كتب محمود عبد الراضي

في واقعة بدت وكأنها مشهد مقتطع من فيلم بوليسي مشوق، تحولت شوارع محافظة كفر الشيخ إلى ساحة دراما حقيقية، بعدما تقمص طفل صغير دور البطل الخارق، مدفوعا ببراءة الشجاعة، في محاولة يائسة لإنقاذ صديقه من قبضة الخطف، غير مدرك أن المفاجأة الأكبر كانت تنتظر الجميع خلف الكواليس.

القصة بدأت بتداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر لحظة مثيرة للذعر، حيث ترجل شخصان من سيارة مسرعة، وتوجها نحو طفلين في الشارع، قبل أن يحاولا اقتياد أحدهما عنوة.

المشهد لم يمر مرور الكرام، إذ ظهر الطفل الآخر وهو يقاوم بكل ما أوتي من قوة، متشبثا بصديقه، رافضا التخلي عنه، في لقطة إنسانية هزت المتابعين وأشعلت مواقع التواصل.

تحركات الأجهزة الأمنية كانت سريعة وحاسمة، حيث نجحت في كشف ملابسات الواقعة وتحديد هوية المتورطين.

وبالفحص، تبين أن الشخص الظاهر في الفيديو هو والد الطفل المختطف نفسه، وأن السيارة المستخدمة كانت بقيادة صديق له، في مفارقة صادمة قلبت الموازين وغيرت مسار القضية بالكامل.

وبمواجهة المتهمين، أقر الأب بأنه شاهد نجله بصحبة الطفل الآخر، فقرر اصطحابه قسرا، مبررا فعلته بوجود خلافات أسرية مع طليقته، والدة الطفل، في مشهد لا يقل درامية عن أفلام الأكشن، حين يتحول الأب من مصدر أمان إلى بطل سلبي في واقعة تهز المشاعر، صديق الأب، قائد السيارة، أيد الرواية نفسها، مؤكدا مشاركته في الواقعة.

الأجهزة الأمنية تمكنت من تحرير الطفل المختطف دون إصابات، والتحفظ على السيارة المستخدمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمين، لتغلق فصلا مثيرا من فصول الجريمة، وتبقى صورة الطفل المقاوم شاهدا حيا على بطولة غير متوقعة، وعلى دراما إنسانية تفوقت في واقعيتها على خيال السينما.