تتجلى روعة اللغة العربية والخط العربي في أروقة وجنبات المسجد الحرام، إذ تمتزج قدسية المكان بجمال البيان، فتتناغم الحروف في آياتٍ من الذكر الحكيم، منقوشة بخطوطٍ بديعة تعكس عراقة الفن الإسلامي وسموّ المعنى، وفي المسجد الحرام، لا تكون الكتابة مجرد زخرفة، بل رسالة روحانية تنبض بالإيمان، وتُشعر القاصد بعظمة الكلمة حين تتصل بالوحي، وبجلال الخط حين يسكن أقدس البقاع.
كما يستخدم الخط العربي بأسلوب الثلث الجلي المركب في كتابة الآيات على كسوة الكعبة المشرفة، بأحجام مختلفة وأشكال متعددة، واعتمد هذا الخط لأنه أجمل الخطوط العربية ومخصص للمواضع التشريفية، وهو خط قاعدي مكتمل الضوابط، ويستوعب التركيب والتداخل مما يساعد على جمع أكبر عدد من الكلمات في حيز معين؛ ليمنح كسوة الكعبة المشرفة مظهرًا استثنائيًا يليق بجلال وقدسية المكان.
ويُعدّ تطريز كسوة الكعبة نتاج عمل دقيق يقوم به مختصون وحرفيون مهرة، يستخدمون مدارس أصيلة من الخط العربي، في مقدمتها خط الثلث، المعروف بفخامته وانسيابيته، ما يمنح الكسوة بعدًا جماليًا وروحيًا يليق بمكانة الكعبة المشرفة, ويُجسد هذا الإبداع الحرفي المكانة السامية للخط العربي بوصفه وعاءً للقرآن الكريم وأحد أبرز رموز الهوية الإسلامية.
يذكر أن العالم يحتفل باللغة العربية، الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، إذ يؤكد عمق الارتباط بين اللغة العربية والشعائر الإسلامية، ودور الخط العربي في حفظ النص القرآني وتقديمه بأسمى صور الإتقان الفني عبر العصور.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
