متابعة بتجــرد: حققت النجمة التونسية لطيفة نجاحًا لافتًا بألبومها الغنائي الجديد «قلبي ارتاح»، الذي شكّل نقلة نوعية في مسيرتها الفنية، سواء من حيث المضمون أو التقنيات الحديثة المستخدمة، إذ اعتمدت فيه تقنية «دولبي أتموس» الصوتية المتطورة، لتكون من أوائل الفنانات العربيات اللواتي يقدمن ألبومًا كاملًا بهذه التقنية ثلاثية الأبعاد.

وتصدّرت أغنيات الألبوم، لا سيما «سوري» و«قضى عليَّ الحنين» و«هلا هلا»، قوائم الأكثر تداولًا عبر تطبيقات الأغاني المختلفة، أبرزها تيك توك وأنغامي، في تفاعل واسع عكس حجم الحضور الجماهيري الذي لا تزال لطيفة تحظى به.

وفي حوار صريح، فتحت لطيفة قلبها للحديث عن كواليس الألبوم، مؤكدة أن استخدام تقنية «دولبي أتموس» جاء بعد تجربة ناجحة مع الذكاء الاصطناعي في ألبومها السابق «مفيش ممنوع»، مشيرة إلى أنها وجدت في هذه التقنية إضافة فنية حقيقية تمنح المستمع إحساسًا مختلفًا بالأغنية، وتفتح آفاقًا جديدة في صناعة الموسيقى العربية.

وكشفت لطيفة أن ألبوم «قلبي ارتاح» طُرح وفق خطة مدروسة على ثلاث دفعات خلال صيف العام، وهو ما ساهم في تعزيز انتشاره وتحقيقه نجاحًا متصاعدًا، موجّهة الشكر لشركة «تكوين» على دورها في توزيع وتسويق الألبوم.

وعلى الصعيد الإنساني، تحدثت الفنانة التونسية بتأثر عن وفاة شقيقها الأصغر نور الدين أثناء فترة تسجيل الألبوم، مؤكدة أن هذه الخسارة تركت أثرًا عميقًا في نفسها، لكنها تعاملت معها بإيمان وتسليم بقضاء الله وقدره. كما وصفت رحيل صديقها الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بـ«صدمة العمر»، بعد سلسلة من الفواجع الشخصية التي بدأت بوفاة والدتها، مرورًا برحيل شقيقيها.

وأشارت لطيفة إلى أنها انتهت من تسجيل ألبوم غنائي كامل من ألحان زياد الرحباني، ومن المقرر أن تبدأ بتصوير أغنياته وطرحها تباعًا، مؤكدة أن رحيله شكّل خسارة فنية وإنسانية لا تُعوّض.

وعن لقائها بالسيدة فيروز في هذا المصاب، عبّرت لطيفة عن حزنها العميق، مشيرة إلى أنها شعرت بصمت الألم الذي تعيشه الأم على فقدان نجلها، خاصة أنها تدرك جيدًا مكانة زياد وتأثيره في حياة والدته.

فنيًا، عبّرت لطيفة عن سعادتها الكبيرة بنجاح حفلها الأخير على مسرح قرطاج، مؤكدة أن هذا المسرح يحتل مكانة خاصة في قلبها، وأن الجمهور التونسي يتمتع بذائقة فنية راقية، ما جعل التجربة بالنسبة إليها استثنائية على مستوى الغناء والعرض المتكامل.

وفي حديثها عن زميلاتها، وجّهت لطيفة رسالة تقدير إلى النجمة اللبنانية نجوى كرم بعد تألقها في مهرجان قرطاج، كما أثنت على العلاقة الإنسانية التي تجمعها بالنجمة أنغام، مشيرة إلى متابعتها الدائمة لحالتها الصحية خلال فترة علاجها، وفرحتها بعودتها سالمة.

كما أكدت لطيفة أنها لا تزال تطمح إلى خوض تجربة تمثيلية جديدة، كاشفة عن تحضيرها لمشروع فني ستعلن تفاصيله قريبًا، واعدة الجمهور بمفاجآت لافتة.

وفي ختام الحوار، شددت لطيفة على أن سر حفاظها على خامة صوتها طوال أربعة عقود يعود إلى التمرين اليومي والانضباط، معتبرة أن حبها للفن وإخلاصها له كانا الأساس في استمراريتها ونجاحها، مؤكدة رضاها الكبير عمّا قدمته في مسيرتها، ومعتبرة لقب «عروس قرطاج» من أقرب الألقاب إلى قلبها.