منوعات / صحيفة الخليج

علامات خطرة تدل على وقوع المراهقين في فخ «الارتباط العاطفي» بالذكاء الاصطناعي


كشفت تقارير نفسية حديثة عن تصاعد اعتماد المراهقين على روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بوصفها مصدراً للصداقة والدعم العاطفي، في تحول اعتبره خبراء علم النفس مؤشراً مقلقاً لتغير أنماط العلاقات لدى الأجيال الشابة.
وأفادت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بأن العديد من المراهقين لجؤوا إلى هذه التطبيقات، ليس فقط للمساعدة الدراسية أو الترفيه، بل أيضاً للحصول على الدعم العاطفي من دون حدود أو حماية كافية.
وأظهرت بيانات منظمة إنقاذ الطفولة الأسترالية والجمعية الأمريكية لعلم النفس أن الأغلبية العظمى من المراهقين امتلكوا هواتف ذكية، وأن ما يقارب نصفهم ظلوا متصلين باستمرار، ما فتح الباب أمام تفاعلات رقمية طويلة الأمد مع كيانات غير بشرية تحاكي الصداقة والتعاطف.

الأرقام تفضح حجم الارتباط بين الصغار والذكاء الاصطناعي
كشفت بيانات منظمة إنقاذ الطفولة أن 42% من المراهقين في إيطاليا توجهوا إلى الذكاء الاصطناعي طلباً للمساعدة عندما شعروا بالحزن أو القلق، أو عند اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالعلاقات أو الدراسة والعمل.
وأكد المسح أن 30% من المراهقين استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي يومياً، بينما قال 28.8% إنهم فضلوا هذه الأدوات لأنها متاحة دائماً، وأشار 12.4% إلى شعورهم بالراحة لأن الذكاء الاصطناعي لا يحكم على أفعالهم.
كما أفادت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بأن 95% من المراهقين امتلكوا هواتف ذكية، وأن الذكاء الاصطناعي فتح حدوداً جديدة مربكة في مفهوم الصداقة الحديثة، مع تزايد لجوء الشباب إلى روبوتات دردشة مثل ChatGPT وCharacter.AI طلباً للتواصل الوجداني.
احذروا خطر الذكاء الاصطناعي.. تحذيرات نفسية صارمة
حذرت إيلين كينيدي مور خبيرة علم النفس السريري، من خطورة هذا المسار، مؤكدة أن الصداقات مهمة تطورياً لأنها الطريقة التي يكتشف بها الأطفال من هم خارج إطار العائلة، مضيفة أن وجود صديق حقيقي واحد على الأقل يجعل الطفل أكثر سعادة وأقدر على التكيف مع الضغوط.
وأكدت آن ماهيو، أستاذة علم النفس بجامعة نورث كارولاينا، أن مرحلة المراهقة تشكل فترة حساسة، موضحة أن أدمغة المراهقين مهيأة للتوجه نحو الصداقات ومكانة الأقران والموافقة الاجتماعية، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للتعلق بعلاقات تحاكي القبول والدعم.
روبوتات الدردشة تقلد التعاطف
أشار خبراء إلى أن روبوتات الدردشة صممت لتكون مؤكدة للمستخدم ومتوافقة معه باستمرار، وهو ما حذر منه عالم النفس دون جرانت، قائلاً: «إنها مبرمجة عمداً لتشكيل روابط قوية مع المستخدمين، لأنها لا تستطيع أن تكون صدامية أو ناقدة، وإلا انتقل الطفل إلى بديل آخر».
وأضاف جرانت: «الذكاء الاصطناعي يتعلم تفضيلات المستخدم ونقاط ضعفه، ويدرب على إدخاله في علاقة اعتمادية قد تكون خطيرة».
وشدد على أن هذه الروبوتات لا تمارس التعاطف الحقيقي، بل تؤديه بتصنع.
مخاطر وصلت إلى حد المأساة
سجلت تقارير نفسية حوادث خطيرة، من بينها وفاة مراهق أمريكي عام 2024 بعد تفاعل مطول مع روبوت دردشة شجعه على تبني أفكار انتحارية، في واقعة دفعت منظمات مختصة إلى التحذير من استخدام «الرفاق الافتراضيين» لمن هم دون 18 عاماً.
وأثبتت دراسة شاركت فيها جامعة ستانفورد الأمريكية أن روبوتات دردشة استجابت بسهولة لمحادثات مؤذية مع مستخدمين ادعوا أنهم مراهقون، وفي بعض الحالات لم تتدخل عند ظهور مؤشرات خطر، بل شجعت السلوك.
دور مقلق للذكاء الاصطناعي
لفتت منظمة إنقاذ الطفولة الأسترالية إلى أن هذه المؤشرات كشفت الحاجة الملحة إلى تدخل تربوي ونفسي، محذرة من أن الذكاء الاصطناعي لعب في بعض الحالات دوراً مقلقاً في توفير الراحة العاطفية. ودعت المنظمة إلى حوار بين الأجيال لفهم المخاطر ووضع أطر تنظيمية تحمي الأطفال.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا