"الشغف لا يزول"، كان هذا ملخص حديث الفنان الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار أدريان برودي Adrien Brody، خلال حديثه عن مسيرته الفنية ونجاحاته التي توجت بتلك الجائزة مرتين حتى الآن، موضحاً أنه عانى من صعوبات كثيرة وظروف عمل مرهقة خلال تصوير فيلم "The Brutalist".

أدريان برودي يكشف عن لحظات صعبة في التصوير

وخلال الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025، كشف أدريان برودي عن كيفية تعامله مع ضغوطات تصوير فيلم "The Brutalist" الصعبة، والذي حصل على جائزة الأوسكار الثانية له كأفضل ممثل عنه بعد أن فاز بها للمرة الأولى عن فيلم The Pianist.

وأوضح أدريان برودي أن تصوير الفيلم استغرق 32 يوماً، وشعر طاقم العمل بالكامل بالاستنزاف، مشيراً إلى أنه حتى في ظروف العمل المرهقة لم يتردد أبداً في تقديم أفضل أداء تمثيلي له.

وشدد على أنه لا يمتلك أي حياة شخصية خلال التصوير، ولا يقضي أي وقت مع الممثلين أو فريق العمل، على الرغم من حبه لكافة زملائه، حرصاً منه على التركيز في العمل.

واعترف أدريان برودي أن له أساليبه الخاصة ليكون قادراً على تقديم أفضل أداء، متمنياً أن يكون قادراً على ذلك دوماً، خاصة أن هناك بعض الأيام يشعر فيها أنه لا يستطيع أن يقدم أفضل ما لديه ويصبح عليه إيجاد طريقة للخروج من أي تشتيت عن الشخصية مهما كانت تعقيدات التصوير.

أدريان برودي والحماس بعد الفوز بالأوسكار

اعتبر أدريان برودي أن الفوز بالأوسكار هو ذروة مسيرة الممثل، واصفاً هذه الجائزة بالمجزية للغاية، مشيراً إلى أن أهميتها كانت شخصية بالنسبة له عند مشاركتها مع والديه الذين قدما له الدعم والتفهم لصعوبة عمله.

وشدد أدريان برودي على أنه على الرغم من الفوز بالأوسكار مرتين لم يخمد حماسه للوصول إلى المزيد، مستشهداً بالفنانة الأمريكية ميريل ستريب Meryl Streep، ومؤكداً أنها رغم مستوى التقدير الذي تحظى به لا تزال تتوق إلى المزيد من الاكتشاف، مؤكداً أن الشغف لا يزول.

وحول خطواته القادمة بعد أن حقق الكثير من الجوائز، أوضح أن هناك الكثير من الأبواب المفتوحة، وأصبح يحب التمثيل أكثر من أي وقت مضى، ويتوق له بشكل أكبر، وأن يكون راوي القصة أكثر من أي وقت مضى.

وكشف برودي عن التشابه بين فيلم The Brutalist وصناعة الأفلام في الحقيقة، موضحاً أن رحلته في الفيلم كانت تدور حول كفاح الفنانين من أجل الحفاظ على رؤيتهم رغم الرغبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن هذا التشابه شعر به المخرج برادي كوربيت Corbet Brady في رحلته، لذا كان لديه طموح لإنتاج الفيلم بالجودة التي يتمناها.

وشرح أكثر وجهة نظرهم التي حاولوا إيصالها في الفيلم قائلاً: "أحياناً تحظى بدعم الممولين والمتبرعين الذين يؤمنون برؤيتك، وأحياناً لا، ويكون لديك رؤيتك الخاصة التي تختلف عنهم، والفيلم يتعمق في هذه الفكرة بشكل كبير."

أدريان برودي ورؤيته للذكاء الاصطناعي

وفي النهاية، تطرق أدريان برودي سريعاً إلى نمو الذكاء الاصطناعي وتقنيات صناعة الأفلام الجديدة، مشيراً إلى أن هناك تحولاً في المحتوى والأدوات التي يمكن أن تعزز القدرة على إنتاج أفلام رائعة، لكنها لن تغني عن العاطفة.

وشدد على أهمية تقدير ودعم عملية الإبداع وجمال صناعة السينما، قائلاً: "هذا لا يعني أن التطور الحتمي أمر سيء. لدينا خيارات فيما نختاره كأفراد لنتقبله".

ولفت إلى أن الجمهور لديه اليوم خيارات كثيرة جداً للمحتوى، لذا قد يكون من الصعب العثور على الأعمال الفنية التي لا تحظى بالتسويق رغم روعتها.