القاهرة: أحمد إبراهيم
رحل صباح السبت المخرج الكبير داود عبد السيد عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد رحلة طويلة مع مرض الفشل الكلوي، إذ كان خلال الفترة الأخيرة، يداوم على «غسل الكلى»، قبل أن تتدهور حالته خلال الأيام الأخيرة ويرحل متأثراً بمرضه وهو في بيته.
ومن المقرر أن يودع السينمائيون والجمهور والمحبون داود عبد السيد الأحد إلى مثواه الأخير من كنيسة ماري مرقص بمصر الجديدة.
ولد المخرج الراحل في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1946، وبدأ حياته المهنية بالعمل مساعد مخرج في بعض الأفلام، أهمها «الأرض» مع يوسف شاهين و«الرجل الذي فقد ظله» مع كمال الشيخ، و«أوهام الحب» مع ممدوح شكري. بعدها، انطلق داود عبد السيد وقدم عدداً من الأفلام التسجيلية والقصيرة، منها، «وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم» 1976، و«العمل في الحقل» 1979، «عن الناس والأنبياء والفنانين» 1980. وكانت هذه الأعمال فرصة كبيرة له للاحتكاك المباشر مع الناس، ومعرفةً أوسع وأعمق بالمجتمع المصري بكل طبقاته، قبل أن يتوجه داود عبد السيد للسينما الروائية الطويلة، فقدم تسعة أفلام، كتب السيناريو والحوار لثمانية أفلام منها، بدأها من «الصعاليك» في العام 1985، ثم «الكيت كات»، «البحث عن سيد مرزوق»، «أرض الأحلام»، «سارق الفرح»، «أرض الخوف»، «مواطن ومخبر وحرامي»، «رسائل البحر» ثم الأخير «قدرات غير عادية» الذي قدمه قبل 10 سنوات في العام 2015.
حصل عبد السيد عام 1985 على جائزة العمل الأول في مهرجان أسوان الأكاديمي عن فيلمه «الصعاليك»، بينما حصل «أرض الخوف» على جوائز الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والسيناريو من مهرجان البحرين الأول، وأحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم، وأحسن إخراج من مهرجان جمعية الفيلم، عام 1999. وسميت أفلام داود عبد السيد «الكيت كات»، «أرض الخوف»، و«رسائل البحر» ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013، وكرّمه في 2018 مهرجان الجونة السينمائي، وحصل عن فيلمه «سارق الفرح» على جائزة الإنتاج الفضية من المهرجان القومي للسينما، والجائزة البرونزية من مهرجان دمشق الدولي، وجائزة الجمهور من مهرجان سورونتو، إيطاليا، عام 1995.
أيضاً حصل عن فيلم «الكيت كات» على عدة جوائز في السيناريو والإخراج.
وأصدرت نقابة السينمائيين بياناً نعت فيه المخرج الراحل، وقال مسعد فودة، نقيب السينمائيين: إن داود عبد السيد قيمة فنية كبيرة وخسارة فادحة للسينما المصرية، وللحياة الثقافية العربية، ترك بصمة كبيرة كسينمائيّ مثقف، ووصفه بالمخرج العالمي. كذلك، نعى داود عبد السيد عدد كبير من الفنانين الذين عملوا معه وعدد من نجوم السينما والدراما.