بدأت أعمال الدورة الثالثة من برنامج «DXB500»، المبادرة النوعية التي أطلقها سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، بهدف تدريب وتأهيل 500 من موظفي الاتصال في الجهات الحكومية وشبه الحكومية في دبي، وإعداد جيل جديد من الكفاءات القادرة على استخدام أحدث الأدوات والمنصات لصناعة محتوى مؤثر يعكس قصة دبي ورؤيتها للمستقبل.
ويأتي البرنامج، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية العالمية، ضمن منظومة تدريبية متقدمة تجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي.
الأمن الاقتصادي
واستضافت الجلسة الرئيسية، فيصل بن سليطين، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للأمن الاقتصادي، حيث تحدث عن أهمية الحملات الإعلامية في حماية الأمن الاقتصادي.
وقال: للإعلام والاتصال الاستراتيجي دور رئيسي في تعزيز الأمن الاقتصادي للدولة، ومواجهة الحملات المغرضة والأخبار الكاذبة والشائعات، ولاسيما حول مدينة دبي التي رسّخت مكانتها العالمية بين أهم العواصم الاقتصادية والوجهات الاستثمارية.
وأشار إلى أن نشر الوعي في المجتمع أفضل أداة للوقاية من التزييف والشائعات التي باتت تأخذ شكلاً متطوراً مع توظيف التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي. والمركز سيعمل على إطلاق حملات توعية لتحصين المجتمع، وإتاحة التواصل المباشر مع المركز للتصدي لمخاطر الاحتيال التي قد يتعرض لها الناس.
الاستثمار في الكفاءات

وقالت منى المرّي، نائبة الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام: البرنامج استثمار استراتيجي في الكفاءات الإعلامية الوطنية، ويعكس إيماننا العميق بأهمية تمكين العاملين في قطاع الاتصال الحكومي وتزويدهم بالأدوات والمهارات الحديثة المطلوبة لمواكبة المستقبل. مسؤولية الإعلام اليوم أكبر من أي وقت مضى، ودور مسؤولي الاتصال الحكومي حاسم في تعزيز الثقة وتمكين الجهات الحكومية وشبه الحكومية من إيصال رسائلها بدقة وتأثير. نثق بأن البرنامج سيُسهم في بناء جيل من المهنيين القادرين على صناعة تأثير إيجابي يواكب تطلعات دبي نحو الريادة العالمية.
وتابعت: اخترنا في هذه الدورة التركيز على موضوع الحملات الحكومية التي تصنع التغيير الإيجابي، انطلاقاً من قناعتنا بأن سرد قصة دبي مسؤولية مشتركة. وفي عالم تتسارع فيه الأدوات والمنصات، أصبح لزاماً علينا استخدام أحدث سبل السرد الرقمي والإعلام الجديد لضمان وصول الرسالة بطريقة مؤثرة وقريبة من الجمهور.
رسائل مؤثرة
وقالت هند فكري، مديرة إدارة العلاقات الإعلامية الاستراتيجية بالإنابة في المكتب الإعلامي: نسعى عبر هذه الدورة، إلى تعزيز مهارات منتسبيه في السرد القصصي وصناعة المحتوى الذي يعكس رؤية دبي ويواكب تطلعات الجمهور. وهو فرصة فريدة لقيادات الاتصال والإعلام لتطوير قدراتهم المهنية، حيث يضمن تنسيق وتكامل الرسائل الإعلامية، ورفع كفاءة فرق الاتصال في تقديم صورة موحدة وقوية عن السياسات والمبادرات الحكومية.
تجارب من قلب دبي
كما اطلع المشاركون في البرنامج عبر جلسة عقدت بعنوان «تجارب من قلب دبي»، على نموذجين رائدين للحملات الإعلامية الناجحة في دبي، قدّمت مثالاً واضحاً على قوة الاتصال الحكومي ودوره في توحيد الرسائل وتعزيز ثقة الجمهور. بمشاركة شيماء السويدي، مديرة «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي، وناصر السند، مدير الإعلام والمحتوى الرقمي في دبي الرقمية.
واستعرضت شيماء السويدي، مجموعة من الحملات، وفي مقدمتها «زايد وراشد» التي شكلت نموذجاً مُلهِماً في ربط المجتمع بقيمه الوطنية واستحضار رموز القادة المؤسسين بلغة بصرية معاصرة وجذابة.
وقدّم ناصر سند، عرضاً مبدعاً عن مشروع «العائلة الافتراضية» أول تجربة إماراتية مبتكرة تسخّر التقنيات الحديثة وسرد القصص الرقمية لتعزيز التفاعل مع الجمهور وإبراز الخدمات الحكومية بأسلوب جديد ومؤثر.
وهذه النماذج جزء من منظومة واسعة من الحملات الحكومية التي تؤكد أن الاتصال الحكومي في دبي أصبح أداة استراتيجية لصناعة الوعي المجتمعي وبناء الصورة الإيجابية وتعزيز مكانة الإمارة في المشهد الإعلامي العالمي.
دروس مستفادة
وأضاءت على نموذج لافت في قوة الاتصال الإعلامي باستعراض تحليل استراتيجي لحملة عمدة نيويورك زهران ممداني، التي حققت انتشاراً عالمياً واسعاً وتفاعلاً كبيراً، حيث عكست أهمية فهم طبيعة الجمهور وتوقيت مخاطبته ومزاجه الإعلامي.
وقدمت الجلسة التي تحدثت فيها حمدة الفلاحي، مديرة مكتب الاستراتيجية والتميز في المكتب، نصائح مهنية مهمة عن استراتيجية استخدام الأدوات الرقمية والمنصات الاجتماعية، وتوظيف مقاطع الفيديو القصيرة، والتحليل اللحظي للتفاعل والمحتوى.
رؤية دبي
وقالت هدى دهكوني، مديرة برنامج DXB500: شهد الاتصال الحكومي خلال السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً، انتقل فيه من مجرد نقل للرسائل والمعلومات بصورة تقليدية إلى منظومة متكاملة تقوم على تحليل الجمهور، وصناعة المحتوى الإبداعي، واستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي، والتفاعل عبر قنوات إعلامية متعددة.