من أبرز ما نسعى إليه في حياتنا هو أن نشعر بأننا محبوبين من الجميع ولأجل هذا نسعى جاهدين لإسعاد من حولنا، حتى لو تطلّب ذلك تقديم الكثير من التنازلات والتضحيات. لكن في خضم هذا السعي قد نجد أنفسنا عرضة للاستغلال ! وتتحول طيبتنا التي من المفترض أن تكون مصدر قوة إلى نقطة ضعف.
لا شك أن العطاء من أسمى الصفات الإنسانية فالقلب المتعلق بفعل الخير يعيش في سلام داخلي ويشيع السعادة من حوله، لكن العطاء إن لم يكن مضبوطًا بحدود يمكن أن ينقلب من نعمة إلى نقمة ! فعندما نعطي بلا حساب نُنهك نفسيًا ونفتح الباب للآخرين ليأخذوا منا بلا تقدير أو مقابل.
من أقسى آثار العطاء غير المحدود أننا نصطدم بخيبات أمل موجعة ونشعر بأن رصيدنا من المشاعر قد نفد، ممكن أن نكون قد قدّمنا الكثير من الوقت والجهد والحب لكننا لم نتلقّ ما يمدّنا بالطاقة الإيجابية بل بالعكس ! قد تُقابل تضحياتنا أحيانًا بالجحود أو التجاهل.
والأصعب من ذلك، أننا قد نُلام إذا توقّفنا عن العطاء لأي ظرف طارئ حتى وإن كان خارجًا عن إرادتنا ! وينسون سجل عطائنا الطويل وكأنهم لا يرون سوى اللحظة التي لم نستطع فيها العطاء.
من المهم أن ندرك أن الأخذ ليس عيبًا ! بل هو فضيلة بحد ذاته تمامًا كما هو العطاء ، فالعلاقات الصحية تُبنى على التوازن والتبادل لا على العطاء من طرف واحد.
كثيرون يعجزون عن قول “لا” لأنهم يحاولون إرضاء الجميع على حساب أنفسهم ! نعم، بعض التضحيات ضرورية للحفاظ على العلاقات، لكن عندما تتحوّل التضحيات إلى استنزافٍ نفسي وجسدي فإننا بذلك نضر أنفسنا دون فائدة حقيقية.
العطاء يجب أن يكون نابعا من رغبة صادقة ، لا من شعور بالذنب أو إثبات للذات ! وإذا كان الهدف من عطائك أن تُظهر للناس كم أنت كريم وغير أناني، فقد آن الأوان أن تراجع دوافعك.
المساعدة لا تعني الإنهاك ! بل تبدأ من الوعي من وضع حدود واضحة تحمي بها نفسك وتحفظ توازنك النفسي والعاطفي.
فالعطاء الحقيقي لا يُقاس بالكَمّ، بل بالحكمة في توجيهه، ويجب أن يكون متوازنًا.. لا إفراط فيه ولا تفريط.
[email protected]
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.