منوعات / صحيفة الخليج

عبدالله المهيري: المواهب الفنية الإماراتية تستحق فرصاً عالمية

* المسرح صقل مهاراتي في السينما والتليفزيون
* «راديو واحد بالمدينة» تحد جديد في أيام الشارقة المسرحية
رغم أن المخرج الإماراتي الشاب عبدالله المهيري يلقب بـ«صائد الجوائز»، فإنه لا يعتبرها هدفه الوحيد، فما يعنيه رؤية فنية عميقة يرسم ملامحها على خشبة المسرح والسينما بعد أن أبدع في الجانبين.
وفي أحدث مشاركاته، خرج عبدالله المهيري من مهرجان دبي للفنون الأدائية الشبابية 2025 بأربع جوائز حصدت مسرحيته «الهوى غرام» أربع جوائز لأفضل إخراج، وموهبة صاعدة، وموسيقى، وممثلة.
وفي الحوار التالي، يتحدث المهيري عن هذه الخطوة المهمة في مسيرته وخططه في المسرح والدراما والسينما.
- كيف استقبلت فوز «الهوى غرام» بأربع جوائز في مهرجان دبي للفنون الأدائية الشبابية؟
من المعروف عني في الوسط الفني أنني لا أتعامل مع الجوائز كغاية، بل وسيلة تضيف لي خبرة وتُراكم قيمة في أرشيف مسيرتي. لذلك، لا تشغلني الجوائز بقدر ما يهمني العمل نفسه وتطوّري فيه. الجائزة الحقيقية بالنسبة لي رضا الجمهور، لأن أي عمل فني يُقدَّم له أولاً. ومع ذلك، لا أخفي سعادتي عندما نحصل على جوائز، فهي تأكيد أننا قدّمنا شيئاً يستحق التقدير.
- ما الجانب الإخراجي الأكثر تأثيراً في نجاح المسرحية؟
حاولت كسر القوالب التقليدية التي نتبعها عادة في المسرح، وابتكرت أسلوباً بصرياً وحركياً، وأعتقد أن ذلك كان أحد أهم أسباب تميّز العرض. كما اتجهنا لأسلوب يجمع بين الغناء والرقص بروح المسارح العالمية، لكن بلمسة إماراتية شبابية تعكس هويتنا. هذا المزيج أسهم في نجاح المسرحية وقربها من الجمهور، خاصة الشباب الذين يفضلون المسرح المعاصر الحافل بالحركة والطاقة، وتفاعلوا معه بمحبة كبيرة.
- ما الرسالة الأساسية التي أردت إيصالها من خلال المسرحية؟
التأكيد على قدرة الإنسان على تحدي ذاته وتحقيق أحلامه وطموحاته، رغم النظرات السلبية التي قد تواجه بعض الشباب، خصوصاً الذين يظن البعض أنهم غير قادرين على التقدم أو خوض التحديات. وأردت تسليط الضوء على هذه الفئة ومنحها بارقة أمل تعزز ثقتها بنفسها. لهذا جاءت نهاية المسرحية مفتوحة، ليظهر صوت الكاتب مؤكداً أن الحكاية لا يجب أن تنتهي بنقطة، بل بفرص واحتمالات متعددة. وهنا تأتي رسالة العمل: أنت كمشاهد شاب من يختار ، ومن يصنع احتمالاته الخاصة في الحياة، وفقاً لقدراته وتحدياته وكيفية مواجهته لها.
- ما القاسم المشترك الذي يمثل بصمتك بين «جيران القمر» و«الهوى غرام»؟
لا أرى قاسماً مشتركاً بين العملين سوى اسم المؤلف والمخرج والجهة المنتجة وفريق الممثلين، أما من حيث المحتوى والأسلوب فلا يوجد أي تشابه. مسرحية «جيران القمر» شكلت تحدياً مختلفاً تماماً عنه في «الهوى غرام». ما يجمعهما فعلاً النجاح الذي فاق توقعاتنا. وبعد النجاح الذي حققته «جيران القمر»، دخلنا تحدياً جديداً لنثبت أن بإمكاننا تقديم عمل يكرره أو يتجاوزه.
- هل ستشارك في مهرجانات مسرحية خليجية وعربية؟
بكل تأكيد، فالوصول إلى مهرجانات أكبر وملتقيات فنية أوسع جزء أساسي من خطتنا. أفكر دائماً في هذا الموضوع وأترقب الفرصة المناسبة لعرض أعمالنا أمام الجمهور الخليجي والعربي.
- بعد خبرتك المسرحية كيف أسست أسلوبك في الإخراج السينمائي؟ وما أبرز التحديات التي واجهتها؟
خبرتي في المسرح هي الأساس الذي بنيت عليه أسلوبي في الإخراج السينمائي، فالمسرح هو أبو الفنون ويمنحك القواعد التي تحتاج إليها للتميز. وبما أني بدأت ممثلاً مسرحياً، كان الانتقال للتلفزيون والسينما أسهل علي، والمسرح هو الذي صقل مهاراتي وطور رؤيتي.
أما التحدي الأكبر في السينما، فهو حجم الإنتاج المطلوب، فالأعمال تحتاج ميزانيات كبيرة حتى تظهر بجودة عالية وتوصل رسالتها بشكل صحيح. لذلك نحتاج كشباب إلى دعم معنوي ومادي لنتمكن من تقديم أفلام تواكب طموحاتنا.
- هل تفكر في خوض تجربة الدراما التلفزيونية أو عبر المنصات؟
نعم، بكل تأكيد. أصبحت الدراما الرقمية المتنفس الأول والشكل الترفيهي الأساسي في كل بيت عربي وخليجي، ومتابعتها باتت جزءاً مهماً من المشهد الفني. أفكر في خوض التجربة لأنها تمنح انتشاراً أوسع، وكانت لي محاولات سابقة، لكنني ما زلت أطمح لتقديم تجارب أكبر وأفضل.
- هل تعتبر المنصات فرصة حقيقية لتصوير أعمالك؟
هذا الطموح بالنسبة لي مهم جداً، فالمنصات يشاهدها جمهور من مختلف دول العالم. طموحي تقديم عمل درامي أو خاص بمنصة نستطيع من خلاله إبراز هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وبيئتنا الإماراتية، ونقل قصصنا الاجتماعية بصورة جميلة للعالم. لدينا طاقات ومواهب إماراتية قوية في كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل وحتى الموسيقى التصويرية، ونستحق أن نقدم هذه الإبداعات على مستوى عالمي.
- هل تميل للعمل مع كتاب محترفين أم كتابة النص بنفسك؟
في البداية كنت أميل للكتابة بنفسي، لكن تعاملت أيضاً مع كتاب محترفين مثل سعود الزرعوني وميرا المهيري في تجارب ناجحة للغاية، فهم متميزون. مع الوقت أصبحت أفضل أكثر الكتابة بنفسي، مع أن التعاون مع آخرين يظل خياراً مهماً ومفيداً. وفي المرحلة المقبلة، أخطط لمزج الخيارين.
- ما المشروع الذي تفكر فيه؟
أستعد للمشاركة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وهو مخصص للمحترفين، والمنافسة فيه مع مخرجين يمتلكون خبرة وأعماراً ومكانة أكبر. وفي مشاركتي الثانية بعد تجربتي في العام الماضي، تعرض لي مسرحية «راديو واحد بالمدينة»، وهي عمل يحمل تحديات كبيرة بالنسبة لي، من تأليفي وإخراجي، ويشاركني فيها مجموعة من الممثلين الشباب. وآمل أن أكون عند مستوى الثقة التي منحني إياها مسرح دبي الوطني، وأن أقدم عملاً راقياً يليق بثقة الجمهور والمهرجان.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا