التدخين يستنفذ دخل الأسرة ويتضاعف العبء أضعافًا مع التعاطي والإدمان
شارك الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الخبير الدولي بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فى فعاليات المنتدى العربي للشباب والبيئة الذى يعقد في محافظة الأقصر، وبمشاركة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ووزارة الشباب والرياضة والاتحاد العربي للشباب والبيئة و 250 شابًا وفتاة، ووفود من 9 دول عربية "الجزائر، تونس، ليبيا، السودان، الصومال، الأردن، لبنان، الكويت، السعودية"، بحضور الدكتور ممدوح رشوان الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة إلى جانب مشاركة علمية وأكاديمية متميزة من أكثر من 10 جامعات مصرية وأوروبية وعربية، حيث يتم عرض مشروعات علمية وأفكار بحثية مبتكرة تعكس وعي الشباب بقضايا التنمية المستدامة والبيئة والابتكار، ودور البحث العلمي في خدمة المجتمعات.
وألقى الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، محاضرة استعرض خلالها مخاطر تعاطي المخدرات وتأثيرها في تحقيق أهداف وبرامج التنمية المستدامة، إضافة إلى أبرز الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية التي يخلّفها إدمان المخدرات، وأن تعاطي المخدرات وإدمانها يؤثر بشكل كبير على تحقيق أهداف وبرامج التنمية المستدامة بکل أبعادها، مما يشير إلى ارتباط المخدرات بتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ،فضلا عن وجود ارتباط وثيق بين المخدرات والجريمة المنظمة والعنف والأعمال المنافية للأخلاق، وأن خفض الطلب على المخدرات لا ينفصل عن تحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي وحماية الفئات الشابة من المخاطر، وأشار إلى أن الاستثمار في الوقاية المبكرة يُعد أقل تكلفة وأكثر فاعلية مقارنة بالتركيز على الجوانب العلاجية.

الدكتور عمرو عثمان خلال المشاركة في فعاليات المنتدى العربي للشباب والبيئة
التدخين يستنفذ دخل الأسرة ويتضاعف العبء أضعافًا مع التعاطي والإدمان
كما استعرض "عثمان" تداعيات مشكلة المخدرات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن بينها الهدف الأول المتعلق بالقضاء على الفقر، إذ تسهم المخدرات في ترسيخ دائرة الفقر، حيث تصبح أولوية المتعاطي توجيه إنفاقه نحو المواد المخدرة، موضحاً أن التدخين الذي هو بوابة التعاطي يستنفذ أكثر من 7% من دخل الأسرة وتتضاعف هذه النسبة مع التعاطي والإدمان ، كما عرض أثر المخدرات على تحقيق الهدف الثاني المتعلق بالصحة الجيدة حيث توثر المخدرات على الصحة الجسدية مما تسبب في وفاة أكثر من 500 ألف شخص سنويا بشكل مباشر على مستوى العالم ، فضلًا عن الآثار الوخيمة على الصحة النفسية، والارتباط المباشر بين تعاطي المخدرات والأمراض النفسية، إضافة إلى تأثير المخدرات في تحقيق التعليم الجيد، من خلال استعراض أثر التعاطي والإدمان على القدرة على التحصيل الدراسي، وتأثيراته السلبية على الوظائف الإدراكية اللازمة للتعلم، كما عرض جهود الصندوق في التوعية بأضرار التعاطي والمخدرات، من خلال دمج مكوّن علمي توعوي في المناهج الدراسية بمراحل التعليم الأساسي.

الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان
وتناول أيضًا المخدرات بوصفها تحديًا أمام تحقيق هدف العمل اللائق والنمو الاقتصادي، إذ تؤثر سلبًا في الكفاءة الإنتاجية، وترتفع معدلات الحوادث إلى ثلاثة أضعاف عندما يباشر العامل عمله تحت تأثير المخدرات، فضلًا عن وجود ارتباط وثيق بين تعاطي المخدرات وتراجع الكفاءة الإنتاجية وعدم القدرة على العمل خلال فترة الإدمان النشط، ولذلك تبرز أهمية البرامج الوقائية التي ينفذها صندوق مكافحة الإدمان لرفع وعي الفئات المختلفة بخطورة المخدرات، خاصة أن كل دولار يُنفق على التوعية من الإدمان يوفّر على الدول والمجتمعات أكثر من عشرة أضعافه من التكاليف، حيث يقلل من تكاليف العلاج الباهظة في المصحات ويقلل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن ضعف الإنتاجية والبطالة، ويجنب الأفراد والمجتمعات الآثار الاجتماعية والصحية المدمرة للمخدرات ،حيث أثبتت الدراسات أن الاستثمار في الوقاية والتوعية يحقق عوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة تفوق بكثير تكلفة الإنفاق على العلاج أو مواجهة الآثار السلبية لتعاطي المخدرات.
تداعيات مشكلة المخدرات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة
كما استعرض الدكتور عمرو عثمان تطورات مشكلة المخدرات من واقع تقرير الأمم المتحدة وانعكاساتها محليا ،وكذلك التدخلات التي يقوم بها صندوق مكافحة الإدمان بالتعاون مع الجهات المعنية لخفض الطلب على المخدرات، لافتا إلى أن تقرير الأمم المتحدة، أشار إلى 316 مليون شخص هو عدد الأشخاص الذين تعاطوا المخدرات حول العالم بزياده قدرها 20% خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، كما أن هناك الكثير من المتعاطين يعانون من اضطرابات التعاطي أو الإدمان، كما أشار التقرير العالمي إلى أن هناك ارتباط وثيق بين المخدرات والجريمة المنظمة والعنف وتدفقات الأموال غير المشروعة، وأن المخدرات تمثل أكثر من 50% من النشاط الاقتصادي للجماعات الإجرامية المنظمة عالميًا، وأن الشباب لا سيما الفئة من 15 إلى 19 عاما هم أكثر عرضة للوفاة بسبب المخدرات بنسبة 45% مقارنة بالبالغين، كما أشار التقرير إلى ظهور مواد جديدة ضمن المخدرات الاصطناعية وأنماطها المختلفة التي تواجهها العديد من دول العالم و يتضاعف تأثيرها أضعاف معدلات الهيروين، كما أن هناك فجوة علاجية لمرضى الإدمان في العالم ، وهي أن واحد من كل 12 مريض يتاح لهم الحصول على خدمات العلاج، بالنسبة للذكور ،أما الإناث يتاح لمريضة واحدة من كل 17 حالة، لكن في مصر يتم توفير كافة خدمات العلاج لأي مريض إدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية.
تجربة صندوق مكافحة الإدمان في الحد من الطلب على المخدرات
كما استعرض عثمان تجربة صندوق مكافحة الإدمان في الحد من الطلب على المخدرات، حيث يمثل الصندوق بجمهورية مصر العربية الآلية الوطنية للحد من الطلب على المخدرات من خلال خدمات وقائية وعلاجية عالية الجودة ومبنية على الأدلة العلمية من خلال تنفيذ محاور عمل الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان التي تم إطلاقها تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وجارى تنفيذها بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، من منظور عالمي، حيث تتضمن الوقاية الأولية والتحول من الوعي للوقاية بالمؤسسات التعليمية والشبابية وتنفيذ برامج موجهة للأسرة "الوقاية والاكتشاف المبكر" مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات وتهيئة بيئة تعليمية ورياضية تُعزز قدرة النشء والشباب على رفض ثقافة تعاطى المواد المخدرة، لافتا إلى أن صندوق مكافحة الإدمان يمثل الآلية الوطنية للحد من الطلب على المخدرات من خلال خدمات وقائية وعلاجية عالية الجودة ومبنية على الأدلة العلمية، حيث يتم توفير العلاج لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة وفقا للمعايير الدولية، كما تم تنفيذ أكبر حملة إعلامية تحت شعار " أنت أقوى من المخدرات " موضحًا أن فلسفة الحملة تعتمد على تفنيد المفاهيم المغلوطة عن تعاطى المخدرات والتنوع في الفئات المستهدفة، وقد ساهمت في زيادة عدد الاتصالات على الخط الساخن لعلاج الإدمان "16023" لـ 500 % بما يشير إلى تأثير الحملة في رفع الوعي بخطورة الإدمان وأيضا الثقة في الخدمات المقدمة من جانب الصندوق، كما حققت الحملة أكثر من 190 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل تراكمي خلال مراحلها السابقة، إضافة إلى صداها الواسع على المستوى الدولي، حيث تم عرضها كأحد قصص النجاح في المؤتمرات الدولية، كما حصلت الحملات على المركز الثالث على المستوى الدولي في مسابقة دبي للأعمال الإبداعية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
