- قيمة السهم 220 ضعف الأرباح المتوقعة ما يجعله ثاني أغلى سهم في وول ستريت
يُسوّق إيلون ماسك للمستثمرين مستقبلا زاخرا بالسيارات ذاتية القيادة، والمساعدين الآليين، والحياة على المريخ. لكن المشكلة التي تواجه المستثمرين هي أن هناك طريقة واحدة فقط للاستثمار في رؤيته: أسهم شركة تيسلا.
أسهم الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية سجلت أول رقم قياسي لها هذا العام الثلاثاء، الماضي عند 495.28 دولار، ما عزز قيمة الشركة السوقية فوق 1.6 تريليون دولار. وحقق السهم مكاسب تجاوزت 20% خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
ومنذ أن هوت إلى أدنى مستوى لها في 8 أبريل/نيسان الماضي، في ذروة الذعر من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، ارتفعت الأسهم بنسبة تقارب 120%، مما جعلها من بين أفضل 20 شركة أداءً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
- ثقة وول ستريت
يُعد هذا الارتفاع دليل ثقة من وول ستريت في طموحات ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل معاناة قطاع السيارات الأساسي لشركة تيسلا.
لكن هذا الارتفاع جعل أسهم تيسلا باهظة الثمن للغاية. يبلغ سعر سهم تيسلا حوالي 220 ضعف أرباحه المتوقعة خلال الاثني عشر شهرا القادمة، ما يجعله ثاني أعلى سهم تقييما في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بعد شركة وارنر بروس ديسكفري، ومتقدما بفارق كبير على شركة بالانتير تكنولوجيز صاحبة المركز الثالث.
- «تقييم غير منطقي»
وقال فيكرام راي، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة فيرست نيويورك، التي باعت حصتها في تيسلا في وقت سابق من هذا العام بعد الخلاف العلني الحاد بين إيلون ماسك والرئيس دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: «هذا التقييم غير منطقي على الإطلاق».
ومع احتمال طرح شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك للاكتتاب العام العام المقبل، سيجد متداولو الأسهم الراغبون في الاستثمار في أسهم الشركة طريقة أخرى لتحقيق ذلك قريبا. إذ تخطط شركة استكشاف الفضاء لبيع أسهم داخلية للمطلعين بقيمة 800 مليار دولار، ما يجعلها أغلى شركة خاصة في العالم. وسيكون طرحها العام الأولي الأكبر على الإطلاق.
- طرح «سبيس إكس» ماذا يعني؟
قال ديمتري شليابنيكوف، المحلل في شركة هورايزون إنفستمنتس والذي يعمل مع مديري المحافظ الاستثمارية: «قد يؤدي طرح أسهم سبيس إكس للاكتتاب العام إلى بعض ضغوط البيع على أسهم تيسلا. فهناك مستثمرون يمتلكون أسهم تيسلا للاستفادة من أفكار إيلون ماسك، وليس لمجرد كونها شركة سيارات».
وبالطبع، هناك رأي آخر مفاده أن طرح أسهم سبيس إكس للاكتتاب العام سيسلط الضوء على ماسك، مما يمنح تيسلا دفعة قوية أخرى.
- معنويات المستثمرين
وقال آدم سرحان، الرئيس التنفيذي لشركة 50 بارك إنفستمنتس: «تاريخيا، عندما تحقق إحدى شركات ماسك إنجازا هاما، يميل ذلك إلى رفع معنويات المستثمرين تجاه الشركات الأخرى. وقد يجذب طرح أسهم سبيس إكس للاكتتاب العام موجة جديدة من المستثمرين الذين ينجذبون إلى قصة ابتكاراته، وغالبًا ما ينتقل هذا الحماس إلى تيسلا».
وحتى الآن، يشهد سعر سهم تيسلا ارتفاعا بفضل الضجة الإعلامية المحيطة بسبيس إكس، وفقًا لمحلل بلومبيرغ إنتليجنس، ستيف مان، الذي قال أيضاً إن مهمتي الشركتين مترابطتان، واصفا مستقبلا تُسهم فيه روبوتات أوبتيموس من تيسلا في تحقيق طموح ماسك لاستعمار المريخ، بينما يُعزز نظام ستارلينك للأقمار الصناعية من سبيس إكس اتصال المركبات على الأرض.
وتتشارك الشركتان أيضا تقييمات عالية.
لكن المتشككين في تيسلا يتساءلون عما إذا كانت أساسيات الشركة قادرة على دعم هذه الأرقام. فمبيعاتها تتباطأ وأرباحها تتراجع، في حين تزداد اللوائح التنظيمية ويقل إنفاق المستهلكين على السيارات.
إقرأ أيضاً: إيلون ماسك أول ملياردير في التاريخ تتخطى ثروته 600 مليار دولار
- أساسيات «سيئة»
يقول توماس ثورنتون، مؤسس صندوق التحوط تيليميتري، الذي يمتلك مركز بيع على المكشوف صغير في تيسلا: «إذا كنت تستثمر في أسهم تيسلا، فقد ربحت مالا، لا شك في ذلك. الأمر غريب بالنسبة لي لأن أساسيات الشركة سيئة للغاية».
من جهة أخرى، يُشير المتفائلون إلى آفاق نمو تيسلا مع فرص في القيادة الذاتية وسيارات الأجرة الروبوتية. هدف ماسك هو تحويل تيسلا من شركة مصنعة للسيارات إلى شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وقد كتب في منشور له في سبتمبر / أيلول أن 80% من أرباح الشركة ستأتي في نهاية المطاف من الروبوتات.
- نمو قوي في الربحية
وقال برايان مولبيري، مدير محافظ العملاء في شركة زاكس لإدارة الاستثمار، التي تمتلك أسهم الشركة: «نعتقد أن أرباح تيسلا ستنمو بنسبة تتراوح بين 30% و35% خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة، استنادا إلى ابتكاراتها في قطاع السيارات».
إذا نجح ماسك في تحقيق ذلك، فسيكون تقييم أسهم تيسلا في السوق أكثر منطقية. أما إذا لم ينجح، فهنا يأتي دور سبيس إكس. ستتيح أسهم سبيس إكس المتداولة علنًا للمستثمرين فرصة امتلاك جزء من رؤية ماسك دون تحمل تبعات تيسلا.
- الاستثمار في «إيلون»
وقال راي من شركة فيرست نيويورك: «أعتقد أن معظم المستثمرين لن يرغبوا في مضاعفة استثماراتهم في إيلون. فهذا ينطوي على مخاطرة كبيرة». لكن المحلل كريس بيرس من شركة نيدهام يخالفه الرأي.
وقال: «لا نرى المستثمرين أمام خيارين فقط، بل سيدعمون الشركتين معًا». من المرجح أن يرغب المستثمرون الذين حققوا أرباحا في تيسلا بدعم مشروع آخر لإيلون ماسك.
في الوقت الراهن، تُعدّ تيسلا الخيار الوحيد أمام المستثمرين للرهان على رؤية ماسك. ويكمن الخطر المباشر في تقييم السهم، الذي يقترب من مستوى خطير.
فعلى الصعيد الفني، كان السهم قريبا من أن يُعتبر مبالغا في شرائه في وقت سابق من هذا الأسبوع. وعندما بلغ هذا المستوى آخر مرة في أوائل أكتوبر، انخفض السهم بنسبة 10% خلال الجلسات السبع التالية.
- فترة هدوء
وقال مولبيري: «على المدى القريب، ربما يكون السهم مستعدا لفترة هدوء نسبية بعد بلوغه أعلى مستوياته على الإطلاق».
لكن بالنسبة للمؤمنين برؤية ماسك طويلة الأمد، قد يكون التقييم مصدر قلق مؤقت. مع ذلك، يرى الكثيرون أن أسهم تيسلا فرصة استثمارية جيدة خلال السنوات القليلة المقبلة بغض النظر عن السعر، وربما أكثر من أسهم سبيس إكس.
يقول مولبيري، البالغ من العمر 51 عاما: «أعتقد جازما أنه ستكون هناك مهمة تجارية إلى المريخ في وقت ما، لكن ربما لن أعيش حتى أرى ذلك. هل يعني هذا أنني أرغب في الاستثمار في هذا السهم اليوم؟ يتطلب الأمر نظرة طويلة الأمد، بينما يمكن ملاحظة تأثير سيارات الأجرة ذاتية القيادة والروبوتات خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
