أصبحت الثقة الرقمية شرطاً حاسماً لتسريع مستهدفات «أجندة دبي الرقمية» D33 لمضاعفة حجم الاقتصاد بحلول 2033، وتشير المؤشرات داخل الدولة إلى توجه مؤسسي واضح نحو تعزيز السيطرة على البيانات، إذ تتبنّى 50% من المؤسسات سياسات عملية في هذا الاتجاه، فيما تستهدف الإمارات وطنياً مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي 2031، مقارنة ب10% حالياً، وفقاً لشركة «تاليس» العالمية.
وكشف بيانات «تاليس» عن تسارع واضح في الاعتماد على الابتكار المؤمَّن حيث تتجه 64% من المؤسسات للاستثمار في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فيما تستخدم 57% أكثر من 500 قناة ربط بين التطبيقات (APIs) عالمياً، كما سُجِّل أكثر من 40000 حادثة أمنية مرتبطة بهذه القنوات خلال النصف الأول من 2025.
وتصنّف 31% من الشركات ثغرات الأكواد كأكبر مصدر قلق لأمن التطبيقات، ويؤكّد 35% من القيادات التقنية أن التشفير وإدارة المفاتيح حجر الزاوية للحفاظ على الثقة الرقمية، مع تعرض قطاعات الخدمات المالية والاتصالات والسفر لمستويات تهديد أعلى.
تشفيرٍ محكَم
قال سيباستيان بافي، نائب الرئيس لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، منتجات الأمن السيبراني في «تاليس» ل«الخليج»: إن تحقيق مسار D33 لا يقوم على تبني الأدوات فحسب، بل على بناء ثقة رقمية قابلة للقياس. ويتطلب ذلك حماية الهوية والبيانات والتطبيقات عبر تشفيرٍ محكَم وإدارة مؤسسية للمفاتيح، مع اتساق الضوابط عبر البيئات السحابية والأنظمة المحلية لضمان الامتثال وتسريع الابتكار.
وأضاف: قنوات الربط باتت العمود الفقري لتدفق البيانات في المدفوعات، والخدمات الحكومية، والتطبيقات الاستهلاكية. غير أن اتساع الاعتماد عليها يواكبه اتساع لسطح المخاطر، لذا تبدأ المعالجة بامتلاك جردٍ شامل ومرئي لكل القنوات—including القنوات غير المُدارة—ثم مراقبة آنية تكشف الاختلالات بسرعة، وتخفيف منهجي لهجمات الروبوتات، وتطبيق تشفيرٍ مستمر للبيانات الساكنة والمتحركة.
الجاهزية الفعّالة
تابع بافي: الإطار التنظيمي في الإمارات—من لوائح حماية البيانات إلى الأطر الضريبية الحديثة— يوفر يقيناً تشغيلياً وجاذبية أعلى للاستثمار.
عملياً، تعني الجاهزية الفعّالة إقامة البيانات محلياً حيث يلزم، والتحكم المؤسسي في مفاتيح التشفير، وحوكمة متعددة السُحب لخفض عدم اليقين القانوني وتسريع إطلاق الخدمات.
وأردف: لترجمة الثقة إلى نتائج قابلة للقياس، يجب تتبّع مؤشرات أداء واضحة: متوسط زمن اكتشاف الحوادث (MTTD) على قنوات الربط، نسبة القنوات غير المُدارة المكتشفة شهرياً، معدل تسرّب المفاتيح، وزمن الاستجابة لهجمات الروبوتات.
البيانات الحساسة
قال بافي: إن خريطة الطريق باتت عملية ومباشرة: اكتشاف وتصنيف قنوات الربط والاستجابة لها بالاعتماد على تعلّم الآلة، بما يشمل القنوات غير المُدارة، وأداة مراقبة نشاط الملفات لحوكمة الوصول إلى البيانات الحساسة والامتثال، ومنصة لإدارة دورة حياة مفاتيح المصادقة الخالية من كلمات المرور والمتوافقة مع مبادئ الثقة الصفرية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
