قال الدكتور أحمد المالكى ، من علماء الأزهر الشريف، أن مبدأ الخصوصية في الإسلام يُعد من الثوابت الشرعية التي لا تقبل التهاون أو الإلتفاف، حيث حرّم الإسلام صراحةً التجسس، وتتبع العورات، وانتهاك المساحات الخاصة للأفراد، حمايةً لكرامتهم وصونًا لاستقرار المجتمع.
وأضاف فى تصريحات خاصة ، أن أي ممارسات تُبرَّر بدعاوى الإصلاح أو الغيرة الدينية، إذا قامت على كشف الخصوصيات أو التشهير بالناس، فهي مخالفة لمقاصد الشريعة، التي قامت على الستر، والعدل، وحسن الظن.
تجاوز حدود الأدبمن يحوّل المآتم إلى مشاهد مصوّرة ؛ لتحقيق تفاعل، فإنه بذلك يتجاوز حدود الأدب قبل أن يخالف أحكام الدين
كما أن الإسلام يدعو إلى ترسيخ ثقافة احترام الخصوصية ؛ باعتبارها ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وآمن، تُدار فيه الخلافات بالحكمة والمسؤولية، لا بالفضول والانتهاك.
وإنّ ما تشهده السوشيال ميديا من اقتحام للعزاءات وتصوير الناس في لحظات الحزن دون إذن، يمثل انزلاقًا خطيرًا عن القيم الدينية والأخلاقية التي قام عليها المجتمع.
فالإسلام جعل للإنسان حرمةً في حياته وبعد مماته، وجعل الستر خُلُقًا، والرحمة منهجًا، واحترام المشاعر عبادةً يُتقرّب بها إلى الله.
وليعلم الجميع أن العزاء والأحزان ليست محتوى للنشر ، ومشاعر الناس ليست وسيلة لجمع التفاعل أو تحقيق حضور رقمي زائف.
وأضاف أن من يحوّل المآتم إلى مشاهد مصوّرة ؛ لتحقيق تفاعل، فإنه بذلك يتجاوز حدود الأدب قبل أن يخالف أحكام الدين، ويهدر قيمة المواساة التي شُرعت لتخفيف الألم لا تعريته أمام الناس.
ودعا إلى استعادة الوعي الأخلاقي في استخدام السوشيال ميديا ، وربط السلوك الإعلامي بالمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية ، فكما حُرّمت الغيبة والتجسس، حُرّم انتهاك الخصوصيات، وكما أُمرنا بتعزية المصاب، أُمرنا بصون كرامته، وختامًا:إن حفظ الستر في زمن الكاميرا اختبار حقيقي للضمير والدين معًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
