أكدت مبادرة صحح مفاهيمك أن حفظ النفس والعقل من أهم مقاصد شريعتنا السمحاء، وهي أمانة إلهية يجب صيانتها، ولكن ظهرت سموم عصرية تهدد هذا المقصد، ومنها مخدر الجوكر أو الكانابيتويدات الاصطناعية، التي تتخفى وراء أسماء مضللة لتبدو "آمنة" وهي في حقيقتها هلاك، هذه العقاقير المصنعة تشكل تحديًا خطيرًا يوجب علينا كشف حقيقتها، والتحذير من آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع، بعيدًا عن أي وهم بأنها بدائل شرعية أو طبيعية.
حقيقة مخدر الجوكر (الكانابيتويدات الاصطناعية)
مخدر الجوكر، المعروف علميًا باسم الكانابيتويدات الاصطناعية، هو مجموعة من العقاقير المصممة كيميائيًا والتي يتم تسويقها بشكل خادع لتقليد تأثيرات الحشيش والماريجوانا، وخلافًا للاعتقاد السائد بأنها "أعشاب طبيعية" أو بدائل "آمنة"، فهي مواد كيميائية مصنعة ترش على مواد نباتية جافة، وتؤثر على الدماغ بقوة تفوق الماريجوانا الطبيعية بكثير، تُصنف هذه العقاقير ضمن المؤثرات العقلية الجديدة (NPS)، وتنتشر بسهولة عبر الإنترنت وبعض المتاجر لتجاوز القوانين، وخطورتها تكمن في تركيبها الكيميائي المتغير باستمرار، ما يجعل آثارها غير متوقعة وتنتج في كثير من الحالات أعراضًا حادة قد تهدد الحياة، علاوة على ذلك تفلت هذه المواد من معظم اختبارات الكشف عن المخدرات، مما يزيد من جاذبيتها للمتعاطين.
تاريخ تصنيع مخدر الجوكر (الحشيش الصناعي)
بدأ الانتشار التجاري لمخدرات الكانابيتويدات الاصطناعية، مثل "سبايس"، في أوروبا عام ٢٠٠٤ عبر الإنترنت، وكانت تُباع زورًا على أنها بخور "طبيعي"، وحققت شعبية واسعة بين الشباب لعدم قدرة اختبارات المخدرات العادية على كشفها، هذه المواد كانت في الأصل مركبات كيميائية صُنعت لأغراض البحث العلمي منذ الثمانينات مثل CP ٤٧,٤٩٧ و HU-٢١٠ ، وتتميز بفعالية تفوق THC الطبيعي بـ ١٠٠ إلى ٨٠٠ مرة، ولتصاعد خطورة هذه العقاقير دفع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) إلى التدخل في عام ٢٠١٠ لحظرها، لكن، ردًا على القوانين (خاصة قانون ٢٠١٢)، سارع المصنعون بتغيير الصيغ الكيميائية باستمرار مثل إنتاج UR-١٤٤ و XLR١١ لتجاوز الحظر، مما أدى إلى ظهور أجيال جديدة من المخدرات بأكثر من مائة نوع، وبتركيب كيميائي متغير يجعل تأثيرها غير متوقع ومهددًا للحياة للمتعاطين.
الأثر الخطير لمخدر الجوكر على الدماغ والجسم
يتمثل الأثر الأخطر للحشيش الصناعي (الجوكر) في استهدافه المباشر لمستقبلات الدماغ نفسها التي يتفاعل معها الـ THC، لكن بقوة ارتباط وتأثير أعلى بكثير من الماريجوانا الطبيعية هذه الفعالية الهائلة تجعل المخدرات الصناعية تنتج تأثيرات لا يمكن التنبؤ بها، وغالبًا ما تكون حادة ومهددة للحياة، ولأن الدراسات العلمية قليلة، تظل الأخطار الصحية غير محددة بدقة، وتتفاقم الكارثة بسبب التركيب الكيميائي المتغير لهذه المنتجات من دفعة لأخرى، حيث يغير المصنعون صيغتها باستمرار، هذا الغموض الكيميائي يعني أن المتعاطي لا يعلم أبدًا ما يستهلكه، مما يؤدي إلى تأثيرات مختلفة وشديدة الاضطراب على العقول والأجسام، تصل من الهلوسة العنيفة إلى الفشل العضوي المفاجئ.
الحكم الشرعي على حرمة المخدرات
يُجمع الفقهاء المعاصرون، والمجامع الفقهية على الحرمة القطعية لجميع أنواع المخدرات، بما فيها مخدر الجوكر (الكانابيتويدات الاصطناعية)، ويستند هذا الحكم إلى قاعدة حفظ الضروريات الخمس في الشريعة، وعلى رأسها حفظ العقل وحفظ النفس، وأي مادة تُذهب العقل وتُلحق الضرر البالغ بالجسم والنفس، تكون حرامًا قياسًا على تحريم الخمر.
قال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥]، وقد أكد الأطباء أن هذه العقاقير الصناعية تُسبب الهلاك وتُعرض الحياة للخطر الشديد، كما أن تعاطيها يترتب عليه إفساد للمجتمع وتبديد للأموال، مما يجعل الاتجار بها وترويجها واستهلاكها من كبائر الذنوب وضروب الإفساد في الأرض.
يُعدّ مخدر الجوكر (الحشيش الاصطناعي) كارثة حقيقية، حيث إنه مادة كيميائية مصنعة وقاتلة تتخفى تحت ستار الأعشاب، وتفوق في خطورتها الحشيش الطبيعي بمرات عديدة؛ نظرًا لتركيبها الكيميائي المجهول والمتغير، وبناءً على ما توصل إليه العلم والشرع، فإن هذه العقاقير تمثل تهديدًا مباشرًا للعقل والنفس، مما يجعلها حرامًا قطعًا، وتعتبر ضربًا من ضروب الإلقاء بالنفس إلى التهلكة والإفساد في الأرض، ويجب تكثيف الوعي والرقابة القانونية لمواجهة هذا السم الذي يهدد شبابنا ومستقبل أوطاننا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
