عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

بقيادة محمد بن زايد.. داعمة الإغاثة والعمل الإنساني عالمياً


أبوظبي: عبدالرحمن سعيد 

وجود دولة في ساحات العطاء لم يكن استثناءً بل قاعدة ثابتة تنبع من قناعة راسخة، من الجزر الصغيرة إلى القرى النائية والمخيمات المنسية، فالإغاثة مترسخة في نهج دولة الإمارات جسراً للإنسانية وصوتاً للتضامن ومنارة تهدي العالم إلى الأمل ودروب الخير والعطاء المستدام.

وتحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد ال 54، وهي محققة إنجازات كبيرة جعلتها تقود جهود الإغاثة والعمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وهو الأمر الذي جسده تصدر الإمارات لسنوات عدّة المراكز الأولى عالمياً ضمن أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.

اهتمام كبير ومنذ تأسيس دولة الإمارات، أولى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، اهتماماً كبيراً للعمل الخيري والإنساني، محلياً وإقليمياً وعالمياً، فأنشأ الكثير من المؤسسات الخيرية والإنسانية، لتقديم المساعدات إلى شعوب العالم، وسار على النهج ذاته المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وارتبط اسم دولة الإمارات بالعطاء عبر إطلاق حملات إغاثية تسهم فيها الجهات المعنية بالعمل الإنساني، فضلاً عن الحملات الإغاثية التي يفتح فيها الباب لمشاركة شعب دولة الإمارات، وتتوزع على مختلف قارات العالم، مستهدفة الدول الأشد احتياجاً. ولا تخلو منطقة في العالم من مشروع إنساني أو خيري أو تعليمي أو تنموي يحمل اسم الإمارات، التي لم تتوان في مدّ يد العون والمساعدة لشعوب العالم.

ورسخت دولة الإمارات، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مكانتها داعماً رئيسياً لجهود تعزيز الأمن والاستقرار في العالم عبر برامجها التنموية ومساعداتها الإنسانية ومبادراتها التي تستهدف خير البشرية ونماءها ونشر قيم الخير والسلام.

نهج راسخ ويعكس التزامها الإنساني،  بالوقوف مع الشعوب والمجتمعات في أوقات الأزمات، نهجاً راسخاً نحو تقديم المساعدة ومد يد العون للمتأثرين والمحتاجين والجرحى والمصابين في الأحوال الطارئة والتحديات الملحة ولإنقاذ الأرواح البريئة والحدّ من تداعيات الكوارث، ما يؤكد ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة باهتمامها البالغ ودعمها المطلق للعمل الإنساني.

وتمتلك دولة الإمارات تجربة فريدة في مجال العمل الإغاثي والإنساني قائمة على استمرارية التأثير، وذلك من خلال استبدال عمليات الإغاثة النمطية بتنفيذ مشروعات تنموية تصب في مصلحة شعوب الدول المستفيدة، كبناء المساكن والمستشفيات وشق الطرق وبناء محطات الكهرباء وحفر الآبار، وهو ما وفّر استدامة الموارد الأساسية والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية في الدول المستهدفة.

وأصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً بإنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، تخليداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وجهود رموز الدولة المستمرة في العمل الإنساني والخيري والتنموي.

وتتبع المؤسسة رئيس ديوان الرئاسة، ويرأس مجلس أمنائها سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، وتعمل على تنفيذ المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً في المجتمع المحلي والعالمي لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية.

وتتولى المؤسسة الإشراف على عدد من الجهات والمؤسسات ومتابعة تحقيق أهدافها والقيام بالاختصاصات المنوطة بها، وهي «زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية»، و«خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية»، و«الإمارات»، و«صندوق محمد بن زايد الدولي لحماية الأنواع وإثراء الطبيعة»، و«صندوق الوطن القابضة»، و«الأنهار النظيفة المحدودة»، و«المعهد العالمي لمكافحة الأمراض المعدية»، وجوائز: «زايد للاستدامة»، و«الشيخ خليفة التربوية»، و«الشيخ خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي»، و«محمد بن زايد لأفضل مُعلم».

دعم غزة وأسهمت دولة الإمارات في مبادرات كثيرة، منها دعم غزة، فحيث يصل صوت الأطفال الذي فقدوا بيوتهم، ووجوه الأسر تبحث عن مأوى تحت سماء يثقلها الدخان، تتجلى الإنسانية الإماراتية بأبينِ صورها، حيث قدمت للشعب الفلسطيني الشقيق منذ اندلاع الأزمة الأخيرة طوق نجاة لكل من أرهقتهم الحرب، وأطلقت عملية «الفارس الشهم 3» التي قدمت عبرها نحو 9.4 مليار درهم. وأرسلت نحو 100 ألف طن من الإمدادات ومليوني جالون من المياه. وأجلت نحو 3000 مريض ومُرافق للعلاج في مستشفيات الإمارات.

أصعب اللحظات وأرسلت الأمل في أصعب اللحظات بقصص حقيقية عن أطفال وكبار سن ونساء نجت حياتهم بفضل هذه الجهود، هنا تتجسد إنسانية الإمارات التي لا تعرف الحدود، وتبرز أهمية أن كل جهد إغاثي قد يكون طوق نجاة وتغيير مسار نحو فجر جديد.

ومن بين الدمار خرجت قصص إنسانية تختصر معنى الأمل، أطفال مصابون بالسرطان خرجوا من بين الركام إلى رعاية تمنح الحياة إشراقة جديدة.

مساعدات دولية أنشئت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وصندوق أبوظبي للتنمية ونحو 40 جهة مانحة ومؤسسة خيرية في الدولة وكلها تعمل بروح واحدة وبوصلة واحدة وجهتها الإنسان أينما كان، منذ تأسيسها ومنذ الخطوات الأولى لم تدخّر دولة الإمارات جهداً في مدّ يد العون لكل محتاج فقدمت نحو 370 مليار درهم من المساعدات الدولية لتصل إلى نحو مليار إنسان..

هذه ليست مجرد أرقام بل قصص حياة وإرادة وعطاء، ولا تقتصر المساعدات على الإغاثة الفورية أو على إعادة الأعمار فحسب، بل تمتد لتشمل الصحة والتعليم والطاقة وتمكين المرأة والشباب وتحسين نوعية الحياة في المجتمعات الأكثر احتياجاً، مؤكدة أن كل دعم يحمل بصمة أمل وفرصة لتغيير مستقبل الإنسان نحو غدٍ أفضل.

دعم دولي خصصت دولة الإمارات نحو 3 مليارات درهم خلال العامين الماضيين لدعم الأشقاء في السودان وتواصل الوقوف إلى جانب السودان وشعبه، ومع دول الجوار التي تستقبل النازحين بالشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، هذا ليس موقفاً سياسياً بل امتداد لعلاقة تاريخية وروابط أخوية ومصير مشترك.

وفي اليمن كانت قصص الأمن جزءاً من رسالة الإمارات الإنسانية، حيث قدمت دولة الإمارات 26 مليار درهم، لدعم الاستقرار وإعادة الإعمار وتحسين الخدمات، وفي أوكرانيا حيث يقترب شتاء قارس آخر. وأدّت دولة الإمارات دور وساطة فعالاً أسهم في تبادل 4600 أسير حرب منذ اندلاع النزاع، ليعود الأبناء إلى أحضان أمهاتهم، هنا يعلو صوت الإنسانية ويسمع حتى وسط ضجيج الصراع. ولم يقتصر الدعم الإماراتي على التوسط في إطلاق الأسرى فحسب، بل امتد ليشمل تقديم نحو ألف طن من المساعدات عبر 14 رحلة جوية وتخصيص 385 مليون درهم لدعم الشعب الأوكراني.

ودعمت الإمارات الشعب الأفغاني الشقيق ب7.3 مليار درهم، ولم يكن الحضور الإماراتي هناك من دون ثمن، فقد ارتقى شهداء دولة الإمارات في العمل الإنساني في يناير 2017 وهم يحملون الدواء والأمل، تاركين وراءهم صفحات مضيئة من العطاء الإنساني والكرم والتفاني.

وفي آخر سنة ونصف فقط، أسست الإمارات عشر عيادات للأمومة في ولايات مختلفة في أفغانستان، وفي واحدة منها ولدت طفلة سمّاها أهلها فاطمة، تيمناً بسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تلك اللحظة لم تكن مجرد ولادة بل بداية مشرقة في إطار واقع ينتظر انطلاقة جديدة تمنح الأمل والطمأنينة.

حماية الأطفال ولحماية جيل كامل من الإصابة بشلل الأطفال في باكستان قدمت دولة الإمارات 700 مليون جرعة تطعيم ضد المرض، إيماناً بأن أصغر خطوة للطفل نحو المستقبل قد تحمل أعظم معنى.

وحين اجتاحت أزمة «» العالم وتوقفت الحياة وأغلقت الحدود وتقطعت السبل في تلك اللحظة الحرجة، لم تتردد دولة الإمارات، حيث فتحت ممرات طيرانها ومستودعاتها وقلوبها، ولم تكن مجرد دولة تقدم المساعدة بل أصبحت مركزاً عالمياً للمنظمات الدولية وعلى رأسها «الصحة العالمية» لإيصال الإمدادات الطبية إلى الدول المحتاجة بعيدة كانت أم قريبة.

نداء الواجب بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظهُ الله، نُظّمت الحملة الوطنية «الإمارات معك يا لبنان» المعنية بتجميع المساعدات الإغاثية من مختلف شرائح المجتمع المحلي. وأرسلت دولة الإمارات 18 طائرة نقلت على متنها 772 طناً، وباخرة حملت 2000 طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة، دعماً للأشقاء اللبنانيين في ظل الأوضاع الحرجة التي يمرون بها.

ووصلت في وقت سابق إلى مطار بيروت طائرتان إغاثيتان ضمن الحملة تحملان هدية «أم الإمارات»، حيث اشتملت على نحو 80 طناً من المواد والمستلزمات الخاصة بالأمهات اللبنانيات، دعماً لهنّ في ظل الأزمة الحرجة الراهنة.

مساعدات واستجابت دولة الإمارات فورياً لنداء الواجب الإنساني بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب وتركيا، حيث سارعت بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي وإنقاذ وإمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا الصديقة وسوريا الشقيقة.

وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بدء عملية «الفارس الشهم 2» لدعم الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا، وأمرت بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال وتقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الشعب السوري الشقيق، و50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق. كما وجهت، بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري الشقيق بقيمة 50 مليون درهم، لإغاثة المتضررين من الزلزال الأعنف الذي شهدته البلاد منذ عقود.

إفريقيا وأسهمت دولة الإمارات بفاعلية في دعم مجموعة دول الساحل الخمس في إفريقيا جنوب الصحراء، وتضم موريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر، وتعد من بين أقل البلدان نمواً في العالم.

وكانت دولة الإمارات ولا تزال شريكاً موثوقاً لدول منطقة الساحل، بتقديم الدعم لها في مواجهة التحديات عبر مساعداتها التنموية المتواصلة.. فمن 2018 إلى بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية لدول الساحل الإفريقي الخمس 750 مليون دولار، ما يشكل 3% من إجمالي مدفوعات المساعدات الخارجية للدولة خلالها، وقُدّم نحو 75% من المساعدات الخارجية لدول الساحل في صورة مساعدات تنموية، في حين شكلت المساعدات الخيرية والإنسانية 16% و9% على التوالي.

مساعدات متنوعة وواصلت دولة الإمارات جهودها في العطاء الإنساني والدعم المتواصل للشعب الليبي الشقيق، من أجل مساعدة المتضررين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية في وقت سابق، على تجاوز تداعيات الكارثة، حيث سيّرت جسراً جوياً ضم 42 طائرة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وبإجمالي حمولات 967.6 طن، وأسهمت جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي الذي أرسل إلى ضمن مهمته الإنسانية المتواصلة، في العثور على 274 مفقوداً في درنة.

سلسلة مستشفيات

من أهم الإنجازات الخارجية لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بناء سلسلة مستشفيات «الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان» في ، ولبنان، وسقطرى، وجزر القمر، وكازاخستان وباكستان. وكذلك المساجد في القدس، وكازاخستان، والصين، وإعادة بناء جسر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على نهر سوات في باكستان، الذي دمّرته الفيضانات ويخدم نحو مليوني نسمة.

واستثمرت المؤسسة 550 مليون درهم في مبنى الشيخ زايد لأبحاث أمراض السرطان في هيوستون، بولاية تكساس الأمريكية، ويضم المبنى الذي يتكون من 12 طابقاً معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للعلاج التخصصي التشخيصي لأمراض السرطان، ومركز أحمد بن زايد آل نهيان لعلاج أمراض سرطان البنكرياس، الذي يهدف إلى دفع عجلة الاكتشافات التي تؤثر تأثيراً كبيراً في علاج سرطان البنكرياس.

وقدمت مؤسسة خليفة مساعدات إنسانية وإغاثية لأكثر من 5 ملايين شخص في السودان الشقيق خلال السنوات ال 15 الماضية، شملت إغاثات عاجلة، ومساعدات في التعليم والصحة وخدمة المجتمع.

الهلال الأحمر.. ذراع الإمارات الخيرية إلى العالم

منذ تأسيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عام 1983، حرصت على تلبية النداءات الإنسانية وترسيخ قيم العطاء والتسامح الإنساني داخل الدولة وخارجها، وتنامت مساعداتها الإنسانية سنة تلو أخرى إلى أن أصبحت ذراع الإمارات الخيري إلى العالم، وصرحاً إنسانياً وتنموياً يشار إليه بالبنان محلياً وإقليمياً ودولياً، وتمكنت من متابعة عملياتها الإنسانية خارجياً في 100 دولة في السنة الواحدة والاستجابة السريعة للحالات الطارئة.

وبلغت قيمة ومشاريع الهيئة عام 2016 وحتى عام 2020 نحو 3 مليارات و788 مليوناً و147 ألف درهم، منها مليار و665 مليوناً و158 ألفاً و425 درهماً مثلت تكلفة العمليات الإغاثية. فيما بلغت كلفة المشاريع التنموية ملياراً و27 مليوناً و154 ألفاً و794 درهماً. وبرامج كفالات اليتامى 779 مليوناً و577 ألفاً و154 درهماً. و316 مليوناً و256 ألفاً و815 درهماً، مساعدات إنسانية أخرى في عدد من المجالات.

تحظى جهود الهيئة ومشروعاتها بدعم من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومن أبرز مبادراتها تأسيس «صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة» الذي تأسس لتخفيف معاناة المرأة وحمايتها من آثار اللجوء الصعبة بسبب النزاعات والكوارث.

وتمكنت الهيئة من إنشاء وإدارة عدد من مخيمات اللاجئين والنازحين في الصومال واليمن والأردن ولبنان واليونان وكردستان وتونس والبوسنة ودول البلقان وفلسطين وأفغانستان وباكستان. وتشرف الهيئة على تسيير العمل في المخيمات حتى تنجلي محنة النازحين واللاجئين، وفي مرحلة لاحقة تسهم في العودة الطوعية للاجئين إلى ديارهم، وتنفذ الكثير من المشروعات التنموية التي مكنتهم من الاستقرار في دولهم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا