اقتصاد / صحيفة الخليج

ميغيل كريغسنر.. صانع إمبراطورية تجميل عالمية

إعداد: أحمد البشير

لم يبدأ ميغيل كريغسنر من ناطحات السحاب أو غرف مجالس الإدارة، بل من قارورة صغيرة داخل صيدلية متواضعة في مدينة برازيلية هادئة.

هناك، بين الكيمياء والجرأة، وُلدت فكرة ستغيّر خريطة صناعة التجميل في أمريكا اللاتينية، وتمنح العالم نموذجاً مختلفاً لرجل أعمال آمن بأن الجمال لا يكتمل إلا إذا حمل أثراً إنسانياً وبيئياً مستداماً.

يُعدّ ميغيل كريغسنر واحداً من أبرز روّاد صناعة التجميل في أمريكا اللاتينية، ورمزاً لرجل الأعمال الذي جمع بين الشغف العلمي والذكاء التجاري والمسؤولية الاجتماعية.

انطلقت رحلته من بدايات متواضعة، حين كان شاباً مهاجراً يبحث له عن مكان في مجتمع جديد، قبل أن يؤسس لاحقاً واحدة من أكبر العلامات التجارية في عالم مستحضرات الجمال.

وعلى مدى عقود، استطاع كريغسنر أن يحوّل مشروعه المحلي الصغير في مدينة «كوريتيبا» البرازيلية إلى إمبراطورية تجارية ذات حضور عالمي، من دون أن يتخلى عن قناعاته الإنسانية واهتمامه بحماية ودعم المبادرات الثقافية والتعليمية.

نموذج جديد

وهكذا أصبح اسمه مرتبطاً بنموذج جديد من ريادة الأعمال، حيث ينسجم النجاح المالي مع التأثير الإيجابي في المجتمع، وتتحوّل الشركات من مجرد أدوات للربح إلى قوى تغيير حقيقية.

ولد كريغسنر في التاسع من يناير/ كانون الثاني من عام 1950 بمدينة لاباز في بوليفيا، من أب بولندي وأم ألمانية، ثم انتقلت العائلة إلى البرازيل عندما كان في الحادية عشرة من عمره، واستقرت في مدينة «كوريتيبا» بولاية بارانا.

حصل على شهادة في الصيدلة والكيمياء الحيوية من جامعة ولاية بارانا الفيدرالية. وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي، افتتح كريغسنر صيدلية صغيرة بمدينة كوريتيبا، حيث بدأ يُجرب تركيب مستحضرات تجميل وعطور محلية الصنع، مستفيداً من واقع سوقٍ محليٍّ كان يفرض قيوداً على الاستيراد، ما مهد لانطلاقه في عالم التجميل.

في عام 1977، أسّس كريغسنر شركة «أو بوتيكاريو»، التي تحولت عبر سنوات إلى واحدة من أكبر شركات التجميل في نصف الكرة الجنوبي، منتشِرة في أكثر من 16 دولة بإدارة مجموعة «بوتيكاريو».

الالتزام الاجتماعي

وما يميز مسيرته ليس فقط النجاح التجاري، بل أيضاً الحرص على الالتزام الاجتماعي والبيئي. ففي عام 1990 أسّس مؤسسة «فونداثاو بوتيكاريو»، التي تكرّس جهوداً لحماية الطبيعة والإيكولوجيا في البرازيل، وتضمّ أكثر من 800 مشروع بيئي حسب بيانات المؤسسة.

وخلال جائحة «كوفيد-19»، تبرّعت شركته ب1.7 طن من الجل المعقّم إلى في مدينة كوريتيبا، مؤكّداً أن «إذا أنقذنا حياة فإننا ننقذ الإنسانية»، في إشارة إلى مسؤولية الشركة كمواطن فاعل.

الابتكار التجاري

وعلى مستوى القيادة، اعتمد كريغسنر رؤية تجمع بين الابتكار التجاري والوعي البيئي والاجتماعي.

واليوم، يحتفظ كريغسنر بنفوذ كبير داخل مجموعة «بوتيكاريو»، وهو لا يزال يرسم خطواتها الاستراتيجية تجاه الأسواق الجديدة والممارسات المستدامة، بينما ترسّخ الشركة حضورها في القطاع كواحدة من الشركات الرائدة في منتجات التجميل في البرازيل والعالم.

ومن ثم فإن قصة ميغيل كريغسنر تُعلّمنا أن النجاح ليس فقط بأن تبني شركة كبيرة، بل بأن تُحوّلها إلى منصة تؤثر إيجابياً في المجتمع والبيئة.

من شاب مهاجر بدأ بصيدلية صغيرة إلى رجل أعمال يملك شركة عالمية ويُحافظ على جذوره وقيمه، رحلة تُذكّرنا بأن الأعمال العظيمة تُصنع من مزيج من الشغف، والمعرفة، والمسؤولية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا