في عالم كرة القدم الحديثة، لا تُقاس قيمة اللاعبين فقط بما يدفع في سوق الانتقالات، بل بمدى النجاعة التي يقدمونها مقابل التكلفة، وفي حين ضخ نادي "ليدز يونايتد"، العائد حديثاً للأضواء، استثمارات مليونية لتعزيز صفوفه بلاعبين جدد، إلا أن الصفقة التي تثير دهشة المحللين الاقتصاديين هي ضم "دومينيك كالفيرت-ليوين" عبر انتقال حر (صفر يورو)، فكيف تحوّلت صفقة مجانية إلى استثمار رابح أعاد "ليدز" للمنافسة؟

عودة صاخبة
- منذ صافرة البداية هذا الموسم، بدا "دومينيك كالفيرت-ليوين" مختلفًا: حركة أذكى، ثقة أعلى، ولمسات قاتلة داخل الصندوق، وقادت ثنائيته في شباك "كريستال بالاس" الفريق لأكبر انتصار له منذ العودة إلى البريميرليج (4-1)، ومددت سلسلة اللاهزيمة إلى أربع مباريات.
رهان صيفي
- أنفق "ليدز" نحو 113.7 مليون يورو على 10 صفقات بعد العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، في محاولة لتأمين البقاء، لكن الصفقة الأذكى جاءت بلا مقابل مادي، حين ضم النادي "كالفيرت-ليوين" في أغسطس، وقد كان الرهان محفوفًا بالشكوك، خاصة مع سجل الإصابات وتراجع نتائجه في الموسم السابق، إلا أن أرقامه خلال موسم 2025/2026 قلبت المعادلة.
أخطر المهاجمين
- خلال آخر خمس مباريات، سجّل "كالفيرت-ليوين" ستة أهداف، ولا يتفوّق عليه في هذه الفترة سوى "إيرلينج هالاند"، كما أصبح أول لاعب يسجل في خمس مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ المهاجم الأسترالي "مارك فيدوكا" عام 2003، حيث هز الشباك في مرمى "مانشستر سيتي"، ثم سجل أهدافًا في مرمى "تشيلسي" و"ليفربول" و"برينتفورد"، قبل ثنائية "بالاس"، ما وسّع الفارق بين "ليدز" ومنطقة الهبوط إلى ست نقاط.
أداء قوي
- على الرغم من مشاركته في 15 مباراة فقط مع "ليدز"، إلا أنه يُقدم حاليًا ثالث أفضل موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان أفضل موسم له مع "إيفرتون" في موسم 2020/2021 تحت قيادة "كارلو أنشيلوتي"، حيث سجل 16 هدفًا في 33 مباراة.
تحول ملموس
- تبلغ نسبة تحويل تسديداته إلى أهداف 21.2%، مع دقة تسديد تصل إلى 48%، بمعدل هدف واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز كل 147.7 دقيقة خلال هذا الموسم، مقارنة بأداءه السابق في "إيفرتون"، حين سجّل 57 هدفًا في 239 مباراة بالبريميرليج، وكان متوسطه آنذاك هدفًا كل 276.5 دقيقة.

كفاءة الإنفاق
- تعتبر الصفقة نموذجاً مثالياً لكفاءة الإنفاق الرياضي، حيث استطاع النادي الحصول على خدمات مهاجم بخبرة دولية دون استنزاف مخصصات الانتقالات، وفي وقت تعاني فيه الأندية من تضخم أسعار المهاجمين، يمثل التعاقد مع لاعب بقيمة سوقية تبلغ 15 مليون يورو مجاناً مكسباً رأسمالياً فورياً.
إدارة الأصول
- يعكس التعاقد سياسة المدير الفني "دانييل فاركي" في البحث عن القيمة المضافة للاعبين الذين قد يراهم السوق كـ "أصول متعثرة" بسبب الإصابات السابقة، وتتطلب إدارة أصول مثل "كالفيرت-ليوين" الحفاظ على "جاهزيتها البدنية" لضمان استمرار العطاء، وهو ما سيرفع قيمته السوقية مجدداً في الانتقالات القادمة، ويتيح للنادي فرصة لتحقيق ربح رأسمالي ضخم في حال قرر بيعه مستقبلاً.
عوائد تشغيلية
- توضح الأرقام أن أهداف المهاجم البالغ من العمر 28 عامًا ليست مجرد إحصائيات، حيث إن كل هدف يسجله اللاعب يرفع من احتمالية بقاء النادي في الدوري الممتاز، وهو ما يعني تأمين عوائد مالية لا تقل عن 100 مليون إسترليني من حقوق البث، كما أن ارتفاع معدل التهديف من 0.17 إلى 0.61 هدفاً لكل 90 دقيقة هو قفزة نوعية في "الإنتاجية الرياضية" للاعب.

حوافز دولية
- تمثل بطولة كأس العالم 2026 حافزاً اقتصادياً إضافياً للاعب والنادي، ففي حال انضمامه لتشكيلة "توماس توخيل"، ستتضاعف قيمة "كالفيرت-ليوين" السوقية بشكل كبير، ويمثل هذا السيناريو "علاوة استثمارية" للنادي؛ حيث إن وجود لاعبين دوليين في صفوف الفريق يرفع من تصنيفه العالمي ويزيد من حصصه في اتفاقيات الرعاية التجارية المرتبطة بظهور اللاعبين في المحافل الدولية.
سياق أكبر
- لم يرتدِ "كالفيرت-ليوين" قميص إنجلترا منذ 2021، لكن الأداء الحالي يضعه على رادار مدرب المنتخب، قبل ستة أشهر فقط من كأس العالم 2026، لتبدو قصة اللاعب نموذجًا كلاسيكيًا لعودة المهاجم في التوقيت الحاسم، وإن حافظ على نسقه الحالي، قد يكون مفاجأة في حسابات منتخب إنجلترا على أكبر مسرح كروي عالمي.
المصادر: أرقام - ترانسفير ماركت – ليدز يونايتد – وان فوتبول
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
