نشر في 21 أكتوبر 2025 - 19:35
استقبل محمّد المأمون القاسمي الحسنيّ، عميد جامع الجزائر، اليوم الثلاثاء، رئيس مجلس نوّاب جمهوريّة نيجيريا الفيديراليّة الدكتور تاج الدين عبّاس والوفد المرافق له، في إطار زيارة رسميّة تجسّد عمق العلاقات التاريخيّة التي تجمع بين البلدين، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون العلميّ والدينيّ في الفضاء الإفريقيّ والإسلاميّ المشترك.
وقد جاءت هذه الزيارة في سياقِ دبلوماسي يزداد فيه حضور الجزائر في القارة الإفريقية، سواء من خلال مشاريعها الاقتصادية الكبرى، أو عبر مبادرتها الفكريّة والدينيّة الهادفة إلى إرساخ قيم الاعتدال والوحدة، ممّا يمنح للّقاء بُعداً رمزياً يجمع بين الدبلوماسية الدينيّة والتواصل البرلماني، في إطار رؤيةِ مشتركة لمحاربة التطرّف وتعزيز الحوار.
وفي مستهلّ كلمته الترحيبيّة، ثمّن اليّد العميد هذه الزيارة، واعتبرها محطة مهمّة في مسار توطيد العلاقات الجزائريّة النيجيريّة، مؤكّدًا أنّ جامع الجزائر- بصفته منارةً للفكر الوسطي- يتطلع إلى توسيع التعاون مع المؤسّسات العلميّة البحثيّة في #نيجيريا.
وأشار الشّيخ القاسميّ إلى أنّ الجامع يسعى إلى تفعيل الشراكات الأكاديميّة، وتنظيم الملتقيات العلميّة المشتركة، التي تُسهم في تعزيز المرجعيّة الدينيّة الجامعة بين البلدين، القائمة على العقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتصوّف السنيّ، وهي المنظومة التي مثّلت على الدوام حصناً حصيناً ضد الغلوّ والتطرّف.
كما دعا عميد جامع الجزائر إلى تكثيف التفاعل بين مراكز البحث الدينيّ والفكريّ في البلدين، وتنظيم لقاءات علميّة تُسهم في توطيد قيم التسامح والإخاء، مبرزاً أنّ التعاون في المجال الدينيّ هو ركيزة أساسية لترسيخ الأمن الفكريّ، وبناء الوعي الدينيّ الرشيد في إفريقيا.
وختم كلمته الترحيبيّة بالوفد النيجيريّ، متمنياً له إقامة موفقة في “بلده الثاني الجزائر”، مؤكدا أنّ جامع الجزائر يظل فضاءً مفتوحاً للحوار والتعاون بين علماء الأمّة.
وأعرب الدكتور تاج الدّين عبّاس، من جهته، عن اعتزازه بزيارة جامع الجزائر ولقائه بعميده؛ مثمنا ما اطلع عليه من تجربة جزائرية فريدة في إدارة الشأن الدينيّ وإرساخ المرجعيّة الوسطيّة.
وأشار إلى أنّ نيجيريا، التي تضم ما بين 120 إلى 130 مليون مسلم، تُعد من أكبر الدول الإسلاميّة، من حيث في العالم من حيث عدد السّكان، ممّا يجعل مسؤوليّتها في مكافحة الفكر المتطرف ومواجهة التحديات الأمنيّة والفكّريّة مسؤولية جسيمة، تتقاطع مع التجربة الجزائريّة الرائدة في هذا المجال.
وأشاد المسؤول النيجيري بالمقاربة الجزائريّة التي جمعت بين الحكمة الأمنيّة والرؤية الفكّريّة المستنيرة، معتبرا إياها أنموذجا يحتذى في إفريقيا. كما ثمّن التوجيهات التي قدمها العميد، لما تحمله من رسائل تسامح وتنوير لإحياء قيم الإسلام السّمحة.
واختتم اللقاء بتأكيد الطرفين أهمية تعزيز التعاون العلميّ والدينيّ بين الجزائر ونيجيريا، من خلال برامج مشتركة تجمع العلماء والباحثين والمؤسّسات الأكاديميّة، بما يخدم الأمن الروحيّ للقارة الإفريقيّة ويحصّن شبابها من تيارات العنف والغلّو في الدّين.
اقرأ أيضا
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.