السويس- صبرى غانم

ناقشت الباحثة عبير عبدالله عبدالله سليمان، الأربعاء 24 ديسمبر 2025، رسالة الدكتوراه بكلية الآداب – جامعة السويس، بعنوان:«التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة: دراسة ميدانية مقارنة بمحافظة الإسماعيلية»، وذلك بحضور نخبة من أساتذة علم الاجتماع والسكان.

وتكوّنت لجنة المناقشة والحكم من:أ.د. مصطفى خلف أستاذ علم السكان بجامعة بني سويف، رئيسًا ومناقشًا،أ.د. حسين أنور جمعة أستاذ علم اجتماع السكان والتنمية بجامعة قناة السويس – مشرفًا وعضوًا، أ.د. جبرالله حسن أستاذ الأنثروبولوجيا المساعد،  مشرفًا وعضوًا،أ.د. شريف السيد أستاذ علم الاجتماع الطبي المساعد – مناقشًا، وحصلت الرسالة على مرتبة الشرف الأولى، لما تمثله من قيمة علمية ومجتمعية في تناول واحدة من أبرز قضايا المرأة والأسرة والتنمية في مصر.

سعت الرسالة إلى رصد أثر التعليم في إعادة تشكيل قيم الإنجاب لدى المرأة، ليس فقط من حيث عدد الأبناء، بل كذلك في توقيت الزواج والإنجاب، ومستوى الوعي الصحي والإنجابي، وقدرة المرأة على التخطيط الواعي لحياتها الأسرية في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة.

اعتمدت الباحثة على عينة ميدانية من السيدات المتزوجات (20–40 عامًا)، شملت مدينة الإسماعيلية وقرية الفردان، مستخدمة أدوات بحثية متعددة، أبرزها الاستبيان، والمقابلات المتعمقة، وحلقات النقاش البؤرية، بما أتاح قراءة دقيقة ومتكاملة للواقع الاجتماعي محل الدراسة.

أظهرت النتائج أن التعليم يلعب دورًا محوريًا في تأخير سن الزواج وتنظيم توقيت الإنجاب، حيث تميل النساء الأعلى تعليمًا إلى التخطيط الواعي للإنجاب بما يتوافق مع أوضاعهن الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

كما أكدت الدراسة أن التعليم يسهم في تعزيز الوعي الصحي والإنجابي، خاصة فيما يتعلق بتنظيم الأسرة، والفحص الطبي قبل الزواج، والمتابعة الصحية الدورية.

وفي المقابل، أوضحت النتائج أن تفضيل إنجاب الذكور لا يرتبط بالتعليم وحده، بل يتأثر بدرجة كبيرة بالبنية الثقافية والعادات والتقاليد، ما يعكس استمرار بعض الأنماط الفكرية التقليدية رغم التقدم التعليمي.

وأشارت الدراسة إلى أن الاعتبارات المادية والصحية في مرحلة الكِبَر ما زالت تدفع بعض النساء إلى تفضيل الذكور باعتبارهم مصدر دعم مستقبلي للأسرة، بغضّ النظر عن المستوى التعليمي.

خلصت الرسالة إلى أن التعليم أحد أهم محركات التغيير في حياة المرأة وقيمها الإنجابية، لما له من تأثير مباشر على الوعي وصنع القرار وجودة الحياة الأسرية، مع التأكيد على ضرورة تكامل التعليم مع الجهود الثقافية والتنموية لإحداث تغيير حقيقي ومستدام في القيم التقليدية المرتبطة بالإنجاب.

الباحثة عبير عبدالله

لجنة المناقشة مع الباحثة