أبوظبي: عدنان نجم
شهد عام 2025، إنجازات جديدة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، كان من أبرزها مرور عام على التشغيل الكامل لمحطات «براكة» للطاقة النووية التابعة لشركة الإمارات للطاقة النووية، التي عملت طوال العام على البناء على الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة النووية عالمياً، بعقد المزيد من الشراكات البالغة الأهمية دولياً لاستكشاف تطوير المزيد من محطات الطاقة النووية في العالم، مع فرص تطوير تقنيات، كالمفاعلات المصغرة، ولم تغفل مواصلة إطلاق البرامج الهادفة لتطوير الكفاءات الإماراتية
ففي سبتمبر 2025، احتفت الشركة بمرور عام على التشغيل الكامل لمحطات «براكة»، بمفاعلاتها الأربعة طراز APR 1400 توفر 25% احتياجات الدولة من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، لتواصل مساهمتها المحورية في توفير الكهرباء النظيفة، وضمان أمن الطاقة واستدامتها، وخلال اثني عشر شهراً، أنتجت محطات براكة 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء النظيفة، التي وفّرت طاقة موثوقة وعلى مدار الساعة للمنازل وقطاعات الأعمال والتكنولوجيا في الدولة، بينما أنتجت محطات براكة أكثر من 120 تيراواط منذ تشغيل المحطة الأولى وحتى سبتمبر 2025، ما يعادل الطلب على الكهرباء في مدينة نيويورك، بينما تواصل المحطات قيادة جهود خفض البصمة الكربونية، كونها أكبر مصدر للطاقة النظيفة في المنطقة، حيث قللت 58 مليون طن من الانبعاثات الكربونية منذ تشغيلها.
نموذج عالمي
وأصبحت محطات «براكة» نموذجاً عالمياً كأحد أكثر مشاريع الطاقة النووية الجديدة كفاءة وإنجازاً ضمن الجدول الزمني والكلفة المناسبة في التاريخ الحديث، وأثبتت أن مشاريع الطاقة النووية السلمية الضخمة يمكن تطويرها بأمان وكفاءة وشفافية، مع خفض التكاليف والوقت والعمالة بنسبة 40% بين المحطتين الأولى والرابعة، كما وفرت نموذجاً يحتذى لمشاريع الطاقة النووية الجديدة، حيث بلغ متوسط إنجاز كل محطة 7.9 سنة.
وفي موازاة ذلك، حرصت الشركة على مواصلة مسيرتها التطويرية ومواكبة متطلبات العصر وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت في أكتوبر الماضي منصة جديدة ومستقلة ومتقدمة باسم ENECIQ، لتعزيز الاستخدام الأمثل لقدرات الذكاء الاصطناعي، وصمّمت لتسريع عملية تطوير الرؤى واتخاذ القرارات وتبادل المعارف، كما صمّمت هذه المنصة لدمج الذكاء الاصطناعي بأمان عبر أنظمة الشركة الداخلية، لمساعدة الموظفين على جميع المستويات، من المهندسين والمحللين إلى الفرق الإدارية، بتوفير دعم ذكي.
وفي خطوة لانتقال الشركة إلى مرحلة جديدة تبني على نجاحها في تقديم نموذج عالمي في تطوير محطات الطاقة النووية، وفي إطار الهوية الجديدة التي أعلنتها أواخر 2024، أعلنت في يناير 2025 إطلاق شركة استشارات استراتيجية جديدة تتبع لها باسم «شركة الإمارات للطاقة النووية- الاستشارات»، وتبرز تطورها لشركة ريادية عالمية في مجال حلول الطاقة النظيفة.
وتقدم الشركة خدمات استشارية في إدارة المشاريع، والأطر التنظيمية، ونماذج التمويل، وتطوير القوى العاملة، بهدف تعزيز أنظمة الطاقة النووية المستدامة، كذلك ستدعم الشركة مشاريع الطاقة النووية الجديدة، بإنشاء آليات الرقابة لإنجاز هذه المشاريع بأمن وفعالية.
كفاءات إماراتية
في غضون ذلك، واصلت الشركة نهجها الذي يولي تطوير الكفاءات الإماراتية أولوية قصوى، لضمان استدامة البرنامج النووي السلمي الإماراتي، فأطلقت في أغسطس الماضي، برنامج مشغلي المفاعلات للخريجين، لتطوير الجيل الإماراتي القادم لقادة قطاع الطاقة النووية، ومواصلة التزامها بالاستثمار في الجيل الجديد من الخبرات الإماراتية التي ستقود هذا القطاع في الدولة.
وصمّم البرنامج للطلبة الإماراتيين المتفوقين الحاصلين على البكالوريوس في التخصصات الهندسية مثل الهندسة الكهربائية والميكانيكية والنووية وغيرها، حيث يوفر فرصة متميزة لاكتساب معارف علمية شاملة وخبرات عملية وتشغيلية أساسية، تؤدي إلى فرص وظيفية مجزية في تشغيل وإدارة محطات الطاقة النووية.
كما أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مايو الماضي، اتفاقية تعاون مع الشركة، لدعم برنامج الابتعاث الوطني وتوفير فرص تعليمية وتدريبية نوعية وعالية الجودة للطلبة الإماراتيين في التخصصات الهندسية ذات الصلة بالأولويات الوطنية، وتسهيل التحاق الطلبة بسوق العمل فور تخرجهم، لتمكين الكفاءات الوطنية وتأهيلها في مجالات حيوية تشمل الهندسة الميكانيكية، والكهربائية، والنووية، والهندسة الكيميائية، وغيرها من التخصصات ذات الصلة، بما يدعم استراتيجية الدولة في تطوير رأس المال البشري وتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية.
شراكات عالمية
وفي هذا الإطار، توسعت الشركة في عقد الشراكات مع كبريات الشركات العالمية بهدف تطوير برامج الطاقة النووية دولياً، إذ وقعت في يوليو الماضي مع شركة «فراماتوم» الفرنسية اتفاقية لتوريد حزم الوقود النووي وخدمات هندسية لمحطات براكة، لدعم التميز التشغيلي المستمر للمحطات، وتمكينها من مواصلة دورها في إنتاج الكهرباء النظيفة على مدار الساعة، وهو ما تبعه في نوفمبر الماضي إعلان الشركتين تصنيع أولى حزم الوقود النووي لمحطات «براكة» للطاقة النووية في منشأة الشركة بمدينة ريتشلاند بالولايات المتحدة، والاتفاقية مع «فراماتوم» خطوة رئيسية في إطار استراتيجية شركة الإمارات للطاقة النووية الطويلة لتنويع سلسلة توريد الوقود النووي.
كما وقعت «الإمارات للطاقة النووية» و«ويستنغهاوس للكهرباء» الأمريكية في يوليو 2025 مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص التعاون في تطوير ونشر حلول الطاقة النووية المتقدمة في الولايات المتحدة، وبموجب مذكرة التفاهم، ستستكشف الشركتان سبل تسريع نشر مفاعل AP1000 المرخص بالكامل والجاهز للبناء في الولايات المتحدة، كما ستبحث مع «ويستنغهاوس» سبل التعاون في مجموعة واسعة من الفرص، بما في ذلك مشاريع الطاقة النووية الجديدة وإعادة تشغيل المشاريع المتوقفة في الولايات المتحدة.
تقييم مشترك
في مايو الماضي، اتفقت شركة الإمارات للطاقة النووية مع «جنرال إلكتريك فيرنوفا» على التعاون لإجراء تقييم مشترك لنشر واستخدام تقنية المفاعلات المصغرة من طراز BWRX-300، حيث تعزز هذه الخطوة التعاون وتبني على مذكرة التفاهم الموقعة بينهما عام 2023 على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 28».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
