
أما عن الانتقال من هذا الموقع، فهو جزء من دورة العمل وتجدده، تركت موقعي التنفيذي، لكني لم أترك الاهتمام، ولا الشغف بكل ما يخدم التنمية، في وطني الكبير الذي يستحق منا جميعًا أن نواصل من أجله التفكير والعمل والمساهمة.
قد يكون هذا المقال الأخير من موقعي التنفيذي، لكنه لن يكون الأخير من قلمي، فالمسؤولية لا يحددها موقع، والكتابة تبقى إحدى وسائل المشاركة والتعبير التي أعتز بها.
ختاما، يظل الأمل كبيرا في مستقبل الهيئة، ومستقبل هذه المنطقة، وكلنا ثقة أن ما بُني سيُستكمل، وأن الدعم الذي تحظى به من سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه، ومن شركائها في التنمية، سيقودها إلى مراحل أكثر نضجًا واتساعًا وفاعلية.. فالمستقبل أجمل -إن شاء الله-.
@AlabdulatifOmar
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.