واصلت الإمارات والسعودية ترسيخ موقعهما محورين رئيسيين لأسواق الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2025، في ظل مرحلة أوسع من إعادة التوازن في شهية المستثمرين بعد سنوات من النشاط القوي الذي أعقب جائحة «كوفيد-19».
بحسب بيانات منصة ديلوجيك المالية، جمعت الشركات في منطقة الشرق الأوسط نحو 6.5 مليار دولار من خلال الاكتتابات العامة الأولية حتى نهاية نوفمبر، مقارنة بنحو 9.9 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس تحول الأسواق نحو وتيرة أكثر انتقائية وتنظيماً.
وفي دولة الإمارات، تمكن سوقا دبي وأبوظبي من جمع نحو مليار دولار عبر طروحات متنوعة خلال العام الجاري، بعد مستويات قياسية سجلتها في عامي 2022 و2024، بدعم من برامج خصخصة الشركات الحكومية والإصلاحات التنظيمية التي عززت جاذبية السوق أمام المستثمرين المحليين والدوليين.
أما السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة، فقد تصدرت من حيث عدد الاكتتابات، إذ انضمت 36 شركة إلى سوق «تداول» في الرياض، وجمعت نحو 4 مليارات دولار، وهو مستوى قريب من حصيلة العام الماضي، رغم تراجع المؤشر العام للأسهم بنحو 12% منذ بداية العام. وتستقطب السوق السعودية عادة عدداً أكبر من الإدراجات الصغيرة مقارنة ببقية أسواق المنطقة.
ويرى محللون أن هذا الأداء يأتي في سياق طبيعي بعد «فترة قوية للغاية» من النشاط، حيث أصبح المستثمرون أكثر تركيزاً على التقييمات وجودة الأصول والعوائد المستدامة. وفي هذا الإطار، قال علي خالبي، رئيس منطقة الشرق الأوسط في شركة «كانتور»، إن السوق انتقلت من مرحلة الاندفاع نحو الاكتتابات إلـــى مرحلة التريث ودراسة الفرص بعناية أكبر.
وشهدت الإمارات خلال عام 2025 عدداً من الطروحات البارزة، من بينها اكتتاب شركة «أليك» للإنشاءات في دبي بقيمة 381 مليون دولار، وطرح صندوق استثمار عقاري تابع لـ«دبي القابضة» جمع 584 مليون دولار، إضافة إلى إدراج شركة «ألفا داتا» في سوق أبوظبي بقيمة 163 مليون دولار.
ويشير مديرو صناديق إلى أن الإمارات والسعودية استفادتا خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة الماضية من مجموعة عوامل داعمة، من بينها قوة الدولار، والإصلاحات الهيكلية، وتدفقات رؤوس الأموال الباحثة عن الاستقرار والعوائد. ومع تغير المشهد العالمي وعودة بعض الأسواق الآسيوية إلى دائرة الاهتمام، باتت السيولة الدولية تتوزع بصورة أكثر توازناً بين المناطق.
ورغم تأجيل بعض الطروحات المرتقبة، من بينها الاكتتاب المتوقع لشركة الاتحاد للطيران، يؤكد خبراء أن الأسس الاقتصادية في الإمارات، وعلى رأسها النمو السكاني، وتوسع قطاعات العقار والسياحة والخدمات، وقوة الأطر التنظيمية، لا تزال تشكل قاعدة صلبة لعودة نشاط الاكتتابات بوتيرة أقوى خلال الفترات المقبلة.
ويجمع مراقبون على أن ما تشهده أسواق الاكتتابات في الشرق الأوسط يعكس مرحلة نضج وتنظيم للدورة الاستثمارية، أكثر من كونه تحولاً هيكلياً طويل الأمد، مع بقاء الإمارات والسعودية في صدارة الوجهات الجاذبة للطروحات النوعية متى ما توافرت ظروف السوق الملائمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
