حقق قطاع المعارض والفعاليات في دبي أداءً قياسياً وقوياً خلال 2025، كرافعة أساسية للنمو الاقتصادي غير النفطي ومساهم بشكل ملموس في تعزيز مكانة الإمارة كمنصة عالمية لتنظيم واستضافة الأحداث في جميع قطاعات الأعمال وغيرها.
ويُعد قطاع المعارض والفعاليات في دبي إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي، حيث يسهم في دعم قطاعات متعددة تشمل التكنولوجيا والطاقة والصحة والبناء والأغذية، ويوفر فرص عمل ويعزز التكامل بين الأسواق المحلية والدولية، فضلاً عن دوره الحيوي في جذب الاستثمار الأجنبي وتحفيز السياحة التجارية.
ويعكس هذا الأداء مدى قدرة دبي على إدارة اقتصاد متنوع ومستدام ضمن أجندة D33 لتعزيز التنافسية العالمية وزيادة مساهمة الاقتصاد غير النفطي.
ويعتمد نجاح القطاع على بنية تحتية متطورة وتجربة تنظيمية عريقة، مع شبكة علاقات دولية واسعة، تمكّن دبي من استضافة فعاليات عالمية بمستوى احترافي استثنائي.
أظهرت بيانات مركز دبي التجاري العالمي أن عدد الفعاليات التي نظمها بلغت 1536 فعالية رئيسية. فخلال النصف الأول من 2025 نظم نحو 1401 فعالية رئيسية، بمشاركة أكثر من 527 ألف زائر من أكثر من 127 دولة، مسجلاً زيادة بنسبة 11.8% في عدد الزوار مقارنة بنفس الفترة من 2024، فيما ارتفع عدد الفعاليات بنسبة 6.7%، ما يعكس الطلب المتزايد على دبي كمنصة للتبادل التجاري والابتكار على المستوى الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، نظمت الإمارة عدة فعاليات متخصصة في الموارد البشرية والابتكار الرقمي، وجذبت آلاف المهنيين من مختلف أنحاء العالم.
كما استضافت دبي خلال النصف الثاني من 2025 أكثر من 135 فعالية رئيسية، شملت مجالات التكنولوجيا والطاقة والبيئة والبناء والأغذية والتجميل، ما عزز مكانتها الاقتصادية العالمية، رفع معدلات الفرص الاستثمارية للشركات المحلية والإقليمية والدولية.
حضور قوي
شهد قطاع التكنولوجيا حضوراً لافتاً في معارض دبي، حيث استقطبت الفعاليات أكثر من 150 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم، بزيادة نسبتها 15% مقارنة بالعام 2024، مع التركيز على موضوعات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية.
واستضاف قطاع البناء والهندسة نحو 75 ألف زائر، بزيادة 9% على 2024، مع تسليط الضوء على تقنيات البناء المستدامة والمواد الحديثة، وهو ما أسهم في توقيع عقود استثمارية كبيرة على مستوى الإمارة والمنطقة.
في مجال الرعاية الصحية، شهدت الفعاليات الطبية تخصصاً متزايداً، حيث حضر أكثر من 52 ألف مشارك، مع عرض أحدث الابتكارات الطبية والتقنيات الصحية الرقمية، ما يعكس التطور المتزايد للقطاع الطبي في دبي والطلب الدولي على الخبرات المحلية.
وشهد قطاع الأغذية والتجميل فعاليات بارزة، أسهمت في تعزيز حضور العلامات التجارية المحلية والعالمية، وفتحت أسواقاً جديدة أمام التصدير الإقليمي والدولي.
جيتكس دبي جلوبال
تعد فعالية جيتكس دبي جلوبال 2025 من أبرز هذه الفعاليات، بمشاركة أكثر من 6800 عارض واستقطاب نحو 135000 زائر من 170 دولة، بنسبة مشاركة دولية بلغت 72%، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية المؤسسية، وسجلت الفعالية تأثيراً اقتصادياً مباشراً يقارب 2.3 مليار درهم نتيجة ارتفاع الطلب على الخدمات الفندقية والنقل والطعام والخدمات اللوجستية.
«دبي للطيران 2025»
يعد معرض دبي للطيران 2025 من أهم الفعاليات التي استضافتها دبي، حيث اجتذب أكثر من 248 ألف زائر، وتجاوزت قيمة الصفقات المعلنة أكثر من 202 مليار دولار، ما يعكس أهميته الاستراتيجية في قطاع الطيران المدني والدفاعي.
وشهدت دبي استضافة فعالية مؤتمر ومعرض الصحة – دبي 2025، والتي تعد من أكبر المعارض والمؤتمرات الصحية في منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة شركات ومصنعي أجهزة طبية من أكثر من 150 دولة، واهتمام عالمي بعرض أحدث الابتكارات الطبية وحلول الرعاية الصحية الرقمية.
وعلى صعيد الإبداع والثقافة، استضافت الإمارة أسبوع دبي للتصميم 2025، الذي جمع المصممين والمهنيين من مختلف أنحاء العالم لاستعراض الابتكارات في التصميم الداخلي، العمارة، والفنون البصرية، مع حضور نحو 135,000 زائر.
في حين تركز معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025 على قطاع الطاقة والبنى التحتية، مستقطباً الشركات والحكومات لاستعراض أحدث الحلول في الطاقة الذكية والمتجددة.
كما استضافت دبي معرض الفنادق 2025، المتخصص في صناعة الضيافة والفنادق، والذي جمع الموردين والمصممين والهيئات الفندقية لاستعراض أحدث الاتجاهات والتجهيزات الفندقية، ما أسهم في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للضيافة والسياحة.
«إكسباند نورث ستار»
شهدت دبي دورة «إكسباند نورث ستار 2025»، التي تُعد أكبر منصة عالمية لربط الشركات الناشئة بالمستثمرين وتُقام ضمن فعاليات جيتكس جلوبال في دبي هاربر، بتنظيم مركز دبي التجاري العالمي واستضافة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي النسخة الأكبر للحدث خلال عقد والتي تحوّلت من فعالية محلية إلى واحدة من أبرز الأحداث الدولية في منظومة التقنيات المتقدمة والاستثمار، مما يعزز مكانة دبي كعاصمة الاقتصاد الرقمي العالمي.
واستقطب «إكسباند نورث ستار 2025» أكثر من 2,000 شركة ناشئة وأكثر من 1,200 مستثمر دوليين من نحو 180 دولة، بإجمالي أصول تحت الإدارة تجاوز 1.1 تريليون دولار، ما يجعله منصة رئيسية لتشكيل شراكات استراتيجية وفرص تمويلية كبرى لرواد الأعمال والمستثمرين على حد سواء.
«الخمسة الكبار»
أما معرض «الخمسة الكبار» في قطاع البناء والتشييد، فقد استضافت أكثر من 1800 عارض و48500 زائر، منهم 65% زوار دوليون، مع توقيع عقود توريد واستثمار بنحو 1.1 مليار درهم، في حين أسهمت فعالية «ويتكس» للطاقة والاستدامة بمشاركة نحو 2000 عارض و36400 زائر، وتوقيع أكثر من 120 اتفاقية في مجال الطاقة المتجددة والكفاءة الطاقية.
وأسهمت فعاليات الأغذية مثل «جلفود 2025» في تبادل تجاري يقدر بنحو 1.2 مليار درهم، واستقطبت أكثر من 5200 عارض و97300 زائر، بينما شهدت فعاليات «بيوتي وورلد» حضور أكثر من 1500 علامة تجارية و58200 زائر بنسبة حضور دولية 60%، ما عزز قدرة الشركات على التوسع في الأسواق الإقليمية.
التأثير الاقتصادي
يتجاوز تأثير قطاع المعارض الأبعاد التشغيلية ليصل إلى مساهمة اقتصادية شاملة، حيث أسهم في توليد أكثر من 22.35 مليار درهم من الناتج الاقتصادي في 2024، ودعم نحو 85500 وظيفة مباشرة وغير مباشرة في الفنادق والخدمات اللوجستية والنقل والأمن والتصميم والتسويق والاستشارات.
ويعزز القطاع السياحة التجارية التي تتميز بمعدل إنفاق مرتفع وطول مدة إقامة أطول، إذ يبلغ متوسط مدة الإقامة للزائر التجاري 5 إلى 7 أيام، ومتوسط الإنفاق لكل زائر نحو 12500 درهم، مع تسجيل نسبة إشغال فندقي تصل إلى 92% خلال الفعاليات الكبرى.
ويبرز التنوع القطاعي كعامل رئيسي لمرونة واستدامة النمو، حيث شملت الفعاليات التكنولوجيا والطاقة والبناء والأغذية والتجميل والصناعات الإبداعية والتصميم، ما ساعد على استقطاب جمهور متنوع من المهنيين ورواد الأعمال والمبتكرين.
مساحات العرض
مع ارتفاع الطلب على مساحات العرض، شرع مركز «دبي التجاري العالمي» في توسعات كبرى في موقعه الرئيسي، أضافت أكثر من 60000 متر مربع من القاعات الجديدة المجهزة بأحدث تقنيات العرض والاتصالات، مع تطوير البنية التحتية الرقمية وأنظمة التسجيل، وتحسين مناطق استقبال العارضين والزوار، ما يعزز قدرة دبي على استضافة فعاليات متزامنة دون التأثير على الجودة.
وافتتح «دبي التجاري العالمي» مرفقاً في مدينة اكسبو دبي«لاستضافة الفعاليات الكبرى التي تحتاج لمساحات واسعة، مع قاعات عرض مرنة ومساحات خارجية للأنشطة التفاعلية، وأنظمة طاقة مستدامة لتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يرفع القدرة التنافسية لدبي عالمياً ويتيح عقد مؤتمرات ومعارض تستقطب شركات متعددة الجنسيات وفرص شراكات استراتيجية طويلة الأمد.
«مدينة اكسبو دبي»
يستعد مركز دبي التجاري العالمي لافتتاح مشروع توسع رئيسي في مدينة اكسبو دبي مطلع 2026، في خطوة استراتيجية تهدف إلى مضاعفة قدرات الإمارة على استضافة المعارض والفعاليات الدولية الكبرى.
ويصل إجمالي مساحة المشروع الجديدة إلى نحو 500 ألف متر مربع، موزعة بين قاعات عرض داخلية تزيد مساحتها على 320 ألف متر مربع ومساحات خارجية تفاعلية تزيد على 180,000 متر مربع، وهو ما يشكل توسعاً يزيد على أضعاف المساحة الحالية في موقع الغبيبة الرئيسي.
وقد تم تصميم هذه المساحات لاستيعاب الفعاليات الضخمة التي تستقطب عادةً أكثر من 150 ألف زائر في الدورة الواحدة، مع إمكانية تقسيم القاعات إلى وحدات أصغر تصل إلى 10 آلاف متر مربع لتلبية احتياجات المعارض المتوسطة والصغيرة.
وتتضمن المرحلة الأولى من توسعات اكسبو دبي أكثر من 12 قاعة عرض رئيسية مجهزة بأحدث البنى التحتية الرقمية، تتسع كل منها لآلاف العارضين والزوّار، إضافة إلى 5 منصات مؤتمرات متعددة الاستخدام تتسع الواحدة منها لنحو 3000 مشارك في الوقت ذاته، مما يمكن المركز من تنظيم فعاليات متعددة في وقت واحد دون التأثير على جودة الخدمات.
وتعمل هذه المساحات الجديدة بتقنيات داعمة للاستدامة، بحيث تعتمد على شبكات الطاقة الشمسية المتجددة التي تغطي حتى 40% من احتياجات الطاقة التشغيلية، وأنظمة إدارة المياه المعاد تدويرها بنسبة تصل إلى 50%، مما يضع المشروع ضمن أعلى معايير الكفاءة البيئية والاقتصادية.
ولا يقتصر التوسع على زيادة المساحات فقط، بل يمتد إلى الخدمات اللوجستية والتشغيلية، حيث توفر البنية التحتية الجديدة أكثر من 18 مدخلاً لوجستياً للشحن والتفريغ، ومناطق تخزين تمتد لأكثر من 75 ألف متر مربع، إضافة إلى مركز تدريب مهني متكامل بسعة 2500 متدرب، ومواقف سيارات تتسع لنحو 10 آلآف مركبة.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التوسع في زيادة طاقة الاستضافة السنوية للمركز من نحو 3 ملايين زائر في المواقع الحالية إلى أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا بمجرد التشغيل الكامل في عام 2026، مما يعزز من مكانة دبي كواحدة من أكبر الوجهات العالمية لاستضافة الفعاليات والمؤتمرات والمعارض الكبرى.
جذب الاستثمار
يشكل القطاع منصة رئيسية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال اجتماعات B2B، وجلسات توقيع العقود، وورش عمل متخصصة، حيث تتحول هذه اللقاءات في كثير من الحالات إلى شراكات طويلة الأمد أو مقارّ إقليمية للشركات العالمية، مما يعزز التدفق الاستثماري ويدعم الاقتصاد غير النفطي.
ويسهم القطاع في التنمية المعرفية والابتكار، عبر ورش عمل وجلسات حوارية للباحثين والمبتكرين، وتقديم منصات للشركات الناشئة للتفاعل مع الخبراء الدوليين، ما يطور رأس المال البشري ويعزز القدرة على المنافسة عالمياً.
الفرص المستقبلية
تتوافر فرص كبيرة للتوسع في قطاع الفعاليات والمعارض في دبي عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص، تطوير الفعاليات الرقمية والهجينة، استقطاب فعاليات جديدة في القطاعات الناشئة، وزيادة التعاون الدولي مع اتحادات المعارض العالمية.
ويظل قطاع المعارض والفعاليات في دبي خلال 2025 أداة استراتيجية للنمو الاقتصادي غير النفطي، وجذب الاستثمار، وتعزيز السياحة التجارية، ودعم الابتكار ونقل المعرفة، ويعكس قدرة دبي على إدارة هذا القطاع بكفاءة عالية مع بنية تحتية متطورة وسياسات مرنة تسمح بالتوسع المستدام والابتكار المستمر، مما يعزز مساهمة القطاع في مستقبل الاقتصاد الإماراتي على المستوى الإقليمي والدولي.
القطاعات الموازية
يسهم قطاع المعارض والفعاليات في دبي بشكل مباشر في إنعاش العديد من القطاعات مثل: قطاع السفر والضيافة، الناتج عن توافد آلاف الزوار الدوليين سنوياً إلى الإمارة وقطاع الضيافة والفنادق والمطاعم، حيث يشهد معدل الإشغال الفندقي خلال مواسم المعارض ارتفاعاً ملحوظاً، يصل أحياناً إلى أكثر من 90% في الفنادق القريبة من مواقع الفعاليات.
وتزيد الفعاليات الكبيرة من الطلب على خدمات المطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية المتعلقة بالتوصيل والطعام والمرافق الترفيهية، ما يرفع الإيرادات التشغيلية لهذه المنشآت ويحفز توسعاتها واستثماراتها الجديدة.
كما يسهم القطاع في تعزيز نشاط التجزئة والتسوق والخدمات الإبداعية، إذ يتوافد الزوار الدوليون إلى مراكز التسوق والمجمعات التجارية القريبة للاستفادة من العروض الترويجية والهدايا التذكارية، كما يزيد الطلب على خدمات التصميم والطباعة والتسويق والترويج التجاري.
وتنعكس هذه الحركة على نمو أرباح الشركات المحلية وخلق فرص عمل جديدة، ما يجعل قطاع المعارض والفعاليات محركاً أساسياً لتكامل الاقتصاد المحلي وتحقيق عوائد مستدامة عبر شبكات الأعمال المختلفة.
مكانة عالمية
عزّزت دبي على مدار عقود مكانتها العالمية في قطاع المعارض والفعاليات من خلال استراتيجية متكاملة تجمَع بين البنية التحتية المتقدمة، والتوسع في استضافة الأحداث الدولية، وجذب المشاركين من حول العالم، لتتحول إلى واحدة من أبرز عواصم صناعة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض.
وشهد قطاع المعارض والفعاليات في دبي طفرة في السنوات الماضية بفضل دعم حكومي قوي، وتعاون بين القطاعين العام والخاص، وبنية تحتية تشمل مرافق عالمية في مركز دبي التجاري العالمي وفي مدينة اكسبو دبي.
وبحسب تقارير اقتصادية، بلغت قيمة صناعة المعارض والفعاليات في دبي نحو 165.15 مليار درهم (ما يعادل 44.7 مليار دولار) في 2023، مع توقعات بنمو سنوي مركب يصل إلى 25% بين 2023 و2027، ما يعكس قوة القطاع وأهميته في جذب الأعمال والسياحة والاستثمار. كما تشير الإحصاءات العالمية إلى أن دبي تصدرت مؤشرات حضور الاجتماعات الدولية وفق الاتحاد الدولي للمؤتمرات (ICCA) في 2025، محققة المرتبة الأولى عالمياً في أعلى حضور للاجتماعات الرابطة.
وفازت دبي بما يزيد على 249 ملف استضافة فعاليات حتى 2029، بزيادة تصل إلى 29% مقارنة بالسنوات السابقة، مع توقع جذب أكثر من 127 ألف مندوب دولي في السنوات المقبلة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
