الارشيف / فن / اليوم السابع

صلاح السعدني عمود من أعمدة الدراما المصرية.. حجز مكانه في بيت كل مصري وعربي

هو ذاك الشاب الذى حفرت على وجهه الملامح المصرية الأصيلة وجرى في دمه خفة الظل والنكتة، هو ذاك الرجل المهموم بقضايا وطنه الثوري صاحب الرأي ووجهة النظر الفريدة، هو ذاك الرجل الذي ترى فيها أخوك وأبوك وعمك وصاحب المحل الذي يجاورك، والصديق الذي نفتقده، هو ذاك الحكيم المثقف الذي يتوغل في عقله حبه للقراءه والإطلاع الدائم، كل ذلك إمتزج ليخرج لنا في العظيم الراحل صلاح السعدني.

فقدنا اليوم قيمة وقامة كبيرة عمود من أعمدة الدراما المصرية، بل كان عمودا من أعمدة كل عائلة مصرية، فماكان يميز السعدني ليس أننا نذهب لنشاهده في أعماله بل هو من كان يطرق الباب علينا ويدخل ليكون بجانب كل واحد من الأسرة المصرية بل ومن الأسرة العربية، فالسعدني كان له شعبية كبيرة فاقت توقعاته في البلاد العربية المجاورة فكانوا يندهوه بأسماء شخصياته التي قدمها وأصبحت علامة من علامات الدراما، حتي أطلق عليه لقب العمدة، نعم فهو عمدة الدراما وسيظل كذلك إلى مالا نهاية.

الحقيقة أن السعدني بالإضافة لكونه فنان كبير وعظيم هو أيضاً صديق مخلص، فالصداقة في حياة السعدني كانت مقدسة مثلها مثل فكرة العائلة، لم يكن له يوماً أعداء ولا ينافس أحدا علي مكانه، بالرغم من أنه من جيل العظماء لكنه كان يغرد بعيداً عنهم، له منطقته الخاصة الذي لا يستطيع أحد سواه أن يغرد بها.

كان للسعدني فضل كبير علي أحمد زكي هذا الممثل العظيم، نجم فلولا توفيق الله في البداية ثم صلاح السعدني ماكان أحمد زكي، فالسعدني هو من أشار عليه عندما شاهده كومبارس صامت في مسرحية علي مسرح البالون من بطولة سعيد صالح، وبعد إنتهاءها أشار السعدني لسعيد صالح علي أحمد زكي وأنه سيكون له شأن كبير، فبعين الفنان الحقيقي وبعين المثقف الدؤوب استطاع أن يقرأ القادم، وعندما سنحت له الفرصة أن يساعد زكي لم يتردد لحظة حيث عرض على السعدني دور في مسرحية مدرسة المشاغبين وهو دور أحمد، ولإنشغاله حينها بعرض أخر بمسرح القومي الذي كان بالمناسبة الوقوف عليه شرف وشيء هام لأي فنان، فقرر أن يعتزر السعدني عن مدرسة المشاغبين ولكنه لم يتوقف عند الإعتزار بل رشح لهم أحمد زكي هذا الولد الذي رأى فيه الموهبة وبالفعل هذا الدور هو من جعل أحمد زكي موجود بيننا ولم يحرمنا من موهبته فشكرا للسعدني، وندعو الله أن يرحمه بقدر ماأسعدنى ومتعنا بفنه الحقيقي الذي لا يختلف عليه أحد.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.