حفل جوائز لعبة العام The Game Awards يقترب بسرعة، ونحن أمام واحد من أفضل الأعوام في تاريخ صناعة الألعاب. من ألعاب تقمّص الأدوار إلى ألعاب Metroidvania، مروراً بالألعاب القتالية وحتى ألعاب الألغاز، كان عاماً حافلاً بالإصدارات التي يصعب حصرها.
جائزة لعبة العام هي الكأس الأثمن، وهذا العام سيشهد بالتأكيد جدلاً واسعاً بين الجماهير، لأن التاج يمكن أن يذهب لأي عنوان، مهما كانت توقعاتك.
ومع أن كل قائمة من هذا النوع تبقى في النهاية ذاتية، لكن لو كان الأمر بيدي، هكذا كنت سأرتّب المرشحين لجائزة لعبة العام.
Donkey Kong Bananza

أعتقد أنه لو كانت هناك فئة بعنوان أكثر لعبة ممتعة لهذا العام، لكانت Donkey Kong Bonanza قد فازت بها بسهولة. فهي مشبعة بطاقة مبهجة، ورسومات جميلة، وآليات لعب مليئة بالمرح تجعلها عنواناً بارزاً لشخصية نينتندو التي كادت تُنسى.
المستويات المبتكرة بشكل مذهل، وطريقة تحرك دونكي كونغ وتحطيمه لكل ما يعترضه، والانهمار المستمر للأفكار الجديدة كلها عناصر رائعة. خذ مثلاً طبقة السباق التي تضعك في مواجهة ضد Diddy Kong، أو الحديقة ذات الطابع الغذائي حيث يكون هدفك إعادة بناء برغر ضخم في وسطها. الأفكار تتوالى بلا توقف.
المتعة لا تنتهي هنا، وهذا أمر رائع. لكن الألعاب الأخرى المرشحة تبدو وكأن لديها المزيد لتقدمه Donkey Kong Bonanza هي عودة إلى عصر أبسط من عصور الألعاب، وتمنح نوع ألعاب المنصات دفعة قوية كان بحاجة إليها منذ زمن، لكنها هذا العام تخوض معركة صعبة. وسوف تعرف السبب قريباً.
Death Stranding 2: On the Beach

Death Stranding 2: On the Beach هو هيديو كوجيما بلا قيود. كل فكرة جامحة خطرت له تجد طريقها إلى الحياة هنا: نساء يتحكمن بالمطر، دمى ناطقة، ساموراي آلي عملاق، وحبار ميكانيكي – وهذا كله في الساعات الأولى فقط.
القصة هذه المرة أقل إثارة من الجزء الأول، لكنها تعوّض ذلك بأسلوب اللعب. إطلاق النار، القدرات، والعدد الهائل من الأدوات المتاحة بين يديك تجعل التجربة أكثر متعة بكثير في هذا الجزء. أما المشاهد البصرية فهي مدهشة بحق، بمناظر طبيعية فوتوغرافية تضفي وزناً على معارك الزعماء المبالغ فيها، وتقدم بعضاً من أروع المشاهد التي قد تراها في لعبة.
اللعبة تخلّت عن عنصر التنقل الشاق الذي ميّز الجزء الأول، وهو ما يقلل – برأيي – من قيمة التجربة الكاملة. فالكثير من الوقت ستقضيه في قيادة مركبات متنوعة من نقطة إلى أخرى، وهو أقل إثارة من تحدي عبور الجداول وصعود الجبال كما في الإصدار السابق.
ومع ذلك، تبقى النتيجة لعبة رائعة. الأداء الصوتي، القصة، والأجواء العامة مؤثرة بطريقة نادراً ما تحققها ألعاب أخرى. ليست ممتعة طوال الوقت، لكن لحظاتها الكبيرة تضرب بقوة لدرجة أن ألعاباً أخرى بالكاد تقترب من هذا الإحساس.
Hades II

Hades II يأخذ كل ما قدمه الجزء الأول ويضاعفه إلى أقصى الحدود. هذه المرة تلعب بدور ميلينو، شقيقة زاغريوس، في مهمتها لإيقاف عملاق الزمن كرونوس. القصة هنا أكثر إثارة من الجزء السابق، فهي فكرة فريدة نادراً ما تُطرح في ألعاب الأساطير اليونانية. ستواجه الزمن نفسه، وهو موضوع آسر بحد ذاته، وكل الأناقة والأسلوب المميز لسلسلة هاديس يضفيان عليه حياة خاصة.
لكن الأمر لا يقتصر على شخصية جديدة فحسب، بل هناك نظام قتال مختلف تماماً يضيف نظاماً سحرياً فوق القتال السريع المعروف من الجزء الأول. ستتمكن أيضاً من استخدام هجمات أوميغا التي تُحدث ضرراً هائلاً، بالإضافة إلى خاصية الاندفاع التي تُسرّع وتيرة المعارك، وعالم محوري جديد كلياً مليء بآلهة جديدة للتفاعل معها.
التخصيص عنصر أساسي في Hades II، وهو ما كان مفقوداً بعض الشيء في الجزء الأول. ستتمكن من فتح مظاهر مختلفة لميلينو تمنحها قدرات متنوعة. بشكل عام، يبدو أن الميزانية كانت أكبر بكثير هذه المرة، لكنها حافظت على روح الجزء الأول وقدمت تجربة أفضل دون أن تفقد ما جعل اللعبة الأصلية رائعة. اللعبة صعبة للغاية أيضاً، لذا هناك حاجز دخول بسيط، لكنه يستحق المحاولة والتغلب عليه.
Hollow Knight: Silksong

Hollow Knight: Silksong بدا وكأنه أسطورة بعيدة المنال حتى هذا العام، ورغم الضجة الهائلة التي أحاطت به، فقد أوفى بجميع الوعود. إنها رحلة مذهلة مليئة بالشخصية عبر عوالم الحشرات والمخاوف، تجربة تستحق أن تُروى. هذه المرة تلعب بشخصية Hornet، التي رغم عدم امتلاكها حوارات ناطقة، إلا أنها تنبض بالحياة من خلال أصوات غريبة صغيرة تعكس مشاعرها ورؤيتها للعالم.
العالم في هذا الجزء أكثر عمقاً وتفصيلاً، مع شخصيات إضافية يمكن التحدث إليها ومزيد من الأساطير لاكتشافها، ليصبح واحداً من أكثر العوالم غرابة وإثارة في سوق الألعاب. لكنك هنا من أجل أسلوب اللعب، وهو بالفعل يقدّم تجربة مذهلة. معارك الزعماء تصبح أكثر غرابة وصعوبة مع تقدمك، وستظل تفتح قدرات وأدوات جديدة تساعدك في رحلتك باستمرار.
العيب الوحيد يكمن في مستوى الصعوبة، إذ اضطر المطورون إلى تعديل بعض المعارك بعد الإصدار، ما يوضح أن حاجز الدخول كان مرتفعاً للغاية. خاصة في البداية، حيث ستحتاج ردود فعل خارقة تقريباً لتنجو من الأعداء العاديين فضلاً عن الزعماء. شخصيتك هنا أشبه بمدفع زجاجي: قوية لكنها هشة، مما يجعل من الصعب الشعور بالراحة التامة. ومع ذلك، فإن جمهور الجزء الأول هو المستهدف، ومن الواضح أن المطورين قدموا لهم كل ما أرادوه وأكثر في هذا الجزء.
Kingdom Come: Deliverance 2

Kingdom Come: Deliverance 2 هو جزء ملحمي يأخذ كل ما قدمه الجزء الأول ويطوره بشكل كبير وملحوظ. بفضل ميزانية أضخم بوضوح، جاءت التجربة هذه المرة أكثر إبهاراً من حيث العرض والتقديم. من المشاهد السينمائية إلى لحظات التسلل المشحونة بالتوتر، تبدو اللعبة عنواناً نخبوياً عالي الجودة بكل تفاصيله. قصة هنري معقدة ومثيرة منذ البداية وحتى النهاية، وتقدم أفضل نسخة من فكرة “الجزء الثاني يسلب البطل قواه” التي رأيتها حتى الآن.
أسلوب القتال أيضاً أفضل بكثير هذه المرة، مع تنوع كبير في الأسلحة وحركات عديدة يمكن تعلمها من مدربين مختلفين في أنحاء العالم داخل اللعبة. الاستكشاف مذهل، مع بعض من أجمل الرسوم البيئية التي شاهدتها على الإطلاق. كما أن المهام الجانبية التي تظهر بشكل طبيعي تمنحك سبباً دائماً للخروج عن المسار الرئيسي.
القصة بدورها رائعة، إذ تبني على البداية المتواضعة لهنري في الجزء الأول لتتحول إلى حبكة مليئة بالالتواءات، تناسب تماماً عالم الثقافة الشعبية بعد Game of Thrones الرحلة التي يخوضها هنري وهانز مؤثرة وواقعية، وكلا الشخصيتين ينبضان بالحياة على الشاشة بطرق مختلفة. المسارات المتعددة التي يمكنك سلوكها في القصة مثيرة للغاية، والخيارات وعواقبها تتجلى بشكل مذهل.
في أي عام آخر، كانت هذه اللعبة ستفوز بسهولة بلقب لعبة العام، لكن هناك لعبة واحدة فقط تتفوق عليها في رأيي.
Clair Obscur: Expedition 33

Clair Obscur: Expedition 33 تمثل لحظة فارقة في عالم الألعاب. فهي تعيد إشعال روح ألعاب JRPG بطريقة لم تستطع عناوين السنوات الأخيرة تحقيقها. اللعبة ناضجة للغاية وفي الوقت نفسه سهلة الوصول، وهو توازن نادراً ما نجح هذا النوع في تحقيقه عبر إصداراته الحديثة. أسلوب اللعب مذهل، إذ يمزج بين صدّ الضربات والمراوغة المكثفة المستوحاة من ألعاب Soulslike وبين القتال الاستراتيجي القائم على الأدوار الذي جعل هذا النوع مزدهراً في التسعينيات.
الأداء الصوتي استثنائي، مع عدة ترشيحات لأفضل ممثل صوتي في The Game Awards الحوارات تنبض بالحياة دون مبالغة، والفكاهة تأتي طبيعية وتنجح في كل مرة تقريباً. ورغم أن اللعبة مصنفة ضمن فئة الميزانية المتوسطة (AA)، إلا أن التجربة البصرية فيها مبهرة بحق.
من مشاهد Flying Waters إلى خريطة العالم، الأسلوب الفني واستخدام الألوان يتجاوز التوقعات. نادراً ما ترى لعبة بهذا الجمال أثناء اللعب، سواء في المناظر الطبيعية أو في مؤثرات الهجمات المتفجرة، إنها وليمة بصرية لا تتكرر كثيراً.
القصة هي العنصر الأبرز هنا. إنها رحلة مذهلة لفريق Expedition 33 في سعيهم لإنهاء الموت الذي تسببه الـ Paintress عاماً بعد عام. الغموض الذي يتكشف تدريجياً مذهل، مليء بالالتواءات وكشف الشخصيات، إضافة إلى بعض من أفضل معارك الزعماء التي شهدها هذا النوع على الإطلاق.
اللحظات العاطفية القوية والمآسي المفجعة التي ستعيشها لا مثيل لها في الألعاب، وهذا وحده يجعل اللعبة عظيمة. لكن المزج بين كل هذه العناصر هو ما يجعل Clair Obscur: Expedition 33 التجربة الأكثر تميزاً في عام 2025، والفائزة بسهولة بلقب لعبة العام في نظري.
كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
