كتبت أميرة شحاتة

أنشأ الصحفي إيفان راتليف شركة تقنية ناشئة وهمية في تجربة، حيث أطلق عليها اسم HurumoAI، باستخدام وكلاء ذكاء اصطناعي فقط لمعرفة النتائج التي قد تحدث من عمل شركة بعملاء ذكاء اصطناعى فقط، دون موظفين بشريين، وكان راتليف الإنسان الوحيد المشارك، هو من يتخذ القرارات، أما الباقي فقد تولاه الذكاء الاصطناعي، وهو اختبار الحقيقي لـ"شركة المليار دولار التي يديرها شخص واحد" التي تنبأ بها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في وقت سابق من هذا العام.

ورد في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة Wired ووُثِّق في الموسم الثاني من بودكاست راتليف "Shell Game" الذي أُطلق مؤخرًا، أن الأمور لم تسر على ما يرام، إذ سارعت برامج الذكاء الاصطناعي لتنظيم اجتماع خارج المكتب في غيابه ودون إذنه، ويُظهر سرد راتليف لشركة HurumoAI أن برامج الذكاء الاصطناعي لا تزال أمامها طريق طويل قبل أن تتمكن من استبدال العمال البشريين بشكل كامل، وذلك على الرغم من وعود رواد الصناعة المتكررة بأن الذكاء الاصطناعي الآلي هو المستقبل، وأنه سيتولى جميع المهام البشرية تقريبًا خلال العامين المقبلين.

وقد أثارت هذه الادعاءات الكثير من رواد الأعمال الشكوك لدى الخبراء، الذين أثبتوا أن الواقع لا يزال بعيدًا عن تحقيقها، فعلى سبيل المثال، نشر باحثون من جامعة كارنيجي ميلون مؤخرًا ورقة بحثية تُظهر أن حتى أفضل برامج الذكاء الاصطناعي أداءً فشلت في إنجاز مهام مكتبية واقعية بنسبة 70% من الوقت.

وكلفت شركة راتليف الناشئة، التي كانت تعتبر مشروعًا خياليًا، بإنشاء محرك يُدعى "سلوث سيرف"، وهو تطبيق ويب ساخر يتولى مهمة إضاعة الوقت على الإنترنت نيابةً عن المستخدم، مما يتيح له الوقت لإنجاز عمله الحالي، لكن على الرغم من أن موظفي الشركة سارعوا إلى العمل، ووضعوا خططًا للتطوير واختبار المستخدمين وإعداد المواد التسويقية، إلا أن هناك مشكلة واضحة: "كان كل شيء من نسج الخيال".

قال راتليف لمدير التكنولوجيا في الشركة، وهو كيان مُولَّد بواسطة الذكاء الاصطناعي يُدعى آش روي: "أشعر أن هذا يحدث كثيرًا، حيث لا يبدو الأمر وكأنه حدث بالفعل.. أريد فقط أن أسمع عن الأمور الحقيقية".

تطورت الأمور بشكل غير متوقع، وبينما "انقطع راتليف عن موقع التواصل مع موظفيه سلاك للقيام ببعض الأعمال الجادة"، "استمر الفريق" في العمل بحماس شديد، مستهلكًا بسرعة رصيدًا بقيمة 30 دولارًا كان قد اشتراه من شركة "ليندي.إيه آي" المتخصصة في "موظفي الذكاء الاصطناعي" لتشغيل البرامج، وعبر راتليف عن أسفه قائلا: "لقد أرهقوا أنفسهم بالكلام".